أوباما يعلن من «كامب ديفيد» التزام أمن الخليج

نشر في 16-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 16-05-2015 | 00:01
• دول التعاون: تطوير نظام للدفاع الصاروخي بمساعدة واشنطن

• البيت الأبيض: سنواجه أنشطة إيران في المنطقة
وسط تصاعد القلق العربي من المواقف الغامضة للإدارة الأميركية وإلقائها بكل ثقلها للوصول إلى اتفاق نووي مع إيران المتهمة بزعزعة أمن المنطقة والتدخل في شؤون دولها، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بمساندة حلفاء واشنطن الخليجيين ضد أي «هجوم خارجي»، وسعى إلى طمأنتهم إلى التزام راسخ للولايات المتحدة بأمن دولهم، مؤكداً تعزيز التعاون العسكري بين الطرفين في ظل استمرار تعقد المشهد في المنطقة وتزايد رقعة الصراعات.

اختتمت القمة الخليجية- الأميركية التي تقدم الحضور فيها بمنتجع كامب ديفيد بولاية ميرلاند أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، والتي شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلالها لقادة دول مجلس التعاون على أن التزام الولايات المتحدة بأمن دول الخليج «راسخ»، متعهداً بتعزيز التعاون العسكري بين الطرفين.

وفي محاولة لطمأنة حلفائه العرب إزاء تنامي النفوذ الايراني في المنطقة، قال أوباما، في مؤتمر صحافي في المنتجع الرئاسي ذي الأهمية الرمزية للعرب عقب سلسلة لقاءات مع أمير البلاد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد وولي عهد البحرين الأمير سلمان آل خليفة ونائب رئيس وزراء عمان فهد بن آل سعيد: «أجدد التأكيد على التزامنا الراسخ أمن شركائنا في الخليج»، مشددا على الجاهزية الاميركية للمساعدة في التصدي «لأي خطر خارجي» يتهدد سلامة أراضي الدول الخليجية الست.

غير أن أوباما حرص على أن تخفيف حدة التوترات في المنطقة يتم في النهاية من خلال «حوار اوسع يشمل ايران وجيرانها في الخليج»، وقال، وزعماء الخليج إلى جواره، «أريد ان اكون واضحا جدا، ان الهدف من التعاون على الصعيد الامني ليس إدامة اي مواجهة طويلة الامد مع ايران او حتى تهميش ايران»، مؤكدا أن تعزيز القدرات العسكرية لدول مجلس التعاون يتيح لهذه الدول أن تواجه ايران من موقع «ثقة وقوة».

ولاحقاً، أبلغ الرئيس الأميركي الصحافيين أن ذلك يمثل «طريقا ذا اتجاهين» وانه يجب على الدول الخليجية - التي توجد خلافات فيما بينها - ان تتعاون على نحو افضل.

ولم يصل اوباما إلى حد عرض معاهدة دفاع رسمية سعت إليها بعض الدول الخليجية. وبدلا من ذلك أعلن اجراءات تكامل بين انظمة الدفاع المضادة للصواريخ الباليستية وتعزيز أمن الشبكات الالكترونية والأمن البحري وتركيز مبيعات الاسلحة وزيادة التدريبات العسكرية المشتركة.

بيان أميركي

وفي واشنطن، أصدرت الرئاسة الأميركية بيانا أكدت فيه ان المجتمعين في قمة كامب ديفيد اتفقوا على «التعاون في سبيل مواجهة اي تهديد خارجي لسلامة اراضي اي من الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي».

وذكر البيان إيران صراحة وبالاسم. وجاء فيه ان «الولايات المتحدة والدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي ترفض انشطة ايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة وستتعاون لمواجهتها».

بيان خليجي

وفي ختام القمة صدر بيان مشترك نددت فيه الولايات المتحدة والسعودية والبحرين والإمارات والكويت وسلطنة عمان وقطر بـ«الأنشطة الايرانية المزعزعة للاستقرار» في الشرق الاوسط، مشيراً إلى التزام دول التعاون بتطوير نظام للدفاع الصاروخي يشمل المنطقة بمساعدة أميركية وهو شيء طالما نادت به واشنطن.

وأملت الدول الخليجية أيضا التزاما اميركيا اكثر وضوحا في سورية لإضعاف نظام دمشق. وقد بدأت واشنطن لتوها بتدريب مجموعة صغيرة من المعارضين السوريين المعتدلين في الاردن لقتال جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية، لكن الحكومة الاميركية ما زالت تبدو متحفظة ازاء التزام أكبر في النزاع.

ولم تصل الدول الخليجية في البيان النهائي الى حد تأييد اتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه الشهر الماضي والذي يدعو الي تخفيف للعقوبات في مقابل قيود على برنامج طهران النووي. ويهدف الاتفاق الي منع إيران من تطوير سلاح ذري رغم ان طهران دأبت على القول بان برنامجها النووي مخصص فقط للاغراض السلمية.

وكانت الجلسة الأولى من القمة خصصت للبحث في تهديدات إيران وملفها النووي، أما الثانية فخصصت لمكافحة الإرهاب، في حين تناولت الجلسة الثالثة ملفات الشرق الأوسط الساخنة الأخرى. وأطْلع الرئيس الأميركي قادة دول الخليج على تطورات المحادثات النووية كما تم بحث المساعدة في بناء قدرات دفاعية.

أمير قطر

لكن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أكد أن «جميع دول مجلس التعاون الخليجي ترحب بالاتفاق النووي بين إيران ودول مجموعة 5+1، ونتمنى ان يكون هذا الاتفاق عاملا أساسيا للاستقرار في المنطقة».

واذ لفت امير قطر الى انه يتحدث باسم كل دول مجلس التعاون، اوضح ان القمة ناقشت «بشفافية» مسائل عدة بينها وجوب «عدم تدخل الدول غير العربية في الشأن العربي، وتحدثنا عن الازمة في سورية والعراق، وعن مخاطر التطرف والارهاب».

وبشأن تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون، أوضح البيت الابيض انه سيتم «تعزيز التعاون في المجال الامني، ولا سيما على صعيد مراقبة نقل الاسلحة ومكافحة الارهاب والامن البحري والامن المعلوماتي والدفاع المضاد للصواريخ الباليستية».

محمد بن نايف

بدوره، أشاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، الذي يحظى بالاحترام في واشنطن، بالعلاقة «التاريخية والاستراتيجية» بين البلدين. لكن في الجوهر فإن نقاط الخلاف حقيقية، فاذا كان في قلب المحادثات الاتفاق الجاري التفاوض بشأنه حول الملف النووي الايراني، الذي جعله الرئيس الاميركي في صلب اولوياته، فان ما يقلق دول الخليج العربية ايضا هو تنامي نفوذ ايران في المنطقة والدعم المتهمة بتقديمه للمتمردين الحوثيين في اليمن من جهة ولنظام الرئيس السوري بشار الأسد من جهة اخرى.

وإذا كان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وصف القمة بأنها «مثمرة للغاية»، الا أنه لم يتطرق الى صلب مباحثاتها، مشيرا الى انه «من المبكر جدا» الحكم على المفاوضات الجارية بشأن الاتفاق النهائي المفترض التوصل اليه بين ايران ومجموعة 5+1.

وكان مسؤولون خليجيون اعربوا عن رغبتهم في عقد اتفاق مشترك شبيه بمعاهدة حلف شمال الاطلسي، لكن مثل هذا المشروع الذي يتطلب الضوء الاخضر من الكونغرس لم يدرج على جدول الاعمال في واشنطن.

محمد بن زايد

ومن جانبه، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن «أمن منطقة الخليج العربي هو جزء أساسي من الاستقرار العالمي لما تمثله هذه البقعة من العالم من أهمية اقتصادية وسياسية واستراتيجية تمس الأمن العالمي».

وأضاف خلال اجتماعات قمة كامب ديفيد أن «الإمارات العربية المتحدة مع شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي تدرك جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها للحفاظ على سلامة وحيوية المنطقة وتمكنت عبر مراحل وفترات مختلفة من توظيف طاقاتها وإمكانياتها لمواجهة تحديات ومخاطر عديدة».

الدولة الفلسطينية

من جهة أخرى، أكد أوباما ان الولايات المتحدة ما زالت تؤمن بأن افضل حل يضمن امن اسرائيل على المدى البعيد هو التوصل لاتفاق سلام تقوم بموجبه دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل.

وقال للصحافيين في ختام القمة: «انا ما زلت اؤمن بأن حل الدولتين هو حيوي للغاية، ليس فقط للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وانما لأمن اسرائيل على المدى البعيد كدولة ديمقراطية ويهودية».

(واشنطن، ميرلاند،

كامب ديفيد - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

القمة تضغط على الليبيين

أفاد البيان الصادر في ختام لقاء الرئيس الأميركي بارك أوباما بزعماء دول مجلس التعاون الخليجي في منتجع كامب ديفيد أمس الأول بأن واشنطن ودول الخليج متفقة على الضغط على كل الأطراف في ليبيا للتوصل إلى اتفاق سياسي وحكومة وحدة وطنية قبل شهر رمضان المقبل.

طوق أمني حول البيت الأبيض

فرضت الشرطة نطاقاً أمنياً لفترة وجيزة حول البيت الأبيض أمس الأول، بعد تحليق طائرة مسيرة صغيرة «درون» فوق الساحة المجاورة للمقر الرئاسي الأميركي كما قامت بتوقيف الرجل الذي كان يحرك الطائرة.

وأعلن جهاز الحرس الرئاسي في بيان، أنه رصد الرجل بينما كان يوجه الطائرة التي تعمل بـ 4 محركات ومجهزة بكاميرا على علو 30 متراً فوق ساحة لافاييت.

وأشار بيان للشرطة إلى إجلاء الساحة وفرض نطاق أمني لفترة وجيزة حول البيت الأبيض.

(واشنطن - أ ف ب)

«FBI» يعتقل «داعشياً أميركياً»

أظهرت مضابط في محكمة بالولايات المتحدة أن مهاجراً عراقياً وصف بأنه مترجم سابق في الجيش الأميركي اعتقل أمس الأول لاتهامه بالكذب بشأن إعلانه الولاء لزعيم تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش».

وفي شكوى جنائية مقدمة إلى المحكمة الاتحادية في دالاس اتهم مكتب التحقيقات الاتحادي (FBI) بلال عبود (37 عاماً) بالسفر إلى سورية في أبريل 2013. ولفتت الشكوى إلى اعترافه بسفره للقتال في صفوف الجيش السوري الحر.

وحين صادر مكتب التحقيقات جهاز الكمبيوتر الخاص به اكتشف أن عبود أعلن البيعة لزعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي.

(واشنطن - رويترز)

back to top