اختاري العقاب المناسب
للعقاب فوائده ومضراته. ككثير من المسائل، يواجه مجموعة تساؤلات حول فائدته وقدرته على تحفيز تطور شخصية أولادنا.
إليك آراء الخبراء.
إليك آراء الخبراء.
برهن مسح أجرته في عام 2012 وكالة IPSOS، يهدف إلى تحديد الطرق المختلفة لتطبيق السلطة، أن 64% من العائلات أفصحت عن عقاب أطفالها غالباً، 20% استثنائياً و16% أبداً. بحسب تلك العائلات، يرتكز العقاب على الخوف والقمع، لذا تتجنبه وتستبدل به نوعاً من الانضباط الذاتي الأكثر احتراماً لأطفالنا.
ممنوعات ضروريةبرهنت دراسة أميركية نشرت في مجلة The Scientist أن الأطفال الذين لم يعاقبوا أبداً يعانون تعلقاً عاطفياً غير متزن: تصرف غير متماسك تجاه أهلهم أو معلميهم (غضب، مزاج متقلب، إحباط). إنما يرجح بعض الخبراء أن يكون غياب الممنوعات هو سبب عدم الاستقرار، وليس غياب العقبات. بالطبع، يسمح العقاب بإفهام الولد أن ثمة قوانين يجب أن تُحترم، ويُسهم في تحديد حقوقه وواجباته والخطوط الحمر التي لا يجب تخطيها. إنما لا يجدر بالقصاصات أن تكون ركيزة التربية. يجب أن يبقى في كل عائلةٍ مجالٌ للمفاوضات والنقاشات والتعهدات.عواقب محتملةسواء تعلق الأمر بالإصلاح أو بالقصاص، يتفق معظم الأهل والخبراء على ضرورة تحمل الولد مسؤولية أفعاله. لكن يجدر بالعقاب أن يُنتقى بذكاء. لمزيد من الفاعلية، يجب أن يكون بسيطاً، ملائماً مع عمر الطفل وبعيداً من ملذاته الأساسية (عدم حرمانه من الاحتفال بعيد ميلاده، على سبيل المثال). لا يجدر بالعقاب أن يكون مرعباً (عدم حبسه في غرفةٍ معتمة) ويُستحسن أن يكون واضح الأسباب ({أنا أعاقبك لأنك قمت بكذا وكذا). في الأحوال كافة، يحتاج أطفالنا إلى شخصٍ راشدٍ ينور طريقهم ويساعدهم في خياراتهم ويصلح أخطاءهم. فيزيد العقاب المختار بذكاء من مصداقية مطالب الأهل، ويحفز قدرة الطفل على احترام القوانين والاندماج في المجتمع.هل يمكن استبدال المحبة بالسلطة؟إحدى الأفكار الأكثر انتشاراً في مجال التربية هي التفرقة بين المحبة والسلطة. إلا أن حبنا لطفلنا هو المبرر الأعظم لقسوتنا عليه من وقتٍ إلى آخر. لا تُلغي المحبة السلطة بل تغذيها. التربية هي تنوير الطفل حول قوانين العالم، ويشكل وضع القوانين وفرضها عليه عمل محبةٍ يهدف إلى حمايته والحفاظ على سلامته.3 أفكارٍ {جيدة} سيئة1 - عدم تقبيل الطفل بعد عقابه✗ خطأ. عند عقاب الطفل من المهم التفريق بين العمل الداعي إلى القصاص وشخص الطفل. يجب تجنب الابتزاز العاطفي. يعاقب الطفل على عمله وليس على شخصه ولا يتأثر بذلك حبنا له. 2 - لا حاجة إلى أن يكون العقاب فورياً لمزيد من الفاعلية✗ خطأ. يفقد العقاب معناه إذا نفذ بعد وقتٍ من ارتكاب الخطأ. كي يفهم الطفل الصلة بين العقاب والعمل الذي قام به، يجب للعقاب أن يكون فورياً ومتأقلماً بحدته مع الخطأ.3 - التهديد لتجنب المعاقبة✗ خطأ. لا تنفع التهديدات الفارغة وتشكل استراتيجية تربوية غير فاعلة تزعزع مصداقية الأهل وتدفع بالولد إلى الاستمرار بأعماله المشينة. عندما تطلب الأم من الولد التوقف عن أمر ما بنبرةٍ حازمة، يجب أن يفهم أن هذا الطلب هو إنذار قبل تنفيذ التهديد. لا يجب أن يُنذر الولد أكثر من مرتين قبل تطبيق العقاب.أدواتنا1 - جدول الأولوياتمن الطبيعي أن يسأم الأهل من تكرار التعليمات نفسها، لذا يشكل جدول الأولويات أداةً مهمة. اكتبوا في جدولٍ واضحٍ الأولويات المتكررة يومياً (تنظيف الأسنان، المساعدة في بعض الأعمال المنزلية، وغيرها). بذلك تكونوا قد أوصلتم رسالتكم مت دون تكرارها.2 - رسوم حول السلوكيات الحسنةتشكل الرسوم إحدى أفضل الطرق لتفسير الأمور للطفل. ارسموا معه صوراً حول التصرفات اللائقة الأساسية (التصرف في الشارع والمنزل). توازي الصورة ألف كلمة وتوفر عليكم عناء الشرح.3 - التناوبخلال الشجار مع طفلنا غالباً ما نشعر بالوحدة أمام صراخه، ونسأم من تكرار التعليمات نفسها. لحل هذه المشكلة، استعملوا طريقة التناوب. عندما لا يطيع الطفل كلام الأم، ليقم الأب بتكراره، وثم أخوه الأكبر...إلخ. هكذا يشارك الجميع في تربية الولد من دون عناء.