اقتصاد التشارك في الملكية يدخل قطاع استهلاك الطاقة

نشر في 04-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-10-2014 | 00:01
تعمل شركة فانديبرون الهولندية على تمكين المستهلكين من شراء الكهرباء بصورة مباشرة من منتجين مستقلين مثل المزارعين الذين لديهم عنفات رياح في حقولهم. ولا تمثل منشآت الكهرباء جزءاً من الصفقة على الإطلاق.
وصل اقتصاد التشارك في الملكية الى قطاع الطاقة. وفي المستقبل قد نشتري الطاقة من بعضنا بعضا، تماماً كما نستأجر البيوت الآن عبر «ايربنب». هل تظن ذلك مجرد خيال؟ اذن انظر الى فانديبرون وهي شركة هولندية حديثة العهد تعمل عبر موقعها على الانترنت على تمكين المستهلكين من شراء الكهرباء بصورة مباشرة من منتجين مستقلين مثل المزارعين الذين لديهم عنفات رياح في حقولهم. ولا تمثل منشآت الكهرباء جزءاً من الصفقة على الإطلاق.

ويقول ريمكو ويلكه، وهو واحد من أربعة مؤسسين في الشركة: «كانت لدينا فكرة بسيطة حقاً تقول لماذا لا أشتري الطاقة من مزارع لديه عنفات رياح؟». ويضيف: «بدأنا بتحري ذلك ووجدنا أنها فكرة بسيطة، ولكنه مشروع معقد الى حد ما».

يذهب العملاء الى الموقع ويتحدثون عن نوع العقد الذي يريدونه (سنة واحدة أو ثلاث سنوات)، وكمية الطاقة التي يحتاجون اليها (وتبيع الشركة ايضاً الغاز الطبيعي – على الرغم من أنه لا يأتي من منتجين مستقلين). ثم يعمد المستهلك الى الاختيار بين منتجين لدى كل واحد منهم صفحة تصف وضعه ومنتجاته.

وعلى سبيل المثال، يقيم المزارعان برنارد وكارين كاديجك في شمال هولندا، ولديهما عنفة رياح واحدة تنتج طاقة تكفي لاستهلاك 600 منزل. والسعر الحالي المعروض من عائلة كاديجك هو نحو 28 سنتاً لكل واط/ساعة. وإذا أعجبك الاتفاق تسجل اسمك والتفاصيل المتعلقة بك ويتم ابرام الاتفاق خلال دقيقتين.

فائدة مشتركة

تقول شركة فانديبرون إن العملاء والمنتجين يستفيدون من هذه العملية. وفي وسع المنتجين الحصول على سعر أعلى للوحدة لأنهم لم يعودوا مضطرين الى قبول ما تعرضه المنشأة. ويوفر المستهلكون بسبب عدم اضطراهم الى قبول التكاليف العالية التي تفرضها شركات الكهرباء لإيصال الطاقة. ويدفع الأفراد السعر الذي يحدده المنتجون – ولا تضيف فانديبرون أي شيء في هذه العملية، ولكنها تعمد الى فرض رسوم اشتراك ثابتة على كل طرف – حوالي 12 دولاراً شهرياً.

ويقول آرت فان فيلر، وهو مؤسس آخر في الشركة: «هذا يعني وجود سعر أفضل للطاقة المستدامة وأن الاستثمار في الانتاج المستدام أفضل أيضاً». ويقول أحد المزارعين على موقعه على الانترنت إنه يستطيع تحقيق 12700 دولار اضافية هذه السنة عبر هذه الطريقة.

ويجادل ويلكه في أن منشآت الكهرباء غير ملائمة بشكل أساسي من أجل توفير طاقة متجددة لأن لديها ارثا طويلا في الاستثمار في الوقود الحفري الذي يتعين عليها استخراجه. كما أن لديها مصلحة في بيع المزيد من الوحدات وهي ليست جيدة من وجهة نظر الفعالية. وفي المقابل فإن مصلحة شركة فانديبرون مرتبطة مع عملائها. وعندما يوفر العملاء الطاقة تستطيع ضم المزيد منهم الى كل منتج وهو ما يزيد من رسوم الاشتراك لديها.

توفير للطاقة

ويقول فان فيلر: «نحن ننتقل من وضعية التاجر الى وضعية مزود خدمات». ويوجد في الوقت الراهن 12 منتجاً على الموقع يوفرون طاقة تكفي لحوالي 20000 أسرة، ويقول فان فيلر إن المنتجين المستقلين في هولندا يولدون طاقة تكفي الى ما يصل الى مليون عميل.

ويشتمل نموذج فانديبرون على جانب اجتماعي أيضاً، حيث يعرف المستهلكون الجهة التي يشترون الطاقة منها. وقد نظمت أسرة كاديجيك في الآونة الأخيرة يوماً مفتوحاً في مزرعتها – مع طعام غداء – وحضر المناسبة حوالي 100 من عملاء الأسرة. وهذه العملية أشبه بمعرفة مصادر الخضار والفواكه التي تتناولها.

هل يمكن استنساخ عملية فانديبرون (وتعني من المصدر) في أماكن اخرى؟ من المحتمل جداً تحقيق ذلك في هولندا حيث توجد أسواق طاقة غير منظمة تماماً. ولكن ذلك ممكن بالتأكيد. وإذا كانت العملية أرخص بالنسبة الى العملاء ومجزية بقدر أكبر بالنسبة الى المنتجين فلماذا لا تنتشر هذه الفكرة؟

(فاست كومباني)

back to top