الزيوت الأساسية تُحارب الأرق
يجد معظم الناس صعوبة في النوم خلال بعض الليالي. إنها مشكلة عابرة تقتصر على بضع ليالٍ. لكن بالنسبة إلى آخرين، قد تستمر المشكلة، وقد تبدأ بالتأثير على نشاطاتهم النهارية. ثمة مجموعة واسعة من مساعِدات النوم المتوافرة بوصفة طبية أو بدونها. لكن لكل من يفضل العلاجات الطبيعية لتجنب الآثار الجانبية التي تنتجها العلاجات التقليدية للأرق، قد يساهم استعمال الزيوت الأساسية في توفير الراحة التي نحتاج إليها. من خلال معرفة أسباب الأرق وخصائص الزيوت الأساسية الطبيعية وطريقة عملها لتحسين عوارض معينة، وستتعلم كيفية الاستفادة منها من دون أن تخشى مواجهة الآثار الجانبية أو المخاطر الصحية نتيجة استعمالها على المدى الطويل.
أسباب الأرق
يمكن أن تصبح مشاعر الضغط النفسي والقلق جزءاً من العالم المتسارع الذي نعيش ونعمل فيه اليوم. قبل أن تدرك ما يحصل، قد تتراكم تلك المشاعر وتفاجئك، فتتركك تتخبط وتتقلب وتتوق إلى النوم. تشمل العوامل التي يمكن أن تعزز الأرق مختلف تحديات الحياة مثل المشاكل في العلاقات، أو مشاغل العمل، أو المرض، أو موت شخص عزيز، أو الإجهاد بكل بساطة. بالإضافة إلى الضغط النفسي والقلق، يمكن أن تحرمنا بعض المشاكل الطبية من النوم الذي نحتاج إليه. لا تؤدي الاضطرابات الهرمونية التي تستهدف الكيمياء الدقيقة للجسم إلى الأرق فحسب، بل إنها تسبب الانزعاج وتعكر المزاج. ينطبق ذلك تحديداً على المرأة التي تختبر انقطاع الطمث. من خلال تحديد سبب الأرق، ستتمكن من اختيار الأنواع الأكثر فاعلية من الزيوت الأساسية لتخفيف العوارض وتعزيز النوم المريح.كيف يمكن أن تخفف الزيوت الأساسية مستوى الأرق؟الزيوت الأساسية مصنوعة من خلاصات عشبية مأخوذة من النباتات. تحتوي بعض النباتات على عناصر فريدة من نوعها وهي تفيد البشر عند استعمالها لمعالجة المشاكل الطبية المستجدة. استُعملت العناصر الموجودة داخل النباتات على مر العصور لتعزيز الاسترخاء. يتحقق ذلك من خلال تحفيز الجسم على إنتاج السيروتونين وعناصر مهدئة طبيعية أخرى. كذلك، تعطي الرائحة أثراً قوياً على العقل. فهي تستطيع افتعال ردود فعل نفسية مثل الشعور بالراحة الذي يسمح للجسم والعقل بالاسترخاء بما يكفي للاستغراق في النوم.ثمة تركيبات مختلفة من الزيوت الأساسية التي تُستعمل لإعطاء آثار معينة. يُستعمل بعضها بشكله النقي بينما يُخلَط البعض الآخر مع مجموعة متنوعة من الخلاصات النباتية لضمان أقصى درجات الاسترخاء أو النوم. إليك وصف لبعض الزيوت الأساسية الأكثر شيوعاً للشعور بالاسترخاء والنوم بلا مشكلة.الخزامى: هذه العشبة تساهم في تعزيز الاسترخاء والاستغراق في النوم. عطرها نقي ومريح وهي تحفز على إنتاج السيروتونين في الدماغ، ما يضمن الشعور بالاسترخاء. يمكن استعمال بضع قطرات منها في ماء الاستحمام أو يمكن استعمالها في بخاخ أو على شكل مغلفات توضع تحت الوسادة.زهر البرتقال: غالباً ما يُستعمل في العطور. تكون رائحته جميلة ومريحة لكنه يتمتع أيضاً بالقدرة على بث شعور بالاسترخاء ويضمن الارتياح من التوتر العصبي. يدوم مفعوله لفترة كافية، ما يضمن الخلود للنوم.نبات الناردين: يمكن القول إن رائحته مزعجة لكنها تساهم في تخفيف الضغط النفسي والتوتر. نبات الناردين هو أحد أقوى العلاجات العشبية المعروفة بتخفيف الأرق والعصبية والقلق وهو أكثرها فاعلية. عند خلطه مع زيوت أساسية أخرى مثل الخزامى أو زهر الليمون، تتحسن رائحته.خشب الصندل: هو ينتج رائحة نقية ومنعشة. إنه علاج قديم وهو يُستعمل لمعالجة الأرق والضغط النفسي ومشاكل القلق. بفضل رائحته وخصائصه التي تعزز الاسترخاء، لا داعي لخلطه مع روائح زيوت أساسية أخرى كي يصبح فاعلاً للمساعدة على النوم. هو شائع الاستعمال لتحسين روائح أخرى لكنه يفيد أيضاً كعلاج مستقل. القصعين: رائحته تشبه المكسرات وهو يحتوي على مركّب يعزز ترخية العضلات واسمه ثوجون. هذه العشبة معروفة بمكافحة الضغط النفسي وتعزيز الاسترخاء، ما يسهّل الاستغراق في النوم.البابونج الروماني: إنه نوع آخر من الزيوت الأساسية التي تُستعمل منذ العصور القديمة. طوال قرون، كان الناس يستعملون البابونج الروماني على شكل شاي كمشروب وزيت أساسي للاسترخاء. تزداد فاعليته عند خلطه مع الخزامى.نجيل الهند: له رائحة ترابية استثنائية تفيد في تهدئة أعصاب النساء اللواتي يختبرن اختلالات هرمونية. يُستعمل نجيل الهند أيضاً للرجال والنساء الذين يعانون من الأرق الناجم عن القلق أو العصبية أو الضغط النفسي.خشب الأرز: له رائحة مريحة ونقية. هذه الرائحة سريعة المفعول وتعطي أثراً قوياً لكل من يختبر الضغط النفسي أو القلق. تساهم خصائص هذه الرائحة في بث شعور من الهدوء والاسترخاء.البتشول: يمكن أن يعتاد البعض على هذا النبات تدريجاً لأن رائحته قوية. هو فاعل لتعزيز الشعور بالهدوء وهو يعطي أفضل مفعول له عند استعمال بضع قطرات في البخاخ. قد لا يحب الجميع رائحته، لكن يحبها قسم آخر من الناس. حتى لو لم تكن هذه الرائحة مفضلة لديك، ستستمتع بمنافعها السريعة وستستفيد من طريقة طبيعية للاسترخاء.يلانغ يلانغ: إنها عشبة فاعلة ومضادة للضغط النفسي ولها آثار مهدئة قوية. هي تُستعمل على نطاق واسع في العلاجات العشبية لتخفيف الأرق. كذلك، تُعتبر عشبة يلانغ يلانغ مثيرة للشهوة الجنسية، لذا يجب توخي الحذر عند استعمالها.البردقوش: هو ينتج رائحة توابل جميلة. كان الإغريق القدامى يستعملونه في أطباقهم ولمعالجة المصابين بالضغط النفسي. تكون خصائصه كفيلة بتعزيز الاسترخاء.كيف يمكن استعمالها؟يتوافر بعض الطرق لاستعمال الزيوت الأساسية ومعالجة الأرق. تقضي إحدى أشهر الطرق بوضع بضع قطرات على وسادتك قبل الخلود للنوم. هذا ما يوفر جرعة دائمة من العلاج لمساعدتك على النوم والاستمتاع بليلة هانئة ومريحة. غالباً ما يوضع الزيت الأساسي في البخاخ كي ينتشر في هواء الغرفة أو في المنزل كله. يمكن وضع بضع قطرات مباشرةً في ماء الاستحمام. كما يمكن خلطه مع أملاح إبسوم ثم رشه في ماء الاستحمام. أخيراً، يمكن خلط الزيوت الأساسية مع مواد أخرى مثل زيت الأطفال ومجموعة متنوعة من المستحضرات. ثم يمكن تدليك البشرة مباشرةً بهذا الخليط.إن استعمال الزيوت الأساسية كعلاج للأرق والضغط النفسي والقلق ومجموعة من المشاكل الأخرى ليس ظاهرة جديدة. كان الناس يستعملونها طوال قرون للتخلص من العوارض المزعجة. بدأ هذا الاستعمال العلاجي القديم للخلاصات العشبية يتجدد الآن ويزداد شيوعاً. يوماً بعد يوم يكتشف الناس أن استعمال الزيوت الأساسية لمعالجة الأرق هو أحد أفضل العلاجات البديلة المتوافرة راهناً وأكثرها فاعلية.