كندا تلحق ببريطانيا و«تعلّق» سفارتها في القاهرة

نشر في 09-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 09-12-2014 | 00:01
No Image Caption
مراقبون يتحدثون عن ضربة عسكرية «غربية» وشيكة في ليبيا أدت إلى الاستنفار
رجح مراقبون مصريون أن تكون مخاوف غربية من ضربة عسكرية وشيكة في ليبيا، وراء تجميد بعض هذه الدول أعمال سفاراتها في القاهرة، تحسباً لأعمال عنف قد تصيب مصالحها.

ففي خطوة هي الثانية، لسفارة أجنبية في مصر، علّقت أمس، السفارة الكندية في القاهرة، أنشطتها، لأجل قصير، لدواعٍ أمنية، بعد يوم من إجراء مماثل اتخذته السفارة البريطانية، في حين قللت الخارجية المصرية من قيمة هذه الإجراءات معتبرة إياها احترازية.

غداة تعليق السفارة البريطانية في القاهرة لخدماتها لأسباب أمنية، اتخذت سفارة كندا في القاهرة أمس إجراء مماثلا للأسباب نفسها.

وفي رسالة إلكترونية تم إرسالها إلى المواطنين الكنديين في مصر، قالت السفارة إنها ستظل مغلقة «حتى إشعار آخر».

وأوضح مصدر مسؤول في سفارة كندا أن التعليق إجراء احترازي لحماية موظفي السفارة، مشدداً على أن السفارة تتواصل مع الأجهزة الأمنية لتطوير وزيادة الخدمات الأمنية حولها.

وأصدرت كندا تحذيرات لرعاياها ونصحتهم «بتجنب التنقلات غير الضرورية في مصر بسبب الوضع الأمني الذي لا يزال من الصعب التكهن به، وبسبب استمرار التظاهرات في مناطق عدة من البلاد».

وكانت بريطانيا نصحت رعاياها بعدم السفر إلى شمال سيناء وبعض المناطق في جنوب سيناء والمنطقة الحدودية مع ليبيا.

وبينما كانت سفارة الولايات المتحدة الأميركية تفتح أبوابها أمام الجمهور في حي جردن سيتي وسط القاهرة أمس، جددت استراليا تحذير السفر الصادر السبت الماضي إلى رعاياها، مشيرة إلى «الوضع السياسي الحالي والتهديد بهجوم إرهابي في مصر».

وقال التحذير الذي نشر على موقع وزارة الخارجية والتجارة الاسترالية، إن «أعمالا إرهابية يمكن أن تقع في أي وقت، وفي أي مكان في مصر بما في ذلك المناطق السياحية» وحظرت السفر إلى شمال سيناء.

ترجيحات

في غضون ذلك، فجَّر إعلان السفارة الكندية في القاهرة، تعليق أنشطتها وخدماتها القنصلية حتى إشعار آخر، سؤالاً ملحاً حول ظاهرة اتجاه دول غربية قريبة من الولايات المتحدة الأميركية إلى تجميد أنشطتها الدبلوماسية في مصر، في حين بقيت سفارة واشنطن في القاهرة تفتح أبوابها، وسط حراسة وانتشار أمني كثيف.

وربط مراقبون، بين قرارات أكثر من سفارة أجنبية في مصر بتجميد النشاط، واتجاه سفارات أخرى إلى الخطوة نفسها، خلال ساعات، بينها سفارتا ألمانيا وأستراليا، وبين حديث عن قرب توجيه دول غربية ضربة عسكرية غربية في ليبيا.

فقد رجَّحت مديرة المركز «المصري للدراسات الديمقراطية»، داليا زيادة، أن يكون قرار السفارات الغربية في القاهرة، جاء بعد تلويح أميركا بتوجيه ضربة عسكرية إلى الجماعات الإرهابية في ليبيا، أو أن تلك السفارات تلقت معلومات تشير إلى نية بعض الجماعات استهدافها.

من جانبه، وبينما كشف مصدر أمني مصري، عن رغبة السفارة البريطانية في إغلاق الشوارع المحيطة بها، اعتبر المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، أن قرارات السفارات التي علقت خدماتها ضمن الإجراءات الاحترازية الخاصة بها، لافتاً إلى أن هناك تنسيقاً وتواصلاً بين الخارجية والأجهزة الأمنية، للوقوف على تداعيات القرار، مؤكداً أن الخارجية لم تتلق أي تحذيرات أو تعليمات بإجراءات أمنية غير طبيعية.

مخاوف من عمليات عدائية

وربط مراقبون بين قرارات سفارات أجنبية وتدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، خاصة في ظل الحديث عن قرب توجيه الغرب ضربة عسكرية مكبرة في ليبيا، التي تتقاتل فيها ميليشيات مسلحة، منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي أغسطس 2011.

مديرة «المركز المصري للدراسات الديمقراطية» داليا زيادة، اعتبرت تلويح أميركا بتوجيه ضربة عسكرية إلى الجماعات الإرهابية في ليبيا، وراء القرارات الاحترازية، لكن المتحدث الرسمي للسفارة الأميركية بالقاهرة مفيد ديك، نفى ذلك، مؤكداً أن ما يشاع عن إغلاق السفارة الأميركية في القاهرة أو تقليل عدد دبلوماسيها عارٍ من الصحة، مشيراً إلى تحذير سفارة واشنطن لرعاياها باتخاذ الحذر في مصر، بأنه مجرد «إجراء دوري».

من جانبه، رجَّح مصدر دبلوماسي أميركي، أن يكون إغلاق سفارة كندا وبريطانيا ليس له علاقة بإجراءات الأمن، وأضاف الدبلوماسي لـ«الجريدة» ان «هناك دولا أخرى ستعلن قريباً تعليق أعمال سفاراتها في القاهرة مثل سفارة أستراليا وألمانيا، ويرجع سبب كل ذلك إلى تخوف الدول الأجنبية من ضربة وشيكة على ليبيا، ما قد يثير الجماعات الدينية المتشددة، ويجعلها تتخذ قراراتٍ باستهداف سفارات أو دبلوماسيي دول مؤيدة للضربة».

في السياق، كشف مصدر سيادي رفيع المستوى، أن زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء محمد فريد التهامي، إلى السعودية تستهدف تفعيل الشراكة الأمنية بين الدول العربية، لمواجهة أخطار الإرهاب، خاصة فيما يتعلق بتحركات تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»،  وأشار المصدر لـ«الجريدة»، إلى أن الحلف العربي لمواجهة الإرهاب يضم مصر والسعودية والإمارات والكويت، وأنه سيتم تبادل المعلومات الاستخبارية بين هذه الدول، بغية مواجهة التطرف - خلال الفترة المقبلة - في دول عربية، مثل ليبيا.

مقتل 5 تكفيريين

من جانبها، واصلت القوات المسلحة المصرية، عملياتها العسكرية في شبه جزيرة سيناء، بغية تطهيرها من العناصر الإرهابية، حيث أسفرت العملية الأمنية التي نفذتها قوات الجيش أمس الأول في جنوب الشيخ زويد ورفح، عن مقتل 5 تكفيريين وضبط 18 آخرين، وتدمير 5 بؤر إرهابية.

back to top