سارة بالين لباراك أوباما: «البيت الأبيض ليس مكاناً للتدريب المهني!»

نشر في 27-04-2015 | 21:19
آخر تحديث 27-04-2015 | 21:19
استحقت سارة بالين بجدارةٍ لقب «سارة باراكودا» (أطلق عليها لروحها النضالية إبّان مشاركتها في فريق كرة سلة بلدتها واسيللا في ألاسكا). ففي أوّل خطابٍ مباشر لها تسمّر ملايين الأميركيين أمام الشاشات للاستماع الى كلمة قوية وحازمة القتها حاكمة ألاسكا وهي تقبل ترشيحها لمنصب نيابة الرئاسة في اليوم الثالث من مؤتمر الجمهوريين المنعقدة فاعلياته في سان بول في مينيسوتا.

واستهلت بالين خطابها بنبذةٍ عن حياتها الشخصية ألقتها بصوتٍ متهدّج، ولكنّ التصفيق المتعالي والأصوات المشجّعة سرعان ما بثّت فيها حماسةً منقطعة النظير، فكشّرت المرشحة عن أنيابها دفاعاً عن ماضيها وحاضرها ممطرةً بالانتقادات المضادة كلّ من يسعى الى تشويه صورتها بحكاياتٍ ملفقة.

ووجّهت بالين سهامها المُسنّنة مباشرة الى الاعلام لتناوله بكثافةٍ و"إجحاف"، وفق رأيها، قصة حمل ابنتها بريستول (17 عاماً) خارج إطار الزواج مدرجةً الأمر في خانة "مهاترات الديمقراطيين اليائسة، لأنّ لكلّ عائلة لحظات من الصعود والهبوط وليس ما تمرّ به من أزمات ببعيدٍ عما تختبره العائلات الاميركية بأسرها". وبرّرت بالين هجوم الاعلام عليها بعدم انتمائها الى وسط نخبوي مؤكدةً: "لستُ دائمة العضوية في هيكلية واشنطن النخبوية وقد علّمتني الأيام المنصرمة أنّ عدم انتسابي إلى هذه النخبة سيرفع أصوات البعض في الاعلام ضدّي". وأكملت بحزمٍ: "فليفهم أولئك المحللون والاعلاميون أنني لا أقصد واشنطن طمعاً في حصد آرائهم المؤيدة بل لأخدم مواطني هذا البلد فحسب!". ولم ترحم بالين باراك أوباما من الانتقاد والتهكّم مهاجمةً إياه في عقر ما يحاول هو الترويج عنه في جولاته الانتخابية قائلةً: "يعيّرني أوباما بخبرتي المتواضعة كرئيسة لبلدية مدينة صغيرة، ولكنّ أليس ذلك شديد الشبه بالعمل في الميدان الاجتماعي؟" (في تلميحٍ الى ما يتبجّح به أوباما حول عمله مسعفاً اجتماعياً في أحد أحياء شيكاغو المحرومة قبل انخراطه في الحقل السياسي). وأردفت بلهجةٍ ساخرة: "مع فارق بسيط هو أنّ عملي كان يلقي على عاتقي مسؤوليات حقيقية!".

ولم تكتفِ بالين بردّ الصاع صاعين على انتقادات أوباما بل مضت تشرّح شخصية الأخير تشريحاً أظهره مرشحاً هزيلاً، واصفةً إياه بالانسان المتردّد والعاجز عن تمرير أيّ إصلاح حتى في أيام عمله البرلماني في إيلينوي، ثم نالت من سمعته كقائدٍ جسور مشيرةً الى أنّه لا يتحلّى بما يكفي من الشجاعة للانتصار في أي حربٍ ناهيك عن حرب العراق: "في السياسة هناك من يستخدمون التغيير ترويجاً لمسيرتهم، وآخرون أمثال جون ماكين يستخدمون مسيرتهم لإحداث التغيير" علّقت بابتسامةٍ عريضة، "ليس البيت الابيض مكاناً للتدريب المهني أو اكتشاف القدرات الذاتية" أضافت بنبرةٍ واثقة. وختمت بمباركةٍ منحها إياها ماكين نفسه الذي انضمّ الى ابنتها وزوجها على المنصة مهنئاً إياها على صلابتها مخاطباً الجمهور: "ألم نحسن الاختيار؟ يا لها من عائلةٍ جميلة".

بدا واضحاً من الخطابات التي سبقت خطاب بالين أنّ الجمهوريين قرروا الردّ على الاتهامات التي طاولت مرشحتهم بالترويج لصورتها كأمٍ مثالية والتركيز على خلفية ماكين الناصعة البياض في المسائل العائلية حيث سُلّط الضوء أكثر من مرة على قصة زوجته التي قصدت بنغلادش في العام 1991 لتعود بطفلين تبنتهما من دار للأيتام في دكا تديره الأم تيريزا. ردٌّ أراد أن ينتزع به ماكين من الديمقراطيين إدعاءهم التفرّد بحماية التميّز العرقي واحترامه. واختار الجمهوريون تجاهل الاتهامات الموجهة الى بالين بجمعها بين 2003 و2005 أموالاً لسيناتور ألاسكا تيد ستيفنز الملاحق بتهمة الفساد ويبدو أنّهم سيعتمدون سياسة التشدّد مع الاعلام مع إلغاء مقابلة كانت مقرّرة مع لاري كينغ بحجّة أنّ نبرة أحد الناطقين باسم حملة أوباما ظهر في محطة الـCNN في اليوم نفسه منتقداً بالين لم تعجب فريق عمل ماكين الانتخابي. توجه محفوف بالمخاطر خصوصاً أنّ استطلاعات الرأي الجديدة أظهرت أنّ أوباما تقدّم على ماكين في ولايتي آيوا ومينيسوتا ويكاد يتساوى معه في أوهايو، فهل يقدّم ماكين "الاعلام" لخصمه على طبق من فضة؟

back to top