ستبقى رايتكم شامخة

نشر في 28-02-2015
آخر تحديث 28-02-2015 | 00:01
 عقيل فيصل تقي أسدل الستار الأسبوع الماضي على انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت - فرع المملكة المتحدة وأيرلندا، بعد سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الحركة الطلابية الكويتية، عقب إلغاء الانتخابات التي أقيمت في نوفمبر الماضي، والتي تم على أثرها طرد الطلبة الكويتيين من الفندق الذي أقيمت فيه الانتخابات ليجدوا أنفسهم دون مأوى في شوارع العاصمة البريطانية لندن حتى ساعات متأخرة من الليل.

وعلى الرغم من ذلك الخطأ الفادح، لم تتحمل الهيئة الإدارية في تلك الفترة مسؤولية ذلك الخطأ الشنيع وألقت باللوم على إدارة الفندق فقط، علماً بأنها هي التي حجزت لعدد بسيط من الحضور، رغم أن عدد الحضور كان يفوق عدد من حُجِز لهم بأضعاف.

ومنذ نوفمبر إلى يناير الماضي ظل طلبتنا في المملكة المتحدة وأيرلندا من دون ممثل شرعي، إلى حين تشكيل لجنة مؤقتة تحل محل الهيئة الإدارية المستقيلة، وتمت الدعوة لعقد الانتخابات بتاريخ 21 الجاري، وجاءت النتائج كما هو الحاصل في انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت - فرع الجامعة، بفوز التيار الديني "المتأسلم" المتمثل في حركة الإخوان المسلمين، والذي تمثله قائمة "المتحدون" بإجمالي 318 صوتاً، تليها الاتحاد الطلابي بـ 267 صوتاً، ومن ثم "الراية" الممثلة بالتيار الوطني بـ266.

وعلى الرغم من تراجع قائمة "الراية" في هذه الانتخابات، فإن لها بصمة في إعادة البريق إلى انتخابات الاتحاد الوطني طلبة الكويت في المملكة المتحدة وأيرلندا، فرغم أن نشأتها حديثة منذ أربعة أعوام، إلا أنها أحرجت الاتحاد الذي تقوده قائمة "المتحدون" منذ أكثر من ثلاثة عقود، ببرنامجها الانتخابي المميز من خلال تبني العديد من القضايا التي تحقق الكثير من المكتسبات الأكاديمية للطلبة الكويتيين على اختلاف مراحلهم من المستجدين والمستمرين وطلبة الدراسات العليا، بالإضافة إلى تبني القضايا الوطنية والنقابية، وأبرزها المطالبة بفصل اتحاد بريطانيا عن إيرلندا وإشهار الاتحاد الوطني وفقاً للقوانين المحلية البريطانية، مما يضفي عليه صبغة شرعية ويحقق الشفافية.

وكذلك كان لـ"الراية" تحركات وإنجازات طالبت بها، لا تتسع مقالتي لذكرها، ومن الظلم أن نختصر ذلك المجهود في مقالة لا تتعدى كلمات محدودة.

إن ما يميز "الراية" عن غيرها ذلك التنوع في مناصبها القيادية ومرشحيها، حيث نجد جميع أطياف المجتمع الكويتي، مما يؤكد أنها قائمة لا تمارس الوطنية قولاً فقط، بل فعلاً، كما تتميز أيضاً بالمشاركة الفاعلة لعناصرها النسائية، مما يدل على أنها تضع مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة معياراً لها.

على الرغم من الخسارة إلا أنكم فزتم بالمبدأ وفزتم بطريقة إبداعكم في عملكم التي أعادت انتخابات اتحاد بريطانيا، لتكون حديث الساعة، وأصبحتم وطناً في الغربة، فلذلك ستبقى رايتكم شامخة، فإذا كان للباطل جولة فإن للحق ألف جولة.

back to top