فيلم Maggie ... تحوّل حزين في عالم الزومبي!
حتى هذه المرحلة من الطفرات الفيروسية القائمة منذ عقود، شاهدنا جميع المصائب التي قد تسببها لنا كائنات الزومبي. هذه الكائنات
لا تموت، حتى لو تعفنت جثثها وأصبحت خضراء، وهي لا تكف عن مطاردة الأدمغة ولحم البشر (بوتيرة بطيئة في العادة). لهذا السبب، يُعتبر فيلم Maggie غير متوقع.
لا تموت، حتى لو تعفنت جثثها وأصبحت خضراء، وهي لا تكف عن مطاردة الأدمغة ولحم البشر (بوتيرة بطيئة في العادة). لهذا السبب، يُعتبر فيلم Maggie غير متوقع.
يتمحور فيلم Maggie حول {الأموات السائرين} ويعجّ بمظاهر الشؤم: تدخل شابة في دوامة موت مرعبة ومُحبِطة يكون الموت فيها أقل الأهوال رعباً!أكثر ما يثير الدهشة في هذا العمل هو الرفيق الحنون والحزين الذي يعتني بها في مرحلة احتضارها: إنه والدها الهادئ والحساس والمفجوع ويؤدي دوره أرنولد شوارزنيغر بطريقة مؤثرة جداً.
بعد استيعاب الجو العام، لنتحدث عن أساس الفيلم. تعرّضت {ماغي} لما تسميه نشرات الأخبار فيروس {الموت المتنقّل}، إذ لا يمكن تسميته في هذه الظروف فيروس {الأموات السائرين}.المجتمع لا يزال ناشطاً والمستشفيات ليست مكتظة والحكومة تجمع المصابين في مخيمات الحجر الصحي حيث ينتظرون {دورهم}. لا يعني ذلك أنهم يتلقون العلاج أو يتعافون. بل إنهم ينتظرون نهايتهم بكل بساطة.{وايد} هو مزارع من الغرب الأوسط وقد أشرف على حرق المحاصيل التي اعتبرتها نشرات الأخبار سبب العدوى (كائن مضاد للتعديل الوراثي/مشكلة غذائية؟). هو لا يحمل مسدساً إلا حين يضطر لإجلاء الجيران، منهم طفل، لأنهم {تحوّلوا} واختبأوا من السلطات.ثم تعود {ماغي} (أبيغيل بريسلين) إلى ديارها. تعلم ما يحدث لها ولا تستطيع منع نفسها من نزع الجلد المتضرر وتضرب إصبعها بقوة كمحاولة يائسة ومتهورة لوقف المرض: {ما نفع الإصبع إذا كانت الذراع كلها ستسقط؟}. يبدو مصير بريسلين مأساوياً كأي بطلة في أفلام الزومبي الحديثة، وهي تبرع في هذا الدور. لا يظهر شوارزنيغر الذي يلعب دور {وايد} كبطل أفلام الحركة في هذا العمل. بل إنه يتفاعل (ويوشك على ذرف الدموع في معظم الأحيان) مع تحذيرات ونصائح زوجته الثانية القوية (جولي ريتشاردسون)، وهي نقيبة محلية وطبيبة حنونة. هي تقول له: «فكر بما اضطررت لفعله اليوم وما ستضطر لفعله مستقبلاً. ماذا سيحصل حين تقترب من تلك المرحلة؟».بني ورماديقام هنري هوبسون، مصمم العناوين (الأسماء التي تظهر في المقدمة) الذي أصبح مخرجاً، بتصوير فيلم Maggie بلونَي البني والرمادي الناعمَين اللذين يشيران إلى الخريف، ما يعني أن العالم لا يزال مستمراً ولكنه يستعد بكل حزن لاستقبال الشتاء القادم. تبدو التأثيرات جيدة وهي أفضل من تلك التي تظهر على التلفزيون أسبوعياً.لكنّ المشاهد المألوفة والمستهلكة في هذا النوع من الأفلام المرتبطة بتدمير العالم تلقي بثقلها على فيلم Maggie. نعلم الخيارات المريعة التي ستضطر {ماغي} ووالدها لمواجهتها. أدى ارتفاع عدد الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تتمحور حول كائنات الزومبي وتُعرَض منذ خمسين سنة تقريباً، بما في ذلك وفرة الأفلام الحديثة التي تصبّ في هذه الخانة، إلى تراجع الاهتمام بهذا الموضوع.رغم جو الحزن والوحدة الذي يطغى على فيلم Maggie، لا مجال لابتكار مفاجآت جديدة في عالم الزومبي!