موسم العيد يلهب أسعار الأضاحي

نشر في 27-09-2014 | 00:05
آخر تحديث 27-09-2014 | 00:05
الأضحية العربية تلامس 180 ديناراً... والأغنام المحلية تلبي 10% فقط من الطلب
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، ارتفعت بورصة أسعار الأغنام بشكل ملحوظ بسبب الزيادة المرتقبة على الطلب وتقلص الأعداد المحلية والمستوردة.

ويتوقع المعنيون بسوق الأغنام أن يبلغ سعر الأضحية العربية معدلاً قياسياً بوصوله إلى نحو 180 ديناراً، مقارنة بنحو 125 في الفترات العادية.

ويراهن بعض التجار على زيادة الكمية المستوردة، لاسيما من إيران، لتخفيض الأسعار خلال الأيام القليلة المقبلة، في حين يستبعد البعض الآخر أي انخفاض للأسعار في ظل التباين الحالي بين قلة المعروض وزيادة الطلب في موسم العيد.

اتفق عدد من بائعي الثروة الحيوانية والأغنام في الأسواق المحلية على أن ارتفاع اسعار الأغنام في الوقت الراهن يرجع إلى عدة أسباب أدت إلى تهجير قطعان الماشية، من أبرزها ارتفاع اسعار الأعلاف وانعدام المراعي بالدولة، ما تسبب في ندرة وجود الأغنام في السوق المحلي، اضافة إلى وقف تصدير السعودية للاغنام، مع توقف استيرادها من العراق والأردن وسورية، مشيرين الى ان الأغنام المتوافرة في السوق المحلي تقتصر على "الاشفالي" المستورد من إيران، بما يعادل 90% من إجمالي المعروض في السوق، إلى جانب النعيمي المحلي الذي لا تتجاوز نسبته 10%.

وقال البائعون لـ"الجريدة" إن ارتفاع الأسعار في مثل هذه الأيام يعد أمرا طبيعيا، بسبب زيادة الطلب وقلة العرض، حيث يتوقع ان تصل قيمة الأضحية العربية إلى 180 ديناراً، وأن يصل "الاشفالي" إلى 140، ما لم تضح كميات اكبر في السوق خلال موسم العيد، لافتين إلى أن من شروط الأضحية ألا يقل عمرها عن ستة أشهر وأن تخلو من العيوب الظاهرية... وإلى التفاصيل.

أكد البائع عوض أحمد (سوداني الجنسية) أن أصحاب الحلال في الوقت الحالي يحجمون عن بيع الذبائح في انتظار دخول موسم الأضاحي، موضحا أن السعر يتفاوت بين اضحية وأخرى حسب النوع والجودة.

وتوقع أحمد ان يتراوح سعر الأضحية الاشفالي، وهي الاغنام القادمة من ايران، خلال الموسم بين 120 و135 دينارا وفقا لنضارتها وقوامها وما تحتويه من كمية لحوم، لافتاً إلى أن سعر الاضاحي العربية بلا شك يزيد على ذلك نظرا لشح وجودها مع رغبة المستهلك فيها، "لذا قد لا يقل سعرها عن 150، غير أن ذلك يعتمد على توافر الكميات في السوق المحلي".

وأوضح ان نسبة الأغنام المحلية المتوافرة في السوق لا تتجاوز 10% من الكمية المطروحة، أما نسبة الـ90% المتبقية فهي من الاشفالي، مرجعا ذلك الى قلة تداول وطرح الانتاج المحلي، بسبب هجرة قطعان الماشية الى الدول المجاورة بفعل ندرة المراعي وارتفاع اسعار الأعلاف التي تصل الى اسعار خيالية بين الحين والآخر، مما يدفع اصحاب الحلال الى تهجير مواشيهم الى دول الجوار نظرا لفارق سعر الأعلاف وتوافر المساحات الشاسعة للرعي.

وأضاف أن من اسباب ارتفاع اسعار الماشية توقف استيراد الأغنام من بعض الدول كالسعودية، التي اوقفت تصدير الأغنام، فضلاً عن توقف استيرادها من العراق وسورية والاردن.

»شريطية»

وذكر أحمد ان هناك 6 شركات محلية تعمل على تزويد السوق بالكميات التي تستوردها من الخارج، وذلك من خلال طرحها في المزادات العلنية التي يتنافس عليها "الشريطية"، ثم تتم تجزئة كمياتها وإعادة بيعها وسط حراج السوق بالمزادات العلنية ايضا، ليتمكن اصحاب السوق من تجميع تلك الكميات المجزأة، ثم بيعها فرادي.

وبيّن أن كل مرحلة من تلك المراحل بين المتاجرين تكون بها نسبة ربحية، علاوه على الكلفة التي يتكبدها بائع السوق من تكاليف الأعلاف، والتي تضاف إلى القيمة الشرائية، فضلاً عن نفوق بعض الاعداد التي يطرح ثمنها على كمية الاغنام لدى البائع، وهو ما يتحمله الزبون في نهاية المطاف.

وأشار إلى ان الأضحية يشترط فيها عدة مواصفات، منها ألا يقل عمرها عن 6 أشهر، وأن تكون سليمة دون عيوب كالإصابات او التشوهات، لافتا الى وجود عمليات الغش من قبل بعض ضعاف النفوس كأن يبيعوا لقليلي الدراية الذبائح الاشفالية على انها عربية، وقد يسوقون أغناماً بها إصابات كالكسر في القرن او الساقين او الاذن او العين.

ورأى أحمد أن طعم الأضاحي الإشفالية التي تم تربيتها وإطعامها في البلاد على مدى فترة لا تقل عن شهرين يماثل تماماً طعم الأضاحي العربية، إذ إن فترة الشهرين كفيلة بتغيير دمها وطعم لحومها لتكون بنفس طعم الخراف المحلية.

عمليات غش

بدوره، قال البائع محمد إسلام (بنغالي الجنسية) ان الماشية المتوافرة في السوق تنحصر بين الاشفالي والمحلي، وتقدر كمية الاشفالي بمعدل 90% من اجمالي السوق، أما المحلي فلا تتجاوز 10%، في ظل انعدام الاردني في الوقت الحالي، مشيرا الى ان اسعار الذبائح الأردنية التي يتم شراؤها بالجملة من الشركات خلال الفترة التي تسبق العيد تتراوح بين 110 و120 ديناراً، ومن المتوقع وصولها خلال الموسم الى 150.

وأوضح أن سعر الأضحية الاشفالي من الشركات الموردة يتراوح بين 75 و85 ديناراً، بينما يصل سعرها خلال الموسم الى 110، مفضلاً الخروف الاشفالي المعلوف محليا لفترة لا تقل عن شهر مقارنة بحديث الوصول، لما ينجم عن تلك الفترة من تحسن طعم لحمه، مبيناً أن الذبيحة العربية تتجاوز تلك الأسعار لتصل الى 180 دينارا خلال الموسم.

وقال إن من الشروط التي ينبغي توافرها في الأضحية ألا يقل عمرها عن ستة اشهر، وأن تكون سليمة، بألا تكون مقصوصة الأذن، وسليمة العيون والأقدام، وألا تكون تعرضت لأي اصابة، موضحا ان عمليات الغش واستغلال عديمي الخبرة واردة في كل مكان ولا تقتصر على سوق الأغنام.

ندرة المحلي

وأكد البائع نافع حامد (سوداني الجنسية) أن اسعار الأغنام في الوقت الحالي غالية بسبب ندرة عرض المحلي وانقطاع السعودي والسوري وانحصار الكميات المتوافرة بالسوق على الاشفالي الذي يتم استيراده من قبل بعض الشركات التي تبيعها وفق مزادات بكميات يشتريها "الشريطية" ليعيدوا بيعها، عبر عدة مزادات بكميات اقل، ليتمكن اصحاب السوق من شرائها، ثم إعادة طرحها للمستهلكين.

وتوقع أن تشهد الأيام المقبلة ارتفاعا في اسعار الاضاحي بصفة عامة، حيث قد تتراوح اسعار الاشفالية المعلوفة محليا بين 105 و115 ديناراً نظراً لأفضليتها على المستوردة، وأن تصل اسعار الخراف المحلية الى 180، أما الأردنية فقد تصل في حال طرحها في السوق إلى 140، مشيرا الى ان ما ستشهده الأسعار في الايام المقبلة يعود الى قلة الكميات المطروحة في مقابل زيادة الطلب.

مزايدات

ولم يشذ البائع علاء الدين محمد (بنغالي) عن آراء سابقيه، إذ رأى أن وقف استيراد الأغنام السعودية والأردنية والسورية والعراقية وعدم توافر الإنتاج المحلي أديا إلى ارتفاع اسعار الذبائح، مبينا ان الكميات المعروضة في السوق يتم توفيرها من قبل بعض شركات استيراد المواشي، والتي بدورها تغذي السوق المحلي من خلال بيعها بالمزايدات التي يتنافس عليها التجار، ثم يتم تقسيمها الى مجموعات اقل، ويعاد بيعها عبر المزادات في اسواق الاغنام، ثم يتم الاعتناء بها عدة ايام لتتعافى من مشقة رحلة الاستيراد قبل عرضها بالسوق.

وبيّن ان سعر الاضحية يتفاوت حسب النوع والجودة، مبينا ان السعر الحالي للاضحية العربية لا يقل عن 125 ديناراً بينما يتراوح الاشفالي بين 75 و85 دينار، متوقعاً ارتفاع أسعارها خلال الايام المقبلة، حيث سيصل سعر الاشفالي الى 110 دنانير، أما العربي فلن يقل عن 140، حسب الجودة وتوافر الكمية.

back to top