الخيار الأصعب في 2015: استئجار سكن قريب أم تملكه في منطقة نائية؟
سواء كنت تسعى إلى بيع منزلك أو تمضية السنة الأخيرة وأنت تفاضل بين الاستئجار أو الشراء، قد يواجهك سؤال واحد ونحن ندخل السنة الجديدة: هل ستكون 2015 أفضل أم اننا نتجه الى سنة لا تختلف عن سابقتها؟لا يوجد ما يمكن وصفه بالبلورة السحرية في القطاع العقاري، وكل من يزعم المعرفة بكل الأجوبة قد تكون لديه أجندة خفية. ومع وجود العديد من العوامل التي يتعين النظر فيها يجب أن نلقي نظرة عن كثب.
توصل كبير الاقتصاديين في «تروليا Trulia» جد كولكو Jed Kolko مؤخراً الى استنتاج مفاده أنه فيما لم يرجع أي واحد من المقاييس الخمسة في بارومتر الإسكان في تروليا TRLA -0.75% الى مستواه الاعتيادي الا أن معظمها حقق تقدماً. وقد مرت ثلاث سنوات منذ أن هبطت الأسعار الى الحد الأدنى في سنة 2011، ونحن لانزال في مزاج التعافي الى حد كبير مع تباطؤ تأثيرات الارتداد، كما أن أسعار السكن لم تعد أدنى قيمة بشكل كبير ويشهد سوق الاستثمار حالة جفاف.وكوسيط سابق يتعين علي أن أوافق على أن بئر المستثمر قد جف في حقيقة الأمر. وقد تلقيت في الأسبوع الماضي وحده مكالمات من ثلاث مجموعات استثمار تسأل عن صفقات من خارج السوق في منطقة سياتل. واشتكت تلك المجموعات من أن الأسعار المرتفعة أثرت على عدد الفرص المتاحة وبالتالي فإنها تبحث عن مصادر اخرى.الأنباء الجيدة هي أن معظمنا يظن أن الأمور على وشك التحول الى الأحسن. وبغض النظر عن تأثيرات الارتداد المتباطئ يوجد لمسة من التفاؤل. وبحسب دراسة أجرتها تروليا يظن المستهلكون أن سنة 2015 ستشهد تحسناً مقارنة مع السنة الماضية، وذلك بالنسبة الى كل الأنشطة العقارية، وخاصة بالنسبة الى الراغبين في البيع.مما لا شك فيه أن القوة الشرائية للجوانب الديموغرافية الألفية تنطوي على أثر شديد. ويبدو أن ملكية العقار لاتزال تلعب دوراً رئيسياً في الحلم الأميركي خصوصا في أوساط الشبان – وقد أجابت نسبة بلغت 93 في المئة من البالغين المستأجرين لسكن بكلمة «نعم» عندما سئلوا إذا كانوا يعتزمون شراء منزل ذات يوم. وعلى أية حال، فيما يرغب شبان اليوم في شراء منزل فإنهم يواجهون عقبات في تحقيق حلمهم هذا. وتنطوي هذه العوائق على أشياء مثل توفير الدفعة الأولى والتأهل لنيل رهن عقاري وتسديد التزاماتهم المتعلقة بالائتمان، ولكن ماذا عن توافر السوق؟ تقول اليزابيث آرشر من يوكيا Ukiah في كاليفورنيا «ان عدد المنازل المعروضة للبيع ضمن حدود الأسعار المقبولة بالنسبة لي متدنية بقدر كبير، وأنا تعبت حقاً من الاستئجار ولكنني أحب المنطقة ولست أرغب في البحث في مكان آخر، وأدعو أن تتوافر بعض المنازل المحتملة السعر للبيع في فصل الربيع المقبل».وتواجه آرشر قضية توافر واسعة النطاق تعرف باسم «عدم التوافق الألفي“ millennial mismatch» وفي وسع أبناء اليوم تحمل كلفة أسواق تبعد عن أماكن سكنهم، ولكنهم لا يستطيعون تحمل عبء الأسواق حيث يقيمون، ويجدون أنفسهم أمام خيار صعب: الاستئجار لفترة طويلة أو العيش في مدينة مرغوبة بقدر أقل.ومن بين أكثر من 100 مدينة كبرى يوجد استثناءان حيث يعيش أبناء اليوم في الوقت الراهن ويستطيعون شراء منزل أيضاً: اوكلاهوما سيتي وباتون روج في لوس أنجلس حيث توجد نسبة عالية من سكان الألفية مع توافر يفوق المتوسط.الخلاصةعلى الرغم من شعور المستهلكين بالتفاؤل، يتعرض الشبان لمتاعب في العثور على وظيفة وسكن محتمل في المناطق التي يريدون العيش فيها، فضلا عن ضعف النمو في عمليات البناء. * (مجلة فوربس)