ما الذي يحرك أسواق الأسهم؟

نشر في 16-05-2015
آخر تحديث 16-05-2015 | 00:01
 بلومبرغ • تظهر البيانات أن معدلات البطالة في الأجل الطويل، وهي التي تعني الأشخاص الذين تعطلوا عن العمل أكثر من 27 أسبوعاً، تستمر في مسار تنازلي، وهي تشكل راهناً نحو 29 في المئة من إجمالي معدلات البطالة، منخفضة عن معدلات أبريل 2010 عندما بلغت 45.5

في المئة.

كان جيداً أن أعود إلى الكتابة بعد أسبوع من التنقل بين وادي السيلكون وسان فرانسيسكو، وكنت أظن أن أسعار العقارات في نيويورك عالية بشكل جنوني.

وقد جرت العادة أن أعمد بعد عودتي من السفر الى استعراض المقاييس السوقية والافتصادية بصورة عامة، بغية معرفة التغيرات التي طرأت أثناء غيابي، لكنني لم ألحظ حدوث الكثير من التغيرات في الأرقام اليومية أو الأسبوعية، ولنتطرق الى صلب الموضوع:

الأفق الواسع

سبق لي أن ناقشت أهمية خط التقدم والتراجع مرات عديدة، وحقيقة الأمر فإن هذا الأفق يظل ايجابياً، وقد لاحظت لاوري ريسيرتش كورب وهي خدمة بحوث تقنية سوقية أن الكثير من مؤشراتها المتعلقة بالتقدم والتراجع "تؤكد كلها ارتفاعات السوق في شهر أبريل".

ومن منظوري الشخصي أجد أنه من المفيد جدا أن أتمكن من وضع هذا الجانب ضمن السياق بالنسبة الى اولئك الذين يتسمون بدرجة منخفضة من القدرة على تحمل التقلب، ومن الجيد أيضاً معرفة موقعنا في نطاق دورة الأعمال، فإذا كنت تستثمر في أصول في الأجل الطويل وترغب في خوض غمار التقلبات والتباينات فإن هذا الأمر قد لا يعني الكثير بالنسبة اليك، ولكن إذا كنت أحد المتداولين فإن ذلك قد يعني امكانية تحقيق المزيد من الربح.

التوظيف

أنا أكره الأرقام التي تتحدث عن معدلات التوظيف، فهي صاخبة وعرضة للكثير من المراجعات البارزة، وينطوي الاتجاه الواسع على قدر من الأهمية يفوق بقدر كبير اي معلومات أو بيانات تتعلق بشهر واحد فقط.

هل كان الأداء الضعيف الذي شهده شهر مارس واحداً فريداً أم أنه كان بداية اتجاهات متردية جديدة؟ نحن لن نتمكن من معرفة ذلك بصورة مؤكدة قبل مرور فترة من الزمن، ولكن أرقام الأسبوع الماضي لم تؤشر الى أسلوب توظيف ضعيف، وقد هبط معدل الوظائف بنسبة 0.1 في المئة ليصل الى 5.4 في المئة، كما أن معدل الأجور ارتفع بصورة طفيفة بلغت 0.1 في المئة أيضاً. الى ذلك تظهر البيانات أن معدلات البطالة في الأجل الطويل – وهي التي تعني الأشخاص الذين تعطلوا عن العمل لأكثر من 27 أسبوعاً – تستمر في مسار تنازلي. وهي تشكل في الوقت الراهن 29 في المئة من اجمالي معدلات البطالة، منخفضة عن معدلات ابريل من عام 2010 عندما بلغت 45.5 في المئة، ويشكل هذا، إضافة الى الزيادة الطفيفة في الأجور، الجانب السلبي الأشد حول الرواتب في الميادين غير الزراعية.

إطار مرجعي

تعتمد نظرتك الى النمو وبدرجة كبيرة على اطار مرجعيتك، وإذا كنت تستخدم معلومات التعافي من الركود المتعلقة بفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية فإن هذا التعافي سوف يمثل حقبة بطيئة بشكل عنيد، مع معدل متوسط من خلق الوظائف والأجور الضعيفة، وعلى أي حال، ومقارنة مع مراحل التعافي الاخرى في فترات ما بعد الأزمة المالية العالمية فإن هذا أفضل قليلاً من المعدل المتوسط.

مبيعات التجزئة

ترجم النمو المتواضع في معدل الأجور الى مكاسب متواضعة أيضاً في مبيعات التجزئة، وقد ساعد هبوط أسعار البنزين في هذا المسار، ولكن ذلك كان الحد الأقصى الذي يمكن أن تقدمه.

وفي ظاهرة لافتة تستحق الاهتمام تظل تلك المبيعات متوقفة الى درجة كبيرة على توافر الائتمان، وحيث يكون ذلك الائتمان سهلاً وميسوراً تكون معدلات المبيعات قوية، وحيث يكون مقيداً وضيقاً، كما هو الحال بالنسبة الى عمليات الرهن العقاري، تكون أقل وأضعف الى حد كبير. وتجدر الإشارة الى أن الائتمان كان متاحاً تماماً بالنسبة الى قطاع شراء السيارات، ولم يكن مفاجئاً أن تتسم مبيعاتها بالقوة والثبات، كما أن البنزين الأرخص سعراً يساعد في زيادة الطلب على النوعية الأكثر ربحاً مثل السيارات الرياضية والشاحنات الصغيرة، والتي تصل في الوقت الراهن الى 54 في المئة من اجمالي مبيعات السيارات، وكان من الجيد أن أسعار البنزين ظلت أقل بحوالي دولار واحد عن مستويات سنة خلت.

وتباع السيارات عند نسبة سنوية معدلة موسمياً تبلغ 16.5 مليون سيارة، مقارنة مع حوالي 9 ملايين سيارة في مطلع سنة 2009 خلال الأزمة المالية العالمية المعروفة، ويمكن أن ننسب ذلك التطور الى سهولة الائتمان بالنسبة الى مشتري السيارات.

الحالة النفسية

إنها فقاعة، وسوف تنتهي بشكل سيئ، كما أنها مدفوعة بالسياسة غير المسؤولة من جانب مجلس الاحتياط الفدرالي في تيسير الائتمان المالي، الى آخر ما هنالك، وهكذا فإن تعليقي الوحيد على هذا الوضع هو أنني غير قادر على رؤية أي فقاعة واحدة قد انتهت كما يتردد في هذا الصدد، وإذا كان الناس على حق في ما يتعلق بالفقاعة فقد تكون المرة الأولى التي حددوا فيها فقاعة في الوقت الحقيقي.

التقييم

وهذا ينقلنا الى الحديث عن خطوة رئيسة مجلس الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين التي باغتت من خلالها الأسواق بتعليقات "غير عقلانية" على غرار ما حدث في سنة 1996، ومن بين كل الأشياء الكثيرة التي لا أهتم بها يحتل منظور مجلس الاحتياطي الفدرالي لمسألة تقييم الأسهم مركز الصدارة، وأنا لا أظن أن مجلس الاحتياطي الفدرالي يفهم تسعير الأسهم أو تأثير الثروة ولم يثبت أيضاً براعة عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بالمستقبل (على الرغم من أن جانيت يلين تبدو أفضل في هذا الحقل من أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفدرالية).

ودعوني أشير الى الخطاب السيئ الذي صدر عن الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفدرالي آلان غريسبان الذي سبق فقاعة "دوت كوم" بثلاث سنوات ونصف السنة، وإذا كنت قانعاً بعدم المشاركة في تحسن السوق خلال 1996 – 2000 فقد يكون في وسعك تفادي اي شيء يمكن أن نتوقع حدوثه في 2015 – 2019.

أرباح السندات

من المحتمل أن تكون تعليقات جانيت يلين أكثر أهمية بالنسبة الى السندات منها الى الأسهم، وسوف تنتهي سياسة معدلات الفائدة عند الصفر التي وضعها مجلس الاحتياطي الفدرالي في نهاية المطاف، ومن المرجح أن يتم ذلك عاجلاً لا آجلاً.

وسواء كان ذلك يعني حدوثها في شهر سبتمبر المقبل أو في شهر يناير من سنة 2016 فإن ذلك غير ذي صلة الى حد كبير، وما لم تتغير المعلومات بصورة بارزة نحن الآن في مرحلة من الأرباح المتدنية لفترات طويلة.

* باري ريتهولتز | Barry Ritholtz

back to top