الجزاء من جنس العمل

نشر في 13-12-2014
آخر تحديث 13-12-2014 | 00:01
تأتي القصص لاستلهام العبر والتوقف مع الدروس المستفادة منها، لا لمجرد سرد الأحداث التي تساق من أجل التسلية والإمتاع، وكم من قصة رويت حول حصول كل إنسان على نتاج ما كسبت يداه، خيراً كان أو شراً، وفي هذا الإطار تأتي هذه القصة.
 محمد العويصي من بين القصص الواقعية التي تبين عاقبة الخيانة ونتائجها الوخيمة على الخائن، اخترت لكم قصة فيها الكثير من الدروس والعظات والعبر.

كان هناك تاجر تقي يعمل في تجارة الأبقار يشتريها من العراق ويبيعها في سورية، وذات مرة وبينما هو في طريقه إلى سورية ومعه أبقاره، تساقط ثلج كثيف سد الطريق وماتت جميع الأبقار عدا أربعاً منها، فذهب التاجر إلى قرية صغيرة تقع بين الموصل وحلب، طرق أحد البيوت فخرج إليه صاحب البيت، فأخبره بقصته، وبيّن له أنه في حاجة ماسة إلى المبيت حتى الصباح في بيته، نظراً إلى سوء الأحوال الجوية.

رحّب صاحب البيت بالتاجر وأدخله وأبقاره، وقدم إليه الطعام وعلف أبقاره، وكان لصاحب البيت زوجة وولد وحيد، وكان بيته مكوناً من غرفتين، إحداهما له وزوجته، والأخرى لولده.

اجتمعت الأسرة حول الضيف وأخذوا يتحدثون، ومن خلال حديثهم معه، عرفت الأسرة أنه يحمل مبلغاً كبيراً من المال، وعندما جاء وقت النوم غادر الزوجان الغرفة، وتركا الضيف وولدهما ليناما.

استلقت الزوجة على فراشها، غير أن فكرة شيطانية خطرت لها، وهي سرقة الضيف وقتله، فأخبرت زوجها بتلك الفكرة الشيطانية متعللة بفقرهم المدقع وأنهم في أشد الحاجة إلى ماله وأبقاره، مبينة له أن هذه فرصة ثمينة لا يمكن تعويضها.

تردد الزوج كثيراً لكنه مع إلحاحها وافق، ثم سحب سكيناً واتجه بها إلى غرفة الضيف فذبحه ثم سحب جثته إلى خارج الغرفة، لكنه ما إن لمح وجهه حتى صعق، حيث أنه ذبح ابنه الوحيد بدلاً من التاجر، فبهت الزوجان وسقطا مغشياً عليهما.

استيقظ الضيف والجيران ليجدوا ابن صاحب البيت قتيلاً، فسارعوا إلى الرجل وزوجته بالماء البارد يرشونهما على وجهيهما، فلما أفاقا أخذا يبكيان بكاء شديداً، ثم جاءت الشرطة وأخذت تحقق في الجريمة، فاكتشفت أن الابن قام إلى فراش الضيف، بعد أن غادر أبوه الغرفة، وأخذا يتجاذبان أطراف الحديث حتى غلب النعاس الولد فنام على فراش الضيف، ولم يشأ الضيف أن يوقظه، فنام في فراش الصغير، وحين قدم الوالد بنيته الآثمة إلى غرفة الضيف كان متأكداً أن ابنه ينام في الفراش الآخر، فذبح ابنه اعتقاداً أنه الضيف.

دفن الجيران الولد، بينما ذهب والده إلى السجن، ومن ثم حكم عليه بالإعدام، وعاشت الزوجة وحيدة من دون زوج ولا ولد، وصدق من قال: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها".

back to top