السنّة «يخذلون» الجميع وبغداد لا تحاور «البعث»

نشر في 11-06-2015 | 00:10
آخر تحديث 11-06-2015 | 00:10
No Image Caption
لا يرضى طرف في العراق وخارجه عن أداء الطبقة السياسية السنية العراقية، كذلك الجمهور الكردي والشيعي ليس راضياً عن زعاماته، إلا أن الأكراد والشيعة يحاولون الترويج للتنمية وامتلاك النفوذ، أما السنة الذين لم يعودوا يمتلكون أرضاً ولا تنمية ولا سلطة، فمهمتهم عسيرة، لأن كل طرف يريد منهم شيئاً يتعارض مع ما تريده بقية الأطراف.

فالمتطرفون من جمهورهم يريدون إسقاط التجربة السياسية الحالية والعودة إلى السلطة، وجزء أعقل يريد إعادة حزب «البعث» إلى الحياة السياسية، وهناك جزء آخر يريد إطلاق آلاف المعتقلين السنة فقط. وقد فشلوا في كل هذا طبعاً.

أما السلطة الشيعية فظلت لسنوات تريد من السنة إقناع جمهورهم بحصة محدودة من السلطة والثروة. ولقاء هذه «الوظيفة» يمكن أن يتحول الساسة السنة إلى «شركاء في الفساد الهائل». وقد بادر بعض السنة إلى محاولة تطبيق هذا الخيار، لكنهم فشلوا في تغيير قناعات جمهورهم الذي يشكك في بغداد وينقم على أخطائها، فنجحت التيارات العنفية والأجنحة البعثية في التحكم بانفعالات الجمهور السني، لأن وظيفة «البعث» وتنظيم «داعش» سهلة، وتتمثل في التذكير بأمجاد الماضي والدعوة إلى إحيائه وفق استقطاب طائفي.

كما أن الطبقة السياسية السنية لا تمتلك خبرة تؤهلها لتغيير قناعات جمهورها، فهي تخشى الوجود في مناطقها إلا باستثناءات.

ويعجز نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، مثلاً، عن الوصول إلى محافظة الأنبار مسقط رأسه، حتى قبل وقوعها بيد «داعش»! بينما تتنقل القيادات الشيعية والكردية بحرّية في كل المناسبات.

وفي الحرب الأخيرة أتيح للساسة الأكراد والشيعة أن يقاتلوا مع ضباطهم، بينما لم يسمح للسنة بالحصول على تسليح كاف، إذ وجدت الأطراف المحلية والدولية صعوبة في إفراز قيادة سنية موحدة، تكون شريكاً في معركة حساسة مع «داعش»، وهو جوهر الأزمة السياسية اليوم.

ووفق المعلومات، فقد بات الشيعة يناقشون رأياً مفاده أن القادة السنة المقترحين اليوم، غير قادرين على توحيد الطائفة، وبالتالي فهم عاجزون عن أن يصبحوا طرفاً في اتفاق معقول. ومن المثير أن شيعة كثيرين يرون أن حزب البعث هو الطرف الوحيد القوي داخل المجتمع السني، لكن الحكومة تشعر بحرج شديد من التفاوض معه، كما أن علاقة البعثيين العراقيين بواشنطن سيئة، لأن ذكريات «التمرد» منذ 2003 لم تُمح. ولا شك في أن علاقة البعثيين بالخليج سيئة أيضاً، لأن ذكريات غزو الكويت حاضرة.

وإذا بقيت هذه المعادلة فإن «داعش» (يُعد عند كثيرين نسخة دينية من البعث) هو المستفيد من غياب طبقة سياسية سنية تصلح للانخراط في تفاهمات كبيرة.

back to top