الحركة الطلابية هامش سياسي

نشر في 10-01-2015
آخر تحديث 10-01-2015 | 00:01
 عبدالوهاب النصف يُعد العمل الطلابي في الكويت الرديف الأول، وقد يكون الأوحد للعمل السياسي فيها، حيث يتم من خلاله صناعة رجال دولة، وتأهيلهم ثم انتقالهم إلى الواجهة السياسية حاملين أمنيات وتطلعات أبناء جيلهم، والأمثله عن هذا كثيرة، ولست بصدد الحديث عنها في هذا المقال.  وعلى الرغم من أن العمل الطلابي يعتبر الرديف الأول للعمل السياسي فإن هناك فراغا واسعا يظل بين التيارات السياسية بمختلف توجهاتها والقوائم الطلابية، حيث إنه لا يوجد امتداد فعلي بينها، بل يعتبر الاستقلال في العمل الطلابي الأكاديمي هو الأصل، وامتداد التيارات إلى العمل الطلابي بدعة لها تداعياتها.

 ولو نظرنا قليلاً في الديمقراطيات النموذجية كبريطانيا مثلاً نجد المحافظين يسيطرون على جامعة كمبريدج، وتعتبر محطة انطلاق مهمة لهم، في حين حزب العمال يتركز نفوذه أكبر في جامعة إكسفورد، وهكذا تتم الأمور فيها، وفي الولايات المتحدة وغيرها، ولكن في الكويت يتم الدعم بـ"الخش والدهس"، ويُعد العلن عن أي امتداد ولو حتى كان فكريا، ممسكا انتخابيا لقائمة على أخرى بحجة أنها أجندة خارجية تتدخل في العمل الطلابي.  تعتبر شريحة الشباب هي الأكبر في الكويت، وهي مصدر السلطات جميعاً، ومع هذا تظل تعاني المشاكل نفسها منذ سنوات لعل أهمها أنه لا يوجد ممثل حقيقي يعكس تطلعاتها في العمل السياسي، وهذا سببه عوامل كثيرة أهمها غياب الحركة المطلبية التي انعدمت بسبب- وهذا ما أتطرق له في مقالي اليوم- أنه لا يوجد امتداد حقيقي للقوائم الطلابية إلى التيارات السياسية والعكس صحيح. بعد خمسين عاماً من ولادة الديمقراطية الكويتية غير مقبول أن تكون قضايا كمواقف السيارات وإعادة فتح الشعب وغيرها، من أساسيات الطرح الانتخابي في الجامعات، فهذا ما ولّد شعوراً لدى الطالب بالعزلة عن أي قرار سياسي يتخذ لأنه ليس شريكا فيه، ولا يوجد ممثلون ذوو ثقل عنه.

الزبدة: لا بد من وجود حركة مطلبية فعالة توصل صوت الشباب إلى البرلمان وغيره، وهذا لن يحدث بالفاعلية المزعومة إلا بامتداد حقيقي يربط بين الطالب الذي تعتبر القائمة ممثلة عنه، والتي هي بدورها امتداد للتيار الذي يشكل الثقل في الحياة السياسية، وإلا سنستمر في الدوران في الحلقة المقفلة التي ندور فيها منذ سنوات، ويبقى الشباب كلمة يتغنى بها كل متسلق بالمناسبات.

back to top