السيسي: العلاقات مع الكويت استثنائية وأمن الخليج خط أحمر
• مكافحة الإرهاب يجب أن تكون وفق رؤية شاملة
• مصر تتعافى وتستعيد مكانتها الرائدة ودورها الفاعل
• سنستأصل قريباً جذور الإرهاب وسننعم بالاستقرار
•توجهنا نحو المشروعات العملاقة لإحداث نقلة نوعية في اقتصادنا
• قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم
• مصر تتعافى وتستعيد مكانتها الرائدة ودورها الفاعل
• سنستأصل قريباً جذور الإرهاب وسننعم بالاستقرار
•توجهنا نحو المشروعات العملاقة لإحداث نقلة نوعية في اقتصادنا
• قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن العلاقات بين مصر والكويت علاقات تاريخية وطيدة، وكانت دائماً نموذجاً لعلاقات الأخوة ووحدة المصير بين الأشقاء العرب وستظل علامة مضيئة للتعاون العربي، لافتاً إلى أن لقاءه بأخيه سمو أمير البلاد سادته أجواء من الأخوة الحقيقية والتفاهم والحرص المشترك على دعم العلاقات الثنائية وتطويرها.وقال الرئيس المصري في حديث شامل لرئيس مجلس الادارة المدير العام لـ«كونا» الشيخ مبارك الدعيج: «أؤكد بوضوح أن أمن الخليج خط أحمر لا ينفصل عن الأمن القومي المصري»، موضحاً أن ارتباط مصر بمحيطها الخليجي ارتباط قوي ووثيق وأن التعاون بينهما يمثل أرضية مناسبة لدعم العمل العربي المشترك.
وشدد على أهمية تكاتف الدول العربية وترابطها في المرحلة الفارقة والعمل على إعادة بناء الدول العربية المتضررة والحيلولة دون إضعاف دول عربية اخرى. وفيما يلي نص اللقاء:• كيف تقيمون فخامتكم العلاقات المصرية الكويتية؟ وما هي رؤيتكم نحو تعزيزها في المستقبل القريب؟ وكيف كان لقاؤكم مع أخيكم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد خلال حفل تنصيبكم في القاهرة؟- إن العلاقات الأخوية والتاريخية بين مصر والكويت هي علاقات عريقة ووطيدة واستثنائية، إذ قدمت هذه العلاقات الثنائية دائماً نموذجاً لعلاقات الأخوة ووحدة المصير بين الأشقاء العرب اختلطت خلالها دماء الشهداء من مصر والكويت وستبقى العلاقات المصرية - الكويتية علامة مضيئة للتعاون والتنسيق بين الأقطار العربية، وسنعمل معا لتعزيزها وتدعيمها حفاظا على مصالحنا المشتركة.لقد ساد لقائي مع أخي سمو الأمير مناخ من الأخوة الحقيقية والتفاهم والحرص المشترك على دعم العلاقات الثنائية مع الكويت الشقيقة ودائما ما تسود اللقاءات المصرية - الكويتية الأجواء الودية والحرص على تطوير العلاقات بين البلدين وبشكل خاص في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، حيث تحتل الكويت المرتبة الخامسة ضمن قائمة الدول الأجنبية المستثمرة في مصر والثالثة عربياً وسنعمل معا على دعم هذه الاستثمارات وتنميتها وتذليل أي عقبات تواجهها بما يحقق المصالح المصرية والكويتية.كما أود اغتنام هذه المناسبة لتجديد الإعراب عن تقدير الشعب والحكومة المصرية للدعم السياسي والاقتصادي الكويتي لمصر منذ ثورة 30 يونيو، وحتى الآن وهو ما يؤكد إيمان الجانبين بوحدة المصير المشترك».• هل هناك نية لدى فخامتكم لزيارة بلدكم الثاني الكويت؟- دائما ما تكون النية منعقدة لزيارة الدول العربية الشقيقة وأتطلع إلى زيارة الكويت للالتقاء بسمو الأمير والتباحث بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي وتعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين.تظاهرات• شهدت الساحة المصرية خلال الأشهر الماضية استقرارا ملحوظا لكن هناك بعض التظاهرات والأعمال التي تعكر صفو المجتمع إلى متى تستمر هذه الأعمال؟- هذه التظاهرات لا تمثل الغالبية العظمى من المصريين، ولكنها تمثل فئة قليلة للغاية تحاول الخروج عن النظام وتأليب الرأي العام، لكن أؤكد لك أن الشعب المصري واع لمثل هذه المحاولات ولن يستجيب لها، وأود أن أطمئنك وأطمئن الشعب المصري وكافة الشعوب العربية المحبة للسلام والاستقرار، أن الحكومة المصرية وبمساندة الشعب المصري تنتهج سياسة (النفس الطويل) وسنظل صامدين، شعبا وجيشا، يدا واحدة تذود عن الوطن وتحمي أرضه.. وبإذن الله عن قريب سنستأصل جذور الإرهاب وسننعم بكل الاستقرار والهدوء في مصر وستظل وطن الأمان وسيبقى أهلها في رباط إلى يوم القيامة».تحديات داخلية وخارجية• تواجه فخامتكم مسؤوليات كبيرة وتحديات أكبر داخلية وخارجية، هل يمكن التعرف على رؤيتكم تجاه الملفات التالية:أولا: الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها مصر منذ 25 يناير 2011 في ضوء تطلعات شعبية كبيرة وخطط تنموية طموحة؟- حقا لقد تراكمت مشكلات اقتصادية على مدار عقود طويلة وترافقت معها زيادة سكانية متنامية بمعدلات مرتفعة ولكن هذه المشكلات لن تثنينا عن مواصلة خطط التنمية الشاملة في مصر، ولذلك فلقد توجهنا في مصر نحو المشروعات الاقتصادية العملاقة التي من شأنها إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد المصري ويأتي في مقدمتها مشروع حفر قناة السويس الجديدة وتنمية محورها والعمل فيه - بفضل الله - يجري على قدم وساق طامحين الى أن ننجز مشروع القناة الجديدة في عام واحد بدلا من الفترة التي توقعها الخبراء والتي تراوحت فيما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام، فنحن في سباق مع الزمن وبالتوازي مع هذا المشروع فقد أعطيت إشارة البدء في إنشاء مركز لوجيستي عالمي لتخزين وتداول وتجارة الحبوب والغلال في ميناء دمياط ويعد الأول في سلسلة من مشروعات مماثلة سيتم تنفيذها، وعلى صعيد التنمية الزراعية نستهدف استصلاح مليون فدان كمرحلة أولى من خطة التنمية الزراعية التي تستهدف استصلاح أربعة ملايين فدان، إننا نتحرك في اتجاهات متعددة معولين على عناية الله، وإرادة الشعب المصري ونتوقع المزيد من الدعم والتعاون من جانب أشقائنا سواء من خلال المساهمات المالية أو الاستثمارات المباشرة أو القروض الميسرة.• ثانيا: عودة الاستثمارات العربية والأجنبية كما كانت عليه في السابق والحاجة إلى جهد كبير من خلال سن تشريعات وقوانين وإجراءات جاذبة للاستثمار ومعالجة المشاكل التى تعرض لها بعض المستثمرين بعد ثورة 25 يناير؟- إن التشريعات الاستثمارية المصرية كانت في حاجة ماسة إلى التعديل للتيسير على المستثمرين والمساهمة في جذب المزيد من الاستثمارات، ومن ثم فإن الدولة عاكفة على صياغة حزمة جديدة من القوانين في هذا الصدد وفي مقدمتها قانون الاستثمار الموحد وما يتصل به من قوانين العمل والضرائب وغيرها ولقد وجهت لجنة الإصلاح التشريعي في آخر اجتماع مع أعضائها بضرورة إيلاء القوانين الاقتصادية وفي مقدمتها قانون الاستثمار أولوية خاصة ومتقدمة، كما أننا نتوجه الى تطبيق نموذج (الشباك الواحد) لاختصار الإجراءات وتوفير الوقت والجهد على المستثمرين... وفي هذا الصدد نرحب بالأشقاء من الكويت للاستثمار في مصر في شتى المجالات كما نتطلع إلى حضور فاعل لمؤسساتها التمويلية مثل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في المؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مصر في فبراير المقبل.• البعض يتحمس لمشروع الظهير الصحراوي الذي طرحه العالم الكبير الدكتور فاروق الباز بينما يعارضه خبراء آخرون، ما هي الحقيقة برأيكم وما هي تصورات فخامتكم لتمويل مشروعين كبيرين بهذا الحجم، محور قناة السويس والظهير الصحراوي؟- في سبيلنا إلى إقامة دولة مؤسسية فإننا نعمل على وضع استراتيجيات مستقبلية قد لا يرتبط تنفيذها بالضرورة بنظام بعينه أي اننا نخطط لمستقبل الدولة ذاتها ومشروع الظهير الصحراوي أو (ممر التنمية) الذي طرحه العالم الجليل الدكتور فاروق الباز يعد أحد المشروعات الاستراتيجية التي تهتم بمستقبل الوطن وتوفر توسعا جغرافيا وتمددا للوادي الضيق بما يستوعب النمو السكاني الطبيعي المتزايد في مصر، ومن ثم فإننا لن نقوم بتنفيذ هذا المشروع دفعة واحدة لكننا نبدأ تدريجيا ـ بالترابط مع مشروع استصلاح المليون فدان وكذا المشروع القومي للطرق في مصر ـ ببناء مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة الخدمات والمرافق وكلما انتهينا من مرحلة نبدأ بعدها في الأخرى وهكذا.أما فيما يتعلق بمسألة تمويل المشروعات الكبرى فإن مرحلة البناء المقبلة وما ستشهده من مشروعات ضخمة تتطلب توفير التمويل على كافة المستويات ابتداء من تعبئة مواردنا الوطنية وتعظيم الاستفادة من مساهمات المصريين سواء بالداخل أو بالخارج على غرار ما حدث في تمويل مشروع حفر قناة السويس الجديدة حيث تمكن المصريون من جمع 64 مليار جنيه في ثمانية أيام فقط، وذلك جنبا إلى جنب مع الاتصالات الجارية مع بعض الدول الصديقة وشركاء التنمية للمساهمة في تنفيذ المشروعات الوطنية سواء من خلال المنح والمساعدات أو القروض الميسرة من مؤسسات التمويل العربية والإسلامية.وأود في هذا الصدد أن أنوه إلى القروض التي يتم الحصول عليها من المؤسسات المالية الدولية ومنها على سبيل المثال المفاوضات الجارية مع البنك الدولي للمساهمة في تمويل مشروع استصلاح المليون فدان إذ انها تزيد الثقة في الاقتصاد المصري وتؤكد قدرته على الوفاء ببعض المعايير الاقتصادية التي تحددها هذه المؤسسات مما يصب في مصلحة بيئة الأعمال في مصر وجذب الاستثمارات الأجنبية وكذا رفع التصنيف الائتماني لمصر وهو ما حدث مؤخرا بالفعل حيث رفعت مؤسسة (موديز) تصنيف حالة الاقتصاد المصري من (سلبي) إلى (مستقر).دور الإعلام• يلعب الإعلام دورا كبيرا في توجيه الرأي العام وفي نهضة الدول، كيف تنظرون إلى إمكانية الاستفادة من هذا الدور فى المرحلة المقبلة وما تقييم فخامتكم للاعلام المصري؟- يسيء الكثيرون فهم هذه المعادلة ويريدون الانتقال بالحديث عن دور الإعلام إلى (الإعلام الموجه) الواقع تحت تأثير وسيطرة الدولة، وهي وجهة نظر غير صحيحة، ففي العصر الحالي الذي انتشرت فيه وسائل الاتصال والإعلام الحديثة أضحى الاعلام أكثر انتشارا وأسرع تأثيرا عما عداه من وسائل، بل أضحى كذلك وسيلة أساسية وسهلة لاستقاء المعلومات السياسية والاقتصادية بل وحتى الدينية ومن ثم فإن المسؤولية الملقاة على عاتق القائمين عليه قد تضاعفت ولا يمكن توجيهه لخدمة مصالح ضيقة.وفي ظروف كالتي تمر بها مصر والمنطقة الآن، هل من المناسب التركيز على قضايا فرعية أو إثارة الرأي العام وإحداث نوع من البلبلة في الوقت الذي تحتاج فيه مصر إلى تحقيق الاصطفاف الوطني فالمخاطر التي نمر بها جميعا في الوقت الراهن تتعلق (بصراع وجود) الدول ذاتها وليس مجرد مشكلات بسيطة نبحث عن حلول لها.تقديري أن العديد من وسائل الاعلام المصرية باتت أكثر تفهما وتقديرا للمسؤولية الملقاة على عاتقها وأضحت أكثر قدرة على التعاطي الإيجابي معها وآمل أن ينمو هذا التفهم والادراك، وأود في هذا الصدد أن أؤكد على محور آخر في غاية الأهمية والخطورة وهو أننا نهتم في مصر أيضا بالتعليم ونعول عليه وليس فقط الاعلام وبكل عناصر العملية التعليمية وفي القلب منها المناهج الدراسية التي يتعين أن يتم تحديثها وتنقيتها من أية شوائب قد يساء فهمها وتستغل لغير مرادها في نشر قيم متطرفة أو معادية للتعايش السلمي وقبول الآخر إلا أن النهوض بقطاع التعليم وتطويره يعد عملية طويلة الأجل وتؤتي ثمارها على المدى الطويل وذلك خلافا للاعلام الذي يستطيع توصيل رسائل مباشرة وسريعة النتائج.• حققتم فخامتكم نجاحات سياسية كبيرة منذ توليكم منصب الرئاسة وأهمها وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وزيارتكم الناجحة للأمم المتحدة والتقيتم بعدد كبير من زعماء العالم، هل يمكن القول إن مصر عادت بكل قوتها إلى العالم أم أن هناك رواسب مع بعض الدول، خاصة الدول الغربية؟- إن مصر تتعافى وتستعيد مكانتها الإقليمية الرائدة ودورها الفاعل وعلى الرغم مما تمر به من ظروف اقتصادية وأمنية ترتبط بمكافحة الإرهاب فإنها تواصل الحركة بدأب ونشاط على كل الصعد والمحاور داخليا وإقليميا ودوليا واستطاعت بفضل من الله أن تتوصل لوقف لإطلاق النار في غزة حقنا لدماء أبناء الشعب الفلسطيني ونجحت في إقرار الهدنة وذلك على الرغم من بعض المحاولات لعرقلة دورها في هذا الصدد، وفي كل يوم تكسب أرضية جديدة، وتسجل نجاحا تلو الآخر. أما بالنسبة للدول الغربية فإن مواقفها قد شهدت تطورا إيجابيا مقارنة بما كانت عليه عقب 30 يونيو وذلك بعد أن اتضحت الصورة أكثر فأكثر، وأدركت حقيقة ما شهدته مصر من تغيرات تعكس الإرادة الحرة للشعب المصري ولقد تجلى ذلك في عدد من الإجراءات التي اتخذتها تلك الدول، ومن بينها رفع حظر السفر إلى المقاصد السياحية المصرية واستئناف مختلف أوجه التعاون بينها وبين مصر، فضلا عن الزيارات المتبادلة واللقاءات بين مصر وهذه الدول سواء على مستوى القمة أو على المستوى الوزاري.الأزمة السورية• لماذا تباينت مواقف الدول العربية تجاه الأزمة السورية؟ وكيف يمكن وقف هذه المأساة التي تتعرض لها سورية وشعبها الشقيق؟ وما هي حقيقة تنظيم (داعش) الإرهابي؟- اسمح لي أن أعبر عن تعاطف مصر ومساندتها للشعب السوري الشقيق في مواجهة المأساة الإنسانية التي يشهدها منذ ثلاث سنوات والتي تعمقت منذ شهور بظهور تلك التنظيمات الإرهابية والتكفيرية كداعش وغيرها، واعتقد أن المواقف المبدئية للعديد من الدول العربية إزاء أزمة سورية متفقة إلى حد كبير وتتعلق بضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية للدولة السورية وحمايتها من التفتت والحفاظ على وحدة شعبها وصون مقدراته..هذا هو الهدف والغاية، وطالما كانت الغاية واحدة فإنه يمكن الاتفاق بشأن وسيلة تحقيقها وأعتقد أن تمدد المجموعات التكفيرية واستفحال خطرها وسعيها للتوسع في كل من سورية والعراق كفيل بأن يقرب وجهات النظر إزاء الوسائل التي يتعين اعتمادها لتسوية هذه الأزمة والتي من الأفضل أن تكون وسائل سياسية عبر الحوار.تعاون متكامل• الكثيرون في العالم العربي يتطلعون إلى بارقة أمل لاحت في الأفق بعد ثورة 30 يونيو وهي التعاون الواضح بين مصر وبعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، هل هناك تصور لتعزيز هذا التعاون بالمستوى الذي ينشده المواطن العربي؟ وهل يمكن ترجمة هذه العلاقات المتميزة إلى تعاون عربي متكامل في المستقبل؟- بالتأكيد إن مصر تنظر بكل تقدير وإعزاز للمواقف المشرفة والمساندة من أغلب دول مجلس التعاون الخليجي ومن بينها الكويت مع ثورة الشعب المصري في 30 يونيو، فلم يتوان الأخوة في الخليج للحظة واحدة عن تأييد تطلعات الشعب المصري نحو الاستقرار والتنمية ونبذ من حاولوا تغيير هويته الثقافية والاجتماعية، وبالتالي فإن ارتباط مصر بمحيطها الخليجي هو ارتباط قوي وثيق.كما تعمل مصر أيضا على دعم التواصل مع الأشقاء في الخليج عبر التشاور والتنسيق، وأعتقد أن هذا التعاون المصري - الخليجي يمثل الأرضية المناسبة التي يمكن البناء عليها من أجل دعم العمل العربي المشترك، وبالتأكيد عندما تسمح الظروف بقيام تعاون عربي أشمل لن تتردد مصر بل ستكون من أوائل المبادرين لطرح رؤى تزيد من أواصر التعاون البناء الذي يجمع مختلف الشعوب العربية في البناء والتنمية.• آلاف العلماء العرب لاسيما المصريين يحققون نجاحات عظيمة فى العديد من دول العالم، وكثيرا ما سمعنا عن محاولات للاستفادة من خبراتهم لكن هذه المحاولات لم تثمر أكثر من مؤتمرات، كيف تنظرون فخامتكم إلى دور العلماء المصريين فى إحداث تقدم علمي خاصة أنكم التقيتم الكثير منهم وشكلتم مجلسا استشاريا لهم؟- بدون العلم والعلماء لن تنهض الأمم، إنني مؤمن تماما بدور العلم والبحث العلمي وكذا تفعيل ما يتم التوصل إليه من أفكار على أرض الواقع، بالتأكيد هناك في مصر كما في مختلف الدول العربية ذخيرة من العلماء الذين بإمكانهم تقديم العون لأوطانهم.لقد حرصت مرارا على الالتقاء بالعديد من علماء مصر وشكلت مجلسا استشاريا منهم، كما طالبتهم وأطالبهم دائما بطرح ما لديهم من فكر نافع تحتاجه مصر في هذه المرحلة الدقيقة التي تسعى فيها إلى البدء في طريق الانطلاق ونأمل مستقبلا في تقريب المسافة ما بين الفكر النظري والتطبيق على الواقع العملي في بلدنا.• هل تعتقدون فخامتكم أن القضية الفلسطينية تأثرت سلبا بثورات الربيع العربي؟ وكيف واجهتم تحدي العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة؟- بداية أود أن أؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المحورية وستظل محتفظة بمكانتها التقليدية في صدارة السياسة الخارجية المصرية، ومن ثم فإن ما تجابهه مصر من ظروف داخلية وما تواجهه من أوضاع إقليمية لم يثنها عن حقن دماء الأشقاء في فلسطين، وبالتالي فإن مكانة القضية ذاتها لم تتغير أما بالنسبة لظروف المنطقة فقد منحت بعض الأطراف الخارجية والداخلية قدرة على التأثير في المعادلة الفلسطينية، وتسبب ذلك في اعتداءات إسرائيلية على قطاع غزة وآخرها ما حدث في الصيف الماضي وهو ما بذلت خلاله مصر جهدا كبيرا لاحتواء الموقف عبر طرح مبادرة رفضت في البداية من قبل أطراف فلسطينية واحتضنت مصر بعد ذلك جهود تقريب المواقف والتي أسفرت عن وقف العمليات العسكرية التي تعرض خلالها الشعب الفلسطيني الشقيق لمحنة إنسانية قاسية واستكملت مصر جهودها بتنظيم مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي كلل بالنجاح وتم توفير 5.4 مليارات دولار لصالح جهود إعادة الإعمار.إن مصر تنطلق في ذلك من واقع مسؤوليتها في الحد من إراقة كل نقطة دم عربية، وهي ترى أن الشعب الفلسطيني وقع عليه ظلم جسيم يجب أن ينتهي وأن يحيا كسائر شعوب الأرض مستقلا مستقرا آمنا مطمئنا داخل حدود دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إنني أناشد كل الأطراف لاسيما الشعب الإسرائيلي للتفاعل الايجابي مع بنود المبادرة العربية فما يمكن إنجازه اليوم أفضل بكثير مما يمكن إصلاحه بالغد.أمن الخليج خط أحمرأكد الرئيس المصري أن مصر رغم انشغالها في معركتها الداخلية ضد الإرهاب الغاشم والعنيف ومتعدد الأوجه «فإننا لا ننسى البعد الإقليمي، نحن نجري مشاورات شبه يومية مع العديد من الزعماء العرب ولدينا أيضا نفس الزخم من الاتصالات مع العالم الخارجي».وأضاف «إننا نسعى إلى تجنيب المنطقة المزيد من التصعيد والقلاقل، نريد أن تستقر الأوضاع في المنطقة العربية وأن تحافظ كل دولة على قوامها الجغرافي والسكاني حتى تستطيع النهوض من جديد».وأكد أن أمن منطقة الخليج هو خط أحمر لا ينفصل عن الأمن القومي لمصر، وأن ما يصيب أي مواطن كويتي أو سعودي على سبيل المثال إنما يتألم له أخوه المصري وينتفض من أجل مساندته ودفع أي خطر عنه.مكافحة الإرهاب يجب أن تكون وفق رؤية شاملةقال الرئيس السيسي «إن الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب رؤية شاملة تؤكد أهمية البعد التنموي بشقيه الاقتصادي والاجتماعي إلى جانب الجهود الأمنية والمواجهة العسكرية بغية القضاء على الأسباب الأساسية التي تمثل بيئة خصبة لاستقطاب بعض العناصر المحبطة ولاسيما من الشباب.وأكد الرئيس أهمية تصويب الخطاب الديني وذلك لتصحيح صورة الإسلام وعرض حقائقه بسماحتها واعتدالها، تلك مسؤولية سنسأل عنها أمام الله سبحانه وتعالى.وشدد على أهمية الخطاب الإعلامي، «فنحن في العالم العربي بحاجة إلى خطاب إعلامي واع ومسؤول يساهم في توفير حالة اصطفاف وطني وراء هدف واحد، وهو الحفاظ على الدولة الوطنية والعمل على دعمها وتقويتها».وتابع: «أما بالنسبة لجهود مكافحة الإرهاب في سيناء، فهي تجري على قدم وساق حيث تم إغلاق معظم الأنفاق ويتم تنفيذ عمليات لتمشيط سيناء بشكل دوري وما نشهده من عمليات إرهابية غادرة ومنها العملية الأخيرة التي استهدفت نقطة تفتيش (كرم القواديس) فإنما تتم بمساعدات خارجية».ولفت إلى أن مصر اتخذت إجراءات سريعة ومن بينها فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال وحماية المنشآت العامة والحيوية بمشاركة القوات المسلحة إلى جانب رجال الشرطة وجار تنفيذ عمليات عسكرية في سيناء لملاحقة العناصر الإرهابية وتم بالفعل القضاء على عدد من العناصر المتورطة في تنفيذ العملية الأخيرة في شمال سيناء.قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالمعن قناة السويس الجديدة أكد الرئيس المصري أنها بحق هدية مصر للعالم إذ إن حفرها سيؤدي إلى سهولة الحركة الملاحية في القناة لقوافل السفن القادمة من شمال وجنوب القناة، وسيخفض ساعات الانتظار بشكل كبير وهو الأمر الذي من شأنه اختصار وقت ملاحة السفن وإيصال البضائع.وأوضح أن قناة السويس بمجراها الملاحي الحالي تستوعب 49 سفينة يوميا وبعد تشغيل القناة الجديدة سيتضاعف حجم استيعابها ليصل إلى حوالي 98 سفينة يوميا.وأضاف ان من المقرر أن يتم الانتهاء من حفر القناة الجديدة خلال عام واحد بإذن الله ومن ثم فإن إيرادات القناة ستزداد بواقع 4.7 مليارات دولار تضاف إلى خمسة مليارات دولار هي الإيرادات المقدرة للقناة عن عام 2014.وأشار إلى أن هذه الزيادة مرشحة للارتفاع حال اكتمال مشروع تنمية محور قناة السويس الجديدة وما سيتضمنه من مشروعات صناعية وخدمية في منطقة القناة، مثل إنشاء مصانع لتصنيع السفن والناقلات البحرية وورش لإصلاحها، فضلا عن خدمات الشحن والتفريغ والاتجاه نحو إنشاء مدينة عالمية للسياحة والتسوق في خليج السويس.وتابع أن المشروع سيعمل على توفير فرص العمل لا سيما للشباب وتنمية محافظات القناة وكذا سيناء التي سيزداد ارتباطها اقتصاديا واجتماعيا بالعمق المصري، وبالتالي فإن إقامة هذا المشروع ستجعل من قناة السويس المعبر الملاحي الأهم لحركة التجارة العالمية وسيساهم في اجتذاب المستثمرين من كل دول العالم لاستثمار أموالهم في المشروعات التي سيتم تنفيذها في إطار تنمية محور القناة.