«الوطني»: تراجع الطلب وارتفاع إنتاج الدول خارج «أوبك» أهم مسببات هبوط أسعار النفط
انتهى عام 2014 بتراجع أسعار النفط العالمية ما بين 40 و50 في المئة، لتصل إلى مستويات عام 2009. وقد أنهى سعر مزيج برنت العام مستقراً عند 55.7 دولاراً للبرميل، مسجلاً تراجعاً بواقع 44 في المئة، فيما سجَّل سعر مزيج غرب تكساس المتوسط 53.5 دولاراً للبرميل عند نهاية العام، بتراجع قدره 46.6 في المئة. وفي الوقت ذاته، تراجع سعر خام التصدير الكويتي بنحو 49 في المئة خلال العام، ليستقر عند 50.5 دولاراً للبرميل. وقال الموجز الاقتصادي، الصادر عن بنك الكويت الوطني، إن هذا التراجع الحاد في أسعار النفط خلال الأشهر الستة الأخيرة إلى أقل مستوياتها منذ خمس سنوات ونصف السنة، جاء نتيجة تراجع الطلب العالمي على النفط وارتفاع الإنتاج، وخصوصاً من أميركا الشمالية، التي تشهد ارتفاعاً شديداً في إنتاج النفط الصخري.
وبدلاً من أن تقوم منظمة أوبك بخفض إنتاجها، كما هو متوقع، لمواجهة ارتفاع المعروض، بواقع أكثر من مليون برميل يومياً، قررت المنظمة في شهر نوفمبر إبقاء سقف إنتاجها عند 30 مليون برميل يومياً، الأمر الذي أدَّى إلى زيادة عمليات البيع في السوق، وتسارع وتيرة تراجع الأسعار. وبالإضافة إلى قيام "أوبك" باستبعاد فكرة وضع حد لهبوط الأسعار عن طريق تقليص إنتاج الدول الأعضاء، فقد ألمحت الدول الأعضاء في المنظمة، وخصوصا السعودية، إلى أنها لا تنوي تحمُّل كامل أعباء أي تقليص في الإنتاج، مفضلة الانتظار، حتى يتوصل السوق إلى توازن بين العرض والطلب، لتصبح مستويات الأسعار غير مجدية لبعض الدول المنتجة ذات التكلفة العالية، ولاسيما في مجال النفط الصخري، بانتظار عودة الظروف التي قد تسمح برفع إنتاج الدول المصدرة.ومن الصعب تقدير سعر التعادل لقطاع النفط الصخري، لكن الخبراء يرون أنه على المدى القريب، يفترض على الأسعار أن تبقى دون 50 دولارا للبرميل لفترة طويلة. أما على المدى الطويل، فقد تُظهر مؤشرات الإنفاق الاستثماري تراجعاً في بعض شركات النفط الخاصة، كشركة ماراثون للنفط وشركة كونوكو فيلبس وشركة كونتينينتال، حيث من المتوقع أن تقوم هذه الشركات الثلاث بخفض استثماراتها ما بين 20 إلى 40 في المئة خلال عام 2015، الأمر الذي قد يؤثر في الإنتاج والعرض مستقبلاً. ومع دخولنا عام 2015، فإنه من غير المتوقع أن تشهد الأسواق ارتفاعا في الأسعار، حتى النصف الثاني من العام، والذي عادة ما يستعيد خلاله نمو الطلب العالمي قوته (ويتحسن فيه نمو الاقتصاد العالمي). وتقف العقود الآجلة لمزيج برنت في حالة الكونتانجو منذ منتصف عام 2014 في نطاق 65 و74 دولاراً للبرميل (تسليم شهر ديسمبر) في العامين المقبلين.