الملك سلمان يضخ دماء شابة في قيادة المملكة: محمد بن نايف ولياً للعهد... ومحمد بن سلمان ولياً له

نشر في 30-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 30-04-2015 | 00:01
●إعفاء الأمير مقرن وسعود الفيصل بناء على طلبهما... وصرف راتب شهر للعسكريين والأمنيين

● الجُبير لـ «الخارجية» والسويلم لرئاسة الديوان الملكي وتغييرات في «أرامكو» والإعلام الحكومي
في خطوة تحمل دلالات في توقيتها وأهدافها، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز قرارات مهمة وصفت بأنها محاولة لضخ دماء شابة في عروق قيادة المملكة، إذ عيّن الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، وأسند «الخارجية» للجبير بدلاً من الأمير سعود الفيصل.    

أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، مجموعة من القرارات المهمة تم الإعلان عنها في ساعة مبكرة من صباح أمس، وكان من أبرزها إعفاء الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد من منصبه، بناء على طلبه، وتعيين الأمر محمد بن نايف مكانه، إضافة الى تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، وإعفاء وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل من منصبه، بناء على طلبه، وتعيين السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير مكانه.

إعفاء مقرن

وجاء في أمر ملكي: «بعد الاطلاع على كتاب صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز (...) المتضمن رغبة سموه في إعفائه من ولاية العهد، ولما أبديناه لسموه من أنه ومع ما يتمتع به سموه من مكانة رفيعة لدينا، والتي ستظل بإذن الله ما حيينا (...)، إلا أنه تقديراً لما أبداه سموه، فقد قررنا الاستجابة لرغبة سموه بإعفائه من ولاية العهد» و»اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء»، مع احتفاظه بمنصب وزير الداخلية ورئاسة مجلس الشؤون السياسية والأمنية. وجرى تعيين نجل الأمير مقرن، الأمير منصور بن مقرن، مستشاراً لخادم الحرمين بمرتبة وزير.

اختيار محمد بن سلمان

وجاء في النص الملكي أنه «بعد الاطلاع على كتاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، المتضمن أنه سيراً على النهج الذي أرسيناه مع أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اختيار ولي ولي العهد (...)، ولما يتصف به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من قدرات كبيرة، والتي اتضحت للجميع من خلال كافة الأعمال والمهام التي أنيطت به، وتمكّن من أدائها على الوجه الأمثل، ولما يتمتع به سموه من صفات أهّلته لهذا المنصب، وأنه قادر على النهوض بالمسؤوليات الجسيمة التي يتطلبها هذا المنصب (...) فإن سموه يرشّح سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ليكون ولياً لولي العهد. وبعد الاطلاع على تأييد الأغلبية العظمى من أعضاء هيئة البيعة لاختيار سموه ليكون ولياً لولي العهد. وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة. فقد اخترنا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، وأمرنا بتعيين سموه نائباً لرئيس مجلس الوزراء»، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع ورئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وإعفائه من منصبه كرئيس للديوان الملكي وتعيين حمد السويلم رئيسا للديوان الملكي بمرتبة وزير.

مبايعة

ودعا الملك سلمان جميع المواطنين إلى مبايعة الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، ومبايعة الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد في قصر الحكم في الرياض بعد صلاة العشاء.

إعفاء الفيصل

وجاء في الأوامر الملكية إعفاء وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل من منصبه وزيرا للخارجية بناء على طلبه، ونظرا لظروفه الصحية، وتعيينه وزير دولة وعضوا بمجلس الوزراء ومشرفاً على الشؤون الخارجية، وتعيين عادل الجبير وزيرا للخارجية.   

قرارات مهمة

كما أمر الملك بإعفاء عادل فقيه من وزارة العمل، وتعيينه وزيراً للاقتصاد والتخطيط بدلا من محمد الجاسر الذي عيّن مستشاراً بالديوان الملكي بمرتبة وزير، على أن يحل مفرج الحقباني مكان فقيه في وزارة العمل.

ومن القرارات المهمة، إعفاء نائب رئيس الديوان الملكي خالد العيسى من منصبه، وتعيينه وزير دولة وعضوا بمجلس الوزراء وعضوا في مجلس الشؤون السياسية والأمنية، وإعفاء عبدالرحمن الهزاع من رئاسة هيئة الإذاعة والتلفزيون، وتكليف عبدالله الجاسر مكانه، وتعيين خالد الفلاح رئيسا لمجلس إدارة شركة «آرامكو» النفطية، إضافة الى منصب وزير الصحة، وإعفاء نائب وزير التعليم نورة الفايز ونائب وزير التعليم حمد آل الشيخ من منصبيهما، وتعيين ناصر الشهراني نائبا لحقوق الإنسان ومنصور المنصور مساعداً للرئيس العام لرعاية الشباب، وخالد اليوسف رئيساً لديوان المظالم بمرتبة وزير، كما أعفي منصور الحواسي، نائب وزير الصحة للشؤون الصحية، من منصبه.

رواتب

وأمر الملك سلمان بصرف راتب شهر لمنسوبي جميع القطاعات العسكرية والأمنية من أفراد وضباط ومدنيين، وذلك بعد أيام من إعلان وزارة الدفاع السعودية نجاح تحالف «عاصفة الحزم» في إزالة الخطر القادم من الميليشيات الحوثية عن المملكة والدول المجاورة.

ضخ دماء شابة

وقال محللون وخبراء إن العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، أراد من خلال سلسلة التعيينات التي أجراها وتغيير وجه الدولة، ضخ دماء شابة في القيادة ونقل السلطة بسرعة «للجيل الثاني»، كما أنها تعكس مفاعيل الحرب في اليمن.

«عصر الشباب»

وقال الأكاديمي والمحلل السياسي خالد باطرفي: «من الواضح الاتجاه نحو عصر الشباب. الملك سلمان أراد أن يجدد عهد الدولة السعودية الثالثة بضخ هذه الدماء الشابة».

ولفت باطرفي الى أن «معظم التعيينات الجديدة من الشباب»، مشيرا الى أن معدل أعمار المسؤولين في الدولة بات حاليا 55 عاما تقريبا. واعتبر باطرفي أن «الفكرة من التعيينات هو أن يكون المستقبل مطمئنا للداخل والخارج، فقد أصبح واضحا من سيقود السفينة».

وبعد أن حكمت المملكة لعقود من قبل قادة متقدمين في العمر، باتت تحظى بقيادة شابة نسبيا. ووصف الكاتب السعودي خالد المعينا التغييرات الجديدة بأنها «تجديد ونقل للحكم الى الجيلين الثاني والثالث في العائلة المالكة». وقال المعينا «العالم تغيّر (...) التحديات الجديدة تحتاج إلى دماء ومواهب جديدة».

حرب اليمن

وقد أعرب رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات القانونية والاستراتيجية أنور عشقي عن اعتقاده بأن التعيينات تظهر أن «السعودية تعيش مرحلة ما بعد عاصفة الحزم»، في إشارة الى العملية التي أطلقتها السعودية ضد الحوثيين في اليمن في 26 مارس الماضي. وأوضح: «من قاموا بهذه العملية هم الذين برزوا على الساحة، لذلك كان لابد أن يوجد تغيير يتناسب مع مقتضيات المرحلة». فالأمير محمد بن سلمان هو الذي يقود هذه الحرب، بصفته وزيرا للدفاع، وقد لمع نجمه بشكل كبير منذ انطلاق «عاصفة الحزم»، أما عادل الجبير، فهو الذي أدار حملة العلاقات العامة للمملكة في الولايات المتحدة مع إطلاق هذه الحرب، وهو الذي أعلن من واشنطن بدء ضربات التحالف العربي بقيادة السعودية، وهو إعلان فاجأ العالم. وشدد عشقي على أن تعيين الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، يأتي بعد عرض المسألة على هيئة البيعة، وهي هيئة أمراء آل سعود التي تشرف على مسألة الخلافة واستمرار الحكم. وقال عشقي: «العملية كانت منظمة ومرتبة وليست تلقائية».

وخلص الى القول إن «المملكة تعيش عصرا مغايرا هو عصر الواقعية»، وستواجه قيادتها الشابة «تحديات أمنية واقتصادية وإدارية».

(الرياض ــ واس، كونا، أ ف ب، رويترز، د ب أ)

محمد بن نايف أول ولي عهد من «الأحفاد»

أصبح الأمير محمد بن نايف أول ولي للعهد من أحفاد الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة السعودية.

وكان محمد بن نايف الذي يشغل منصب وزير الداخلية، قد عين وليا لولي العهد في يناير الماضي.

ومحمد بن نايف هو أحد أبناء ولي العهد السابق الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود من زوجته الأميرة الجوهرة بنت عبدالعزيز بن مساعد آل سعود ومن مواليد عام 1959.

شغل منصب نائب وزير الداخلية عدة سنوات، وينظر إليه الغرب على أنه رأس حربة النظام السعودي في مواجهة تنظيم القاعدة والموالين له.

وحصل ولي العهد الجديد على بكالوريوس في العلوم السياسية من إحدى الجامعات الأميركية عام 1981، وأنهى عدة دورات عسكرية متقدمة داخل المملكة وخارجها تتعلق بمكافحة الارهاب.

عين في عام 1999 مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بالمرتبة الممتازة ثم بمرتبة وزير، وأخذ على عاتقه مهمة مطاردة القاعدة بعد العمليات الدامية التي نفذتها بين عامي 2003 و2006.

ونجا في سبتمبر 2009 من محاولة اغتيال نفذها انتحاري فجر نفسه بمجلسه في منزله بجدة،  وقضى الانتحاري في العملية ولم يصب الأمير إلا بجروح طفيفة.

ويعرف عن الأمير محمد تمتعه بنفوذ كبير وقبضة حديدية في وزارة الداخلية بعدما تحول إلى الرجل الأول فيها منذ مرض والده الأمير نايف الذي تولى حقيبة الداخلية عدة عقود، وتمكن من إدارة شؤون الوزارة من مقعده الذي كان يشغله حينئذ كنائب للوزير.

محمد بن سلمان رجل السعودية القوي

يقول مراقبون إن الأمير محمد بن سلمان نجل العاهل السعودي البالغ من العمر 30 عاماً، أصبح "الرجل القوي" في السعودية.

وبعد تعيينه وزيراً للدفاع ورئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بات الأمير محمد تحت الاضواء بشكل كبير لقيادته الحرب على الحوثيين في اليمن المجاور.

وأعفي الأمير محمد أمس من رئاسة الديوان الملكي، وعين في منصب ولي ولي العهد الذي يخوله من حيث المبدأ أن يصبح ملكاً.  وقال مصدر دبلوماسي غربي "انه الرجل القوي في المملكة"، مشيراً الى أنه "يشرف على كل ما هو مهم في البلاد".

وكرئيس للديوان الملكي، حظي الأمير محمد بـ"موقع ذي نفوذ هائل"، بحسبما قال الضابط السابق في الاستخبارات الأميركية بروس ريديل الذي يدير مشروع معهد بروكينغز في واشنطن. وذكر ريديل أن محمد بن سلمان يشارك في إدارة الشؤون الأمنية للبلاد مع وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ومع وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله. ويحمل الامير محمد اجازة في الحقوق من جامعة الملك سعود، وقد اصبح في 2009 مستشاراً خاصاً لوالده الذي كان حينئذ أميراً للرياض قبل أن يصبح في 2013 رئيساً لديوان والده الذي اصبح ولياً للعهد.

وفي ابريل 2014، عين الأمير محمد بن سلمان وزيراً للدولة وعضواً في مجلس الوزراء قبل أن يعين في منصب وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي مع اعتلاء والده سدة الحكم في 23 يناير خلفا للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. وقال ريديل "معروف عن الامير محمد انه متحمس وطموح".

واشار مصدر سعودي طلب عدم الكشف عن اسمه الى أنه "يحسب للاميرين محمد بن سلمان ومحمد بن نايف قيادتهما المثالية للحرب في اليمن عسكريا وسياسيا".

«تقاعد جزئي» لأقدم وزير خارجية في العالم

يعتبر الأمير سعود الفيصل السياسي السعودي المخضرم، الذي تم اعفاؤه من منصب وزير الخارجية بأمر ملكي أمس، أقدم وزير للخارجية في العالم، حيث تولى حقيبة الخارجية السعودية منذ عام 1975، وقادها منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، أي أنه يقود السياسة الخارجية السعودية منذ 40 عاماً.

وبالرغم من اعفائه من منصبه، لم يحصل الأمير سعود على تقاعد كامل حيث جرى تعيينه وزير دولة وعضواً بمجلس الوزراء، ومستشاراً ومبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين، ومشرفاً على الشؤون الخارجية.

تخرج سعود، وهو الابن الثاني للملك الراحل فيصل، من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1964، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد.

وبعد تخرجه، تولى العديد من المناصب الإدارية في وزارة النفط السعودية، حيث عمل مستشاراً اقتصادياً لها وعضواً بلجنة التنسيق العليا، قبل أن ينتقل إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن.

وفي عام 1970، تم تعيينه وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية.

العام الحاسم في حياة سعود كان عام 1975، عندما صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية، وذلك بعد وفاة والده الملك فيصل الذي كان يتولى المنصب نفسه إلى جانب قيادته البلاد.

ونظراً للمنصب المهم الذي يتولاه، شارك بعضوية كثير من اللجان العربية والإسلامية مثل اللجنة العربية الخاصة، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان.

من الصفات التي ربما أهلته لأن يكون وزيراً للخارجية طوال هذه الفترة، إلى جانب علاقاته الجيدة بملوك البلاد، أنه يتقن 7 لغات إلى جانب اللغة العربية، منها الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية.

الجبير ثاني وزير خارجية من خارج «الأسرة»

عين السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير وزيراً للخارجية ليصبح ثاني رجل من خارج العائلة الحاكمة يتولى هذا المنصب الحساس، بعد ابراهيم السويل، الذي تولى الخارجية بين عامي 1960 و1962، وهي الفترة التي استقال فيها الملك فيصل من رئاسة مجلس الوزراء. ولد عادل بن أحمد الجبير في الأول من فبراير قبل 53 عاماً. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة شمال تكساس في الاقتصاد والعلوم السياسية، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة جورج تاون في واشنطن دي سي.

في عام 1986 التحق بالسفارة السعودية في أميركا، وبدأ عمله الدبلوماسي إلى أن عين سفيراً في واشنطن قبل تسعة أعوام، خلفاً للأمير تركي الفيصل، إضافة الى عمله مستشاراً للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.

يعرف الجبير كممثل للسعودية في الغرب وبخاصة في الولايات المتحدة الأميركية. طوال مسيرته الدبلوماسية في أروقة واشنطن، واجه تحديات جمة، أحدها نجاته من محاولة اغتيال دبرتها إيران، عندما أحبطت السلطات الأميركية المؤامرة، وكُشف النقاب في المحكمة الاتحادية في نيويورك عن اسم الشخصين الضالعين في المؤامرة بتخطيط وتمويل من الحكومة الإيرانية، وهما منصور اربابسيار وغلام شكوري.

back to top