تحديث: بابا الفاتيكان من ساراييفو: أشعر "بمناخ حرب" في العالم

نشر في 06-06-2015 | 12:36
آخر تحديث 06-06-2015 | 12:36
No Image Caption
تحديث 1

أكد البابا فرنسيس السبت في ساراييفو أنه يشعر بـ "مناخ حرب" في العالم، مندداً بالذين يعمدون إلى تغذيته وذلك أثناء احتفاله بقداس أمام نحو 65 ألف مؤمن.

وقال الحبر الأعظم "انها أشبه بحرب عالمية ثالثة تشن +بشكل متفرق+ وفي سياق عولمة الاتصالات نشعر بمناخ حرب"، مضيفاً "هذا المناخ هناك من يريد خلقه وتأجيجه عمداً بخاصة أولئك الذين يسعون إلى إثارة الصدام بين مختلف الثقافات والحضارات، وأيضاً أولئك الذين يراهنون على الحروب لبيع أسلحة".

لكن الحرب كما قال تعني أيضاً "الدمار والكثيرين الذين تحطمت حياتهم، تعلمون ذلك جيداً لأنكم اختبرتم ذلك هنا فعلاً، كم من المعاناة وكم من الدمار والألم".

ووصل البابا صباح اليوم السبت إلى ساراييفو حاملاً رسالة سلام ليحث على المصالحة والحوار في هذه المدينة التي لم تندمل جراحها بعد مرور عشرين عاماً على اتفاقات دايتون (بالولايات المتحدة) التي وضعت حداً للحرب بين المجموعات الثلاث التي تتألف منها البوسنة: الصرب الأرثوذكس، المسلمون البوسنيون والكروات الكاثوليك، وأسفرت تلك الحرب عن سقوط نحو مئة ألف قتيل بين 1992 و1995.

وكان البابا الأرجنتيني خورخي برغوغليو قال بعيد وصوله صباح السبت إلى العاصمة البوسنية حيث تجمع نحو مئة ألف شخص لاستقباله، "أن ساراييفو والبوسنة لهما مغزى خاص بالنسبة لأوروبا وللعالم أجمع".

وقال في أول خطاب له اليوم أن تعايش المجموعات الثلاث التي تنتمي إلى طوائف مختلفة "يشهد للعالم أجمع بأن التعاون بين مختلف الأثنيات والديانات من أجل الخير العام أمر ممكن".

وأضاف متوجهاً إلى الرئيس البوسني الحالي ملادن ايفانيتش أنه يتوجب المزيد من العمل بخاصة هنا في البوسنة.

وملادن ايفانيتش يمثل المكون الصربي داخل الرئاسة الثلاثية (الصرب، الكروات والمسلمون) علماً بأن الرئاسة يتولاها مناوبة ممثلو المكونات الثلاثة.

وأكد ايفانيتش من جهته على أن السلطات البوسنية المتعددة الأثنيات "مستعدة للعمل من أجل الحد من النزعات القومية" وطلب من الحبر الأعظم "دعمه التام" لمساعدة البوسنة والدول الأخرى في البلقان في سعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

وصل البابا فرنسيس صباح السبت إلى ساراييفو حيث ينتظره بأمل آلاف من سكان هذه المدينة التي ما زالت تعاني رغم مرور عشرين سنة على الحرب بين مجموعاتها الطائفية المختلفة.

وحطت الطائرة التي تقل الحبر الأعظم في الساعة السابعة صباحاً بتوقيت غرينتش في مطار ساراييفو، وفضلاً عن سكان ساراييفو ينتظر أن يحتشد قرابة مئة ألف شخص اليوم السبت في العاصمة لاستقبال البابا.

وتجمع عشرات آلاف المؤمنين في الملعب الأولمبي في ساراييفو لحضور القداس الذي سيحييه البابا بحسب مراسلين لوكالة فرانس برس.

وقال برانيمير فويتشا (50 عاماً) وهو طبيب من كيسلياتش (وسط) موجود في الملعب مع زوجته وأولاده الثلاثة "جئت إلى هنا لأنني أتمنى أن يعم السلام في العالم أجمع وأن تتوقف الحروب والكراهية".

ويتوقع أن يتدفق حوالي عشرين ألف شخص من كرواتيا المجاورة التي ينتمي نحو 90% من سكانها إلى الكنيسة الكاثوليكية.

وقال البابا للصحافيين أثناء الرحلة "ساراييفو المسماة +قدس الغرب+ مدينة عانت كثيراً في التاريخ وباتت على طريق صحيح للسلام، لذلك أقوم بهذه الرحلة كمؤشر سلام وللصلاة من أجل السلام".

وقالت دورا فيلبوفيتش المقيمة في العاصمة البوسنية لوكالة فرانس برس "أن هذه الزيارة هامة جداً وسيكون أثرها ايجابياً على الجميع في هذا البلد، أنا شخصياً أنتمي إلى عائلة مختلطة جداً، إننا من جميع الطوائف وأعتقد أن الكلمات التي سيلقيها البابا ستثير الارتياح لدى الجميع".

وأوقعت حرب البوسنة (1992-1995) حوالي مئة ألف قتيل إضافة إلى أكثر من مليوني نازح ولاجئ، أي أكثر من نصف التعداد السكاني للبلاد.

وبعد مرور عشرين سنة على توقيع اتفاقات دايتون التي وضعت حداً لهذه الحرب بين الصرب الأرثوذكس والكروات الكاثوليك والمسلمين البوسنيين، باتت المدينة تعيش في سلام لكنها تبدو في حالة جمود بدون مصالحة حقيقية بالرغم من الجهود الكثيرة المبذولة في صفوف الشعب.

وقالت كاترينا دزريك وهو كرواتية بوسنية جاءت لتستقبل البابا "أن البوسنة بحاجة لرسالة السلام التي سيوجهها البابا نظراً إلى استمرار انعدام الثقة بين أطياف هذا البلد".

وفي إطار هذا الوضع يعتزم البابا الأرجنتيني خوري برغوغليو، وهو ثاني حبر أعظم يزور ساراييفو بعد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، التشديد قبل كل شيء في عظته على التعايش و"تلاقي" الشعوب والديانات.

وكتب البابا في رسالة وجهها الأثنين إلى سكان ساراييفو "آتي إليكم لأعبر عن دعمي للحوار المسكوني والحوار بين الأديان وللتشجيع خاصة على تعايش سلمي في بلدكم".

وفور وصوله سيلتقي البابا الرئاسة البوسنية المؤلفة من ثلاثة ممثلين عن الأطياف البوسنة أي الصرب والمسلمين والكروات، ويتولى كل من هؤلاء الممثلين الرئاسة دوريا لفترة ثمانية أشهر، والآن يتولى الممثل الصربي الرئاسة.

وسيدلي البابا بتصريح قبل احياء القداس في الملعب الأولمبي الكبير.

وستتوج هذه الزيارة الخاطفة التي لا تستمر سوى نحو عشر ساعات، بلقاء بين الأديان مع ممثلين عن المسيحيين الكاثوليك والأرثوذكس والمسلمين واليهود.

وقال الكاردينال بييترو بارولين سكرتير دولة الفاتيكان، أي ما يوازي رئيس الوزراء، صباح الجمعة عبر إذاعة الفاتيكان "أن البابا يذهب إلى هذه المدينة التي اعتبرها القديس يوحنا بولس الثاني بمثابة +قدس أوروبا+، كحاج للحوار والسلام".

ويعد المسلمون الغالبية في البوسنة حيث يمثلون حوالي 40% من تعدادها السكاني، ويأتي بعدهم الأرثوذكس الصرب مع 31% ثم الكاثوليك وجميعهم تقريباً من الكروات مع 10%، أما اليهود فلم يعودوا سوى أقلية صغيرة.

وتشعر الأقلية الكرواتية الكاثوليكية بضيق في هذا البلد الذي قسم إلى جزأين بموجب اتفاقات دايتون الموقعة في 1995 والتي انهت نزاعاً (1992-1995) خلف نحو مئة ألف قتيل.

لكن الحبر الأعظم يعتزم حثها على البقاء وعلى العيش معاً بالرغم من مغادرة حوالي ثلاثمئة ألف كاثوليكي، من أصل ثمانمئة ألف قبل الحرب، البوسنة منذ تسعينات القرن الماضي.

ويصل البابا فرنسيس إلى ساراييفو في سياق وضع أمني دقيق للغاية وتعتبر بعض الخبراء هذه الزيارة تحدياً كبيراً للقوات الأمنية.

ودعا إسلاميون يؤكدون انتماءهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية إلى الجهاد في منطقة البلقان وذلك في شريط فيديو تناقلته الصحافة المحلية الجمعة عشية زيارة الحبر الأعظم.

ولمناسبة الزيارة البابوية ينتشر حوالي خمسة آلاف شرطي السبت في سائر أرجاء العاصمة البوسنية.

back to top