حان الوقت لبناء محطات كهرباء جديدة

ما حدث في الكويت يوم الأربعاء الماضي من انقطاع للتيار الكهربائي عن كثير من مناطقها وغرقها في الظلام، واكتظاظ الشوارع بالزحام، هو حدث مهم يجب التوقف عنده والبحث في مسبباته وتداعياته، حيث لم تشهد الكويت منذ سنوات طويلة مثل هذا الموقف الذي جعل الكهرباء تنطفئ بشكل مفاجئ عن أكثر من نصف مناطقها.

وحسب تصريحات مسؤولي وزارة الكهرباء فإن السبب الرئيسي وراء انقطاع التيار الكهربائي هو عطل فني أصاب المحطة الرئيسية لتوليد الطاقة الكهربائية في منطقة الصبية، جعل نصف طاقتها الكهربائية تخرج عن الخدمة، ومن هنا يحق لنا أن نتساءل عن أسباب هذا العطل الكبير، لأن المتعارف عليه والمقبول فنياً أن يتعطل مولد أو عدة مولدات للكهرباء في قطع معينة من مناطق محدودة في الكويت، أما أن يأتي العطل في محطة كاملة تشل البلاد كهربائياً فهو أمر يثير التساؤلات والقلق في آن واحد من تكرار حدوثه مستقبلاً.

 وقد صرح أحد مسؤولي وزارة الكهرباء بأن تأثر خطوط الكهرباء بالرطوبة العالية التي تشهدها الكويت كان أحد أسباب خروج المحطة عن الخدمة!! فإذا كان عطل محطة الصبية بسبب أحوال الطقس ونحن لا نزال في فصل الشتاء فكيف إذاً بحالها في شهور الصيف الحارة والرطبة أيضاً؟!!

إن انقطاع الكهرباء عن الكويت يوم الأربعاء الماضي، وما تبعه من فوضى عارمة اجتاحت شوارعها بسبب تعطل إشارات المرور وانحشار كثير من الناس في المصاعد، يحتم على الحكومة أن تستعجل في إنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء، إذ بات من الواضح أن الكويت تعاني، ومنذ سنوات، نقصا كبيرا في إنتاج الطاقة الكهربائية اللازمة لتغطي الكويت بأكملها، وهذا واضح من خلال كثرة المباني الحكومية، وأفرع الجمعيات التعاونية الجاهزة منذ سنوات، غير أنها لم تستخدم حتى هذه اللحظة بدعوى عدم وصول التيار الكهربائي إليها.

 إن التنامي السكاني في الكويت وما يواكبه من بناء مناطق جديدة يستدعيان ضرورة بناء محطات جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية، والأمر يحتاج إلى قرار وسرعة في التنفيذ لتلافي مشاكل انقطاع الكهرباء مستقبلاً.