الأمير: التحديات القائمة تتطلب جهداً جماعياً لتحصين دولنا
سموه ترأس وفد الكويت في اللقاء التشاوري الخليجي ودعا إلى وضع رؤية مشتركة لمواجهة المخاطر
دعا سمو الأمير إلى استثمار اللقاء التشاوري الخليجي في صياغة ورقة موحدة يتم فيها تحديد المخاطر والتحديات ووضع رؤية مشتركة لطريقة معالجتها من منظور خليجي, معتبراً أن التحديات المحيطة توجب جهداً جماعياً لتحصين دول "التعاون".
أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن التحديات الحالية التي تواجه منطقتنا تتطلب جهداً جماعياً وتعاوناً مع الأشقاء والأصدقاء لنتمكن من معالجتها وتحصين دول المنطقة من تبعاتها.وقال سموه، في كلمة ألقاها خلال اللقاء التشاوري للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض أمس، إن اللقاء يجب استثماره في صياغة ورقة خليجية موحدة يتم فيها تحديد المخاطر وتجسيد التحديات لوضع رؤية مشتركة لطريقة معالجتها من منظور خليجي.وأضاف، أن هذا الاجتماع يأتي قبل أربعة أيام من الدعوة التي وجهها لنا الرئيس الأميركي باراك أوباما للالتقاء به في كامب ديفيد والتشاور معه حول مختلف تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. وأشار سموه إلى أن هذه الدعوة الكريمة أتت لتشكل فرصة لتبادل وجهات النظر مع حليف استراتيجي ودولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولاعب أساسي في السياسة الدولية وأحد أكبر الاقتصادات في العالم.كلمة الاميروفي ما يلي نص كلمة صاحب السمو:"بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.يسرني بداية أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى حكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة على ما حظينا به ومنذ وصولنا إلى رياض الخير من حسن وفادة وكرم ضيافة وإعداد متميز لهذا اللقاء الهام.نجتمع اليوم في أول قمة لمجلسنا الموقر بعد أن فقدنا جميعا أخاً عزيزاً وقائداً ملهماً المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي ساهم في رجاحة عقله وبعد نظره وسخاء عطائه في تحقيق الإنجازات الكبيرة لشعبه ولأمتيه العربية والإسلامية، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.ونرحب اليوم بسلفه الأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإننا لعلى يقين بأن قيادته لوطنه ستشكل إضافة كبيرة ومهمة بفكره النير وحرصه المعهود وعطائه الممدود وخبرته الثرية، ولا أدل على ذلك من حرص خادم الحرمين الشريفين على عقد هذا اللقاء واستمرار انتظامه.كما ويطيب لي أن اتقدم بخالص التهنئة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد على ما حظيا به من ثقة غالية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود باختيارهما ولياً للعهد وولياً لولي العهد ومبايعتهما متمنين لسموهما كل التوفيق والسداد لمواصلة عطائهما المعهود في خدمة وطنهما.كما نحمد الله سبحانه وتعالى على عودة أخي جلالة السلطان قابوس بن سعيد - سلطان عمان الشقيقة إلى أرض الوطن سالماً معافى متضرعاً إلى الله تعالى أن يديم على جلالته موفور الصحة والعافية ليستكمل مسيرة الخير والبناء في خدمة وطنه وشعبه.صلابة «الخليجي»أثبت بيتنا الخليجي قدراً كبيراً من الصلابة في تعامله مع الأحداث والظروف السياسية والأمنية الخطيرة وغير المسبوقة، وأظهر تجربة رائدة كانت محط اهتمام الجميع، ومثار إكبار وإعجاب إذ استطاع مجلسنا بحنكة قادته من لعب دور مؤثر ليس فقط على مستوى محيطنا الخليجي، إنما تعداه إلى المستوى الإقليمي والدولي، وبات هذا الصرح يمثل بعداً مؤثراً وفاعلاً في مجرى الأحداث الدولية، فقد شاركت دول المجلس ،وبفعالية، المجتمع الدولي في تحالفه لمحاربة الإرهاب ومحاولة إعادة الاستقرار إلى العراق كما لعبت دولنا دوراً مؤثراً في محاولة إيجاد حل للكارثة الإنسانية التي يشهدها الأشقاء في سورية فضلاً عن دورها ومساهماتها على كل الأصعدة والميادين، فشاركت المجتمع الدولي جهوده ودعمت قراراته كما نشطت دولنا في الجهود الهادفة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط والتأثير على الدول دائمة العضوية في هذا السياق.إن ما أثبته مجلسنا الموقر من قدرة ليس فقط في حشد الجهود والتأييد الدولي، وإنما أيضاً في تحركه بالمباشرة في العمليات العسكرية التي أطلقها في اليمن للحفاظ على الشرعية وحفظ أمن واستقرار دوله.لقد أثبت مجلسنا عبر تحركه مؤخراً لمواجهة التهديدات التي استهدفت دولنا أنه قادر على التفاعل والتأثير في الدفاع عن مقدرات كيانه. إن الدور الحيوي والفاعل وعلى المستويات كافة الذي قام به مجلسنا إقليمياً ودولياً شكّل إضافة لمكانته وانطلاقة جديدة عبرت عما نتمتع به من قدرات كبيرة على مستوى كل الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية.إن التطورات والأحداث الأخيرة في منطقتنا أكدت وبشكل قاطع صلابة هذه التجربة التي نفتخر بوجودنا في إطارها ونعتز بالانتماء إليها، والتي لا بد لنا أن نعمل على تعزيزها وتوطيدها والوصول بها إلى ما ينسجم مع النظام الأساسي، ويفعل قرارات عملنا المشترك ويعكس تطلعات شعوبنا بالوصول بها إلى مرحلة الاتحاد القائم على أسس صلبة وخطوات مدروسة تضمن استمراره وتحصنه لنتمكن معها من الدخول إلى مرحلة جديدة تحقق لنا مزيداً من التماسك والتلاحم بين شعوبنا وتجعل هذه التجربة أكثر ارتباطاً بآمال وتطلعات هذه الشعوب.تداعيات «النووي» الإيرانيلقد تلقى العالم وبتفاؤل أنباء التوصل إلى الاتفاق الإطاري بين مجموعة (5 + 1) من جهة وإيران من جهة أخرى والذي تم التوصل إليه بمدينة لوزان مؤخراً ونحن في هذا الصدد نشارك العالم تفاؤله وترحيبه بهذا الاتفاق ونتطلع بأمل إلى ما يمكّن الجانبين من التوقيع على الاتفاق النهائي الذي تم الإعلان عنه وذلك في الموعد المحدد له في نهاية شهر يونيو المقبل.ونؤكد هنا أن قلقنا مشروع ومخاوفنا مبررة من تداعيات البرنامج النووي الإيراني ونرجو أن يبدد هذا الاتفاق النهائي ما يعترينا من مخاوف وقلق وأن نرى سلوكاً وتصرفاً إيرانياً في المنطقة يعكس روح هذا الاتفاق.يأتي اجتماعنا اليوم قبل أربعة أيام من الدعوة التي وجهها لنا فخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة للالتقاء به في كامب ديفيد والتشاور معه حول مختلف تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.ورقة خليجيةإن التحديات التي نواجهها اليوم تتطلب جهداً جماعياً وتعاوناً مع الأشقاء والأصدقاء لنتمكن من معالجتها وتحصين دولنا من تبعاتها وتأتي هذه الدعوة الكريمة لتشكل فرصة للقاء وتبادل وجهات النظر مع حليف استراتيجي ودولة دائمة العضوية في مجلس الأمن ولاعب أساسي في السياسة الدولية وأحد أكبر الاقتصادات في العالم.إن لقاءنا اليوم يجب استثماره في صياغة ورقة خليجية موحدة نطرحها في هذا اللقاء نحدّد فيها المخاطر ونجسد التحديات تكون فيه الصراحة عنواناً والمصارحة محتوى وبياناً لنضع رؤية مشتركة لطريقة معالجتها من منظور خليجي نتشاور فيه مع حليفنا الاستراتيجي لتزداد رؤيتنا نضجاً وإثراء ونشكل فيها استراتيجية موحدة تعكس عمق تجربتنا الخليجية وإدراكها لحجم التحديات التي نواجهها، ولنؤكد أن هذا الكيان الخليجي ناضج بفكره واع بنظرته قوي في حركته.وفي الختام، لا يسعني إلا أن أكرر شكري لأخي خادم الحرمين الشريفين وللأمين العام لمجلس التعاون ولجهاز الأمانة العامة متمنياً لاجتماعنا كل التوفيق والسداد.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته." لقاء سلمان وهولاندواستقبل سموه لدى وصوله ظهر امس الى مطار قاعدة الرياض الجوية بالمملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الشؤون السياسية والامنية الامير محمد بن نايف وامير منطقة الرياض فيصل بن بندر والامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني واصحاب السمو الملكي الامراء والوزراء ووزير الدولة وعضو مجلس الوزراء رئيس بعثة الشرف المرافقة خالد العيسى وسفير الكويت لدى المملكة الشيخ ثامر الجابر واعضاء السفارة.واستقبل صاحب السمو عصر امس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والوفد المرافق وذلك بمقر اقامة سموه بقصر الدرعية بالعاصمة الرياض.وحضر المقابلة اعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.وعاد سموه إلى البلاد مساء أمس وكان في استقباله سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ووزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد وكبار المسؤولين بالدولة وكبار القادة في الجيش والشرطة والحرس الوطني.