العلاج بالخارج بين الضرورة والتنزه

نشر في 23-05-2015
آخر تحديث 23-05-2015 | 00:01
 ماجد بورمية بدأ العمل الطبي في الكويت يأخذ الشكل النظامي في بداية القرن العشرين عندما قام أول مستوصف خيري عام 1913 تحت إشراف طبيب من تركيا، وبالنظر إلى تاريخ بناء المستشفيات في الكويت نجد أن أول مستشفى تم تشييده كان المستشفى الأميركي الذي تم الانتهاء منه 1914، وبالنسبة إلى أول مستشفى حكومي في الكويت كان المستشفى الأميري عام 1941، ولكن تعرقل البناء لظروف الحرب العالمية الثانية إلى أن تم افتتاحه عام 1949، ومع مرور السنوات وتفجر الثروة النفطية في البلاد أنشئ العديد من المستشفيات حتى ثمانينيات القرن الماضي.

 ولكن لا نعرف لماذا توقف إنشاء المستشفيات إلى الآن، مما خلق نقصاً واضحاً في بعض التخصصات الطبية، الأمر الذي أدى إلى إرسال العديد من المواطنين لتلقي العلاج في الخارج؟ وفي الفترة الأخيرة تزايدت الشكاوى من عدد من المواطنين الذين يعالجون بالخارج، حيث تم إبلاغ بعضهم بعدم استكمال علاجهم، ويبدو أن تراجع أسعار النفط وسعي الحكومة إلى التقشف كانا وراء ذلك.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا: كيف سيتم علاج هؤلاء يا حكومة داخل الكويت، وهناك لجان طبية أكدت في تقاريرها ضرورة علاجهم في الخارج؟ وما التجهيزات التي قدمتها الدولة لعلاجهم في الكويت؟ والسؤال الأهم هنا: إذا كانت الدولة تنفق سنوياً على العلاج بالخارج نحو 400 مليون دينار، فلماذا لا يتم بهذا المبلغ بناء مدينة طبية عالمية في الكويت تستقطب أمهر الجراحين على مستوى العالم من أجل أن ينال المريض الكويتي علاجه في ديرته؛ وليكفيه هذا الأمر عناء التنقل خلال مرضه؟

كما أن هذا الأمر سيفوّت الفرصة على أصحاب الحظوة الذين يتطفلون ويسافرون بحجة العلاج بالخارج، وهم في الأساس لا يعانون أي مرض، ولكن يجب التنبيه على أن هناك فارقاً كبيراً بين مواطن يتطفل ويريد أن يتنزه ويسافر بحجة العلاج بالخارج، وآخر يعاني مرضاً يصعب علاجه في الكويت، فهذا لا بد أن يتم استكمال علاجه في الخارج حتى يعود معافى تماما.

فهل يعقل أن يتوافر 20 سريراً في وزارة الصحة لكل عشرة آلاف إنسان يعيشون في الكويت؟ والسؤال الأخير في هذا المقال، لكل من حملوا حقيبة وزارة الصحة: هل هناك تعليمات وجهت إليهم بإغلاق ملف إنشاء المزيد من المستشفيات؟ إذا كانت الإجابة بالنفي فيجب محاسبة كل مسؤول تولى هذه الوزارة ولم يطور أعمالها، خصوصاً أن أغلب من حملوا تلك الحقيبة من الأطباء، وإذا كانت الإجابة بنعم، فيجب أن يخرج علينا واحد من هؤلاء، ويعلنها صريحة ليبرئ نفسه من التقاعس وعدم الإنجاز.

back to top