أخلاقيات العمل والتقدم الحضاري

نشر في 03-01-2015
آخر تحديث 03-01-2015 | 00:01
 أنور اللحدان أخلاقيات العمل لا يتحمل مسؤوليتها الأفراد فقط، بل جميع شرائح المجتمع من أجهزة حكومية ومدارس وجامعات وأسرة. وتكشف تعاملاتنا في جميع دوائر الحكومة وما نراه من تذمر المراجعين إزاء التصرفات غير المقبولة لبعض الموظفين على جميع مستوياتهم، أن هناك تناقضاً بين أخلاقيات العمل التي يدعو إليها القرآن الكريم والحديث الشريف وبين تطبيق أولئك الموظفين الفعلي اليومي لتلك الأخلاقيات والمبادئ.

فأخلاقيات العمل في جميع مستوياته، يجب أن تكون حسب ما ينص عليه الإسلام، مرتبطة مع بعضها، دون تناقض، فمنذ ظهور الإسلام، وأخلاقيات العمل فيه واضحة عبر ربطه إياها بالأخلاق والعمل اليومي والدين، وفي مقدمتها حسن التعامل مع الآخرين، والحرص على الإتقان والممارسات الأخلاقية الإنسانية، وغيرها من تصرفات تدل على خلق المسلم.

وقد تعلمنا من الرسول، محمد صلى الله عليه وسلم، الصدق والأمانة، حتى إنه قبل ظهور الإسلام، كان يسمى الصادق الأمين، وكان يساعد كل من يعمل معه، إلى جانب الصفات العديدة التي كان عليه أفضل الصلاة والسلام يتحلى بها، والتي منها على سبيل المثال، لا الحصر، الإخلاص في العمل والأمانة والصدق والوفاء وعدم الغش وغيرها من الصفات الحميدة، والتي تعد أبرز الصفات الأساسية اللازمة لمحافظة المجتمعات المتقدمة على تقدمها ونجاحها، مع الأخذ بأيدي المجتمعات الأخرى إلى الأمام للحاق بركب التقدم المنشود.

ونحن نلاحظ تلك الأخلاق والتصرفات التي نتحدث عنها عندما نسافر إلى بلاد غير إسلامية، فمع أنهم غير مسلمين، فإن أخلاقهم تدل على أنهم مسلمون، لذا أخذت تلك الأخلاقيات الأساسية بأيديهم إلى التقدم والازدهار بما جعلهم متطورين قياساً إلى الدول الإسلامية التي لا تطبق ما لديها من مبادئ.

لذا على مجتمعاتنا أن تتحلى بتلك الأخلاقيات الصحيحة للعمل، وعلى الحكومة أن تبسط هيمنة القوانين والضوابط والجزاءات لكي تجعل جميع الموظفين على كل المستويات يلتزمون بها، مع فرض العقوبة والحزم لمن لا يلتزم بالأخلاقيات والتصرفات الحضارية، فليس جميع الموظفين مؤمنين بها، بل هناك من لا يكترث بأهميتها للمجتمع، مما يؤثر بشكل مباشر على تقدم الكويت وحضارة مجتمعها.

back to top