جسر الشغور خارج قبضة الأسد... وطريق اللاذقية مفتوح
● قوات النظام تخلف وراءها 60 جثة وتستخدم المدنيين دروعاً ● استخدام مكثف لـ «التاو» من الكتائب الإسلامية
خرجت مدينة جسر الشغور السورية الاستراتيجية أمس عن سيطرة نظام بشار الأسد، بعد أن تمكنت «جبهة النصرة» المتحالفة مع كتائب إسلامية من السيطرة عليها، ما يجعل الطريق مفتوحاً إلى اللاذقية؛ معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
خرجت مدينة جسر الشغور السورية الاستراتيجية أمس عن سيطرة نظام بشار الأسد، بعد أن تمكنت «جبهة النصرة» المتحالفة مع كتائب إسلامية من السيطرة عليها، ما يجعل الطريق مفتوحاً إلى اللاذقية؛ معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
سيطرت «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية وكتائب إسلامية معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بشكل شبه كامل أمس على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية شمال غرب سورية، ما يفتح الطريق باتجاه محافظة اللاذقية (غرب) التي تسكنها غالبية علوية.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن: «دخلت جبهة النصرة وكتائب اسلامية الى مدينة جسر الشغور بعد معارك عنيفة مع قوات النظام مستمرة منذ الخميس، وقد سيطرت على القسم الاكبر من المدينة»، واضاف: «تدور اشتباكات في بعض أحياء المدينة، بينما انسحب القسم الاكبر من عناصر قوات النظام»، مشيرا الى وجود «آلاف المقاتلين من الكتائب وجبهة النصرة داخل المدينة». واورد احد الحسابات الرسمية لـ»جبهة النصرة» على موقع «تويتر»: «المجاهدون يدخلون أرتالا الى قلب المدينة بقوة الله»، مضيفا: «جسر الشغور تتحرر». واوردت حسابات اخرى لناشطين صورا قالت انها من داخل جسر الشغور تظهر فيها اعلام لـ»النصرة» ومقاتلين وسط شوارع مقفرة.
60 جثة ودروع بشريةواعلن المرصد السوري لحقوق الانسان وجود ستين جثة على الاقل لعناصر من قوات النظام في شوارع مدينة جسر الشغور. وقال المرصد: «أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري عن مشاهدة ما لا يقل عن ستين جثة لعناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضباط، قتلوا خلال السيطرة على مدينة جسر الشغور».واورد المرصد على موقعه شريطا مصورا يظهر فرار قوات النظام من جسر الشغور واستخدامها للمدنيين كدروع بشرية اثناء فرارها.وكان «جيش الفتح»، وهو تحالف يضم «جبهة النصرة» وفصائل اسلامية مقاتلة، ابرزها حركة «أحرار الشام»، اعلن الخميس الماضي بدء «معركة النصر» الهادفة الى «تحرير جسر الشغور».وتحولت جسر الشغور عمليا الى مركز اداري للنظام السوري بعد انسحاب قواته في 28 مارس من مدينة ادلب، مركز المحافظة، اثر هجوم لـ «جيش الفتح» الذي اعلن تأسيسه قبل «غزوة إدلب» كما اسماها.ورأى عبدالرحمن ان جسر الشغور «اكثر اهمية من مدينة ادلب لانها تقع على تخوم محافظة اللاذقية ومناطق في ريف حماة الشمالي الشرقي خاضعة لسيطرة النظام».ولايزال النظام موجودا في بلدتين صغيرتين في محافظة ادلب، هما اريحا والمسطومة (على بعد حوالى 25 كيلومترا من جسر الشغور)، بينما مجمل المحافظة بين ايدي مقاتلي المعارضة لاسيما «جبهة النصرة». «التاو»وبدا لافتا خلال معركة جسر الشغور الاستخدام المكثف لصواريخ «تاو» الأميركي المضاد للدروع. ورجحت مصادر المعارضة أن مصدر «التاو» هو مخازن ومستودعات كتائب وفصائل المعارضة، التي هاجمتها «النصرة» في السابق، لاسيما «حركة حازم» و»جبهة ثوار سورية». وعرضت فصائل مشاركة في معركة جسر الشغور صورا واشرطة تظهر تدمير عشرات الدبابات خلال المعركة.تجديد الجوازاتالى ذلك، كشف موقع «كلنا شركاء» السوري المعارض عن اصدار وزارة الخارجية والمغتربين التابعة للنظام السوري يوم الخميس الماضي قراراً يقضي بالسماح للقنصليات والسفارات السورية في دول العالم بمنح وتجديد جوازات ووثائق السفر السورية دون الرجوع إلى إدارة الهجرة والجوازات في العاصمة دمشق.ويتضمن نص القرار «رفع الأجور القنصلية المتعلقة بمنح الجوازات الجديدة للسوريين المقيمين في الخارج إلى 400 دولار أميركي أو ما يعادلها باليورو، إضافة إلى وضع رسم جديد للجوازات المراد تجديدها في القنصليات والسفارات السورية في دول العالم، وقدره 200 دولار أميركي أو ما يعادلها باليورو».ويؤكد نص القرار أن «للسفارات والقنصليات السورية خارج البلاد الصلاحية لتجديد أو منح جوازات السفر بمجرد استيفاء الرسوم المترتبة على ذلك، دون انتظار أو الرجوع إلى إدارة الهجرة والجوازات العامة في العاصمة دمشق».كما أجاز القرار «تسديد الرسوم القنصلية وأجور تجديد ومنح الجوازات بالعملات المحلية للدول التي تتواجد فيها البعثات الدبلوماسية والقنصلية السورية، وفقاً لنشرة سعر الصرف الصادرة عن مصرف سورية المركزي في الربع الأول من كل عام».وألغى القرار تجديدات السفر الممنوحة للسوريين حول العالم لمدة تتجاوز السنتين، إضافة إلى أنه أجاز منح جوازات ووثائق السفر السورية للأشخاص الذين غادروا البلاد بصورة «غير شرعية»، على أن يتم استيفاء الرسوم المترتبة على منحها.وقد كان كل من يريد من السوريين حول العالم استصدار جواز سفر أو تجديده مجبراً على انتظار الموافقة الأمنية على ذلك الإجراء، والتي تصدر من إدارة الهجرة والجوازات العامة في دمشق بالتنسيق مع الأفرع الأمنية المختلفة في سورية، وتتوقف عملية إصدار أو تجديد جوازات السفر في حال عدم الموافقة.