وثيقة لها تاريخ «ديلم» ميناء بين بوشهر وعبادان وسكانه القدماء «الخليفات»

نشر في 06-03-2015 | 00:05
آخر تحديث 06-03-2015 | 00:05
No Image Caption
في مقال اليوم سنصل إلى نهاية رحلة حاجي أحمد، والمقيم البريطاني في الخليج لويس بيلي التي تمت في عام 1863م. في المقال الماضي تحدثنا عن توقف القافلة في قريتي «هنديان وشاه مسعود»، واليوم نتحدث عن مدينة ديلم. يقول حاجي أحمد: «بعد طلوع الشمس صار المسير الى ديلم فوصلناها الضحى والمسافة فرسخين وقلعة مربعة قريب ديلم نصف فرسخ يقال لها التنوب يسكنها واحد يسمى السيد محمد الجبل العاملي». والديلم ميناء مشهور يقع على الساحل الشمالي الغربي للخليج العربي في منتصف الطريق بين ميناء بوشهر وميناء عبادان، ومنه انطلقت 150 سفينة تحمل ألفي عائلة في عام 1701م استقرت في النهاية في الكويت دفعة واحدة، ويعتقد بعض المؤرخين أنهم مجموعة العتوب الذين منهم آل صباح وآل جلاهمة وآل خليفة، وهو ما ورد في الوثيقة العثمانية الشهيرة التي كشفها لنا مركز دراسات البحرين قبل ثلاثة عقود من الزمان تقريباً. يقول حاجي أحمد «عند قدوم الصاحب (المقيم البريطاني) وصلوا جماعة ديلم لاستقباله وصار مضرب خيام الصاحب على طل (تل) بطرف القبلة مقابل البحر جنوب البلد». وحول تاريخ ديلم أفادنا حاجي أحمد بما يلي: «وهذه قرية كبيرة فيها قلعة وبروج وبيوتها دور على ساحل البحر سكانها من قديم كانوا طائفة تسمى الخليفات وهم عرب لكن هذه الايام ما بقى منهم الا قليل وغالب سكانها بهبهانية ومن كل فرقة تتردد اليها الاخشاب للتجارة وماؤها غير حالي لكن يجيبون الماء الحلو من تقريب ربع فرسخ من الابيار وهي من توابع بندر ابي شهر». وهذه الفقرة من يوميات حاجي أحمد مهمة جداً وتحتاج إلى اجتهاد الباحثين في هذا الشأن، إذ إنه أشار إلى وجود «الخليفات» من فترة بعيدة في ديلم، وهو ما يتفق مع ما ورد في الوثيقة العثمانية التي يعود تاريخها إلى عام 1701م. وليس بالضرورة أن «الخليفات» تعني آل خليفة حكام البحرين، أو الخليفات القحاطين المعروفين في قطر والبحرين والكويت، وقد يكون لذلك تفسير مختلف عما ذكر، لذلك فإننا ننتظر أن يتم الكشف عن وثائق أخرى جديدة لتزيل الستار عن الغموض حول هذا الموضوع، وتساعدنا على فهم حقيقة التطورات التاريخية في منطقتنا وما جاورها. وقد استمرت القافلة البريطانية في المسير من قرية إلى قرية مروراً بقلعة «حصار»، و«كناوة»، و«تسكوه»، و«أحمدي» وغيرها إلى أن وصلوا إلى بوشهر، ووصف حاجي أحمد كل قرية بما توافر لديه من معلومات. هذه كانت رحلة المقيم البريطاني في بوشهر لويس بيلي في عام 1863م الأولى للكويت وكان برفقته عدد من الأشخاص من بينهم حاجي أحمد الملقب بالمنشي الذي كتب يومياتها، وقمت بالتعليق عليها في أحد عشر مقالاً في هذه الزاوية الأسبوعية. أتمنى أن أكون قد قدمت للقراء الكرام شيئاً جديداً، ومعلومات لم يسبق نشرها، وفيها إضافة للتاريخ الكويتي والخليجي.   
back to top