المخرج محمد أبو سيف: تركت نهاية {هز وسط البلد} مفتوحة

نشر في 13-02-2015 | 00:02
آخر تحديث 13-02-2015 | 00:02
بعد غياب عن الشاشة الفضية سنوات عدة، عاد المخرج محمد أبو سيف ليطل على جمهوره من خلال تجربة جديدة هي {هز وسط البلد}. حول أسباب الغياب والعودة وهذه التجربة، التقيناه.
ما هي أسباب ابتعادك عن السينما لسنوات عدة، ولماذا قررت العودة بفيلم {هز وسط البلد؟

لم تكن الحالة السينمائية مشجعة في الفترة الماضية، لأسباب عدة من بينها عدم الاستقرار السياسي في مصر طيلة أربع سنوات، إضافة إلى أن ظروف الإنتاج لم تكن ملائمة لي، لا سيما أن لدي شروطاً صعبة لا أتخلى أو أتنازل عنها عند التصوير مهما كانت الأسباب. من ثمّ، أصبت بحالة من الضجر والملل، وكان التلفزيون هو الملجأ، خصوصاً بعدما حققت الدراما التلفزيونية نجاحاً كبيراً وشهدت تطوراً واسعاً على مستوى الصورة لا يختلف عن السينما كثيراً. إلا أن عشقي للسينما لم يفارقني، وكنت أنتظر أي فرصة للعودة، وهو ما تحقق في فيلم {هز وسط البلد} الذي لم أتردد لحظة في قبوله وبدأت تصويره فوراً.

نعلم أن الفيلم مكتوب منذ عام 2007، فلماذا لم يُنفَّذ طيلة هذه الفترة؟

فعلاً، الفيلم مكتوب منذ سبع سنوات، وقد عرضته على معظم منتجي مصر وتحمسوا له بشدة، لكنهم لم يرغبوا في إنتاجه بسبب تكلفته العالية، إلى أن قرأته الفنانة إلهام شاهين وقررت إنتاجه، رغم أنه بطولة جماعية ودورها فيه صغير نسبياً. وهي مسألة ليست جديدة عليها لأنها تتحمس دوماً للعمل الجيد مهما كان حجم دورها، وتعلم جيداً أن سر نجاح أي عمل يكمن في الإجادة الجماعية.

تنبأت في الفيلم باندلاع الثورة من خلال رصد مظاهر الفساد في المجتمع، رغم أنك كتبته منذ سبع سنوات، فهل غيرت في أحداث الفيلم بعد اندلاع الثورة؟

لم أغير في الأحداث، لأنني أرى أن الأمور ما زالت على حالها. تخطينا مرحلة الفساد إلى مرحلة العفن، ليس في الحكومات فقط ولكن على مستوى الشعب أيضاً، وثمة أنواع كثيرة من الفساد مسكوت عنها، لأن الأزمة أصبحت تتعلَّق بالوعي، وتفشي الفقر والجهل والمرض.

ولكنك تركت النهاية مفتوحة، لماذا؟

لأن الأمور لم تتضح بعد، ولا نعرف إلى أين ستصل بنا الأحداث الراهنة. هل سننجح في القضاء على الفساد أم أنه سيستشري. لذلك تركت القنبلة في النهاية قابلة للانفجار لتجيب الأحداث المقبلة عن السؤال: هل ستنفجر أم أن مصر ستنقذ؟

هل قابلتك مشاكل مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية؟

بعد تجربة فيلم {النعامة والطاووس}، الذي ظلَّ لسنوات طويلة حبيس الأدراج بسبب رفض جهاز الرقابة على المصنفات الفنية له، أصبحت لدي خبرة كبيرة في التعامل مع الرقابة، خصوصاً أن الفيلم يعرض الفساد بشكل غير مباشر ومن دون الإساءة إلى أحد.

لماذا قررت تغيير اسم الفيلم إلى {هز وسط البلد} رغم أنك كنت مصراً على الاسم الأول، وهو {وسط هز البلد}؟

كنت متمسكاً بالاسم {وسط هز البلد}، ولكن بعد الانتهاء من التصوير وأثناء الاجتماع بالجهة المسؤولة عن التوزيع والعرض أقتنعت بأن هذا الاسم سيشكل عائقاً أمام توزيع الفيلم وفكرت في الموضوع بشكل عقلاني، فوافقت على {هز وسط البلد}، لأن الفيلم أهم من التمسك باسم قد يفقده بعض مشاهديه.

إضافة إلى {هز وسط البلد}، قدَّمت خمسة أعمال من تأليفك، في حين قدمت أعمالاً أخرى لمؤلفين آخرين، فأيهما تفضل؟

أفضل الأعمال التي أكتبها بنفسي والتي تنتمي إلى نوع سينما المؤلف، فهي أقرب إلى قلبي، لأن السينما تعتمد على التفاعل بين المخرج وبين المؤلف، وعندما يجتمع الاثنان في شخص واحد لا يُهدر أي وقت، لذا أشارك دائماً في كتابة السيناريو.

لماذا أهديت الفيلم إلى هالة خليل؟

كنت في عام 2006 ضمن لجنة تحكيم مهرجان المركز الكاثوليكي، وشاهدت فيلم {قص ولزق} حيث بهرتني بصدقها وجرأتها في اقتحام الشارع. خرجت وأنا أشعر بالغيرة، وتحديتها بأنني سأقدم فيلماً تدور أحداثه في الشارع، وشرعت فعلاً بكتابة «هز وسط البلد»، وكان لا بد من إهدائه إليها.

ما رأيك في رد فعل الجمهور، وهل وصل الفيلم إلى الناس كما تمنيت؟

كان رد فعل الجمهور رائعاً، وأثار عرضه تساؤلات كثيرة وقلقاً حول المستقبل والتفكير في حلول لما وصلت إليه حال المجتمع المصري.

back to top