بغداد تحاول إقناع السُّنة بعدم «التدويل»

نشر في 14-06-2015 | 00:11
آخر تحديث 14-06-2015 | 00:11
No Image Caption
نجحت في دفع باريس إلى تأجيل مؤقت للمؤتمر السُّني
الجمود الذي يلف حوار الأطراف السياسية في العراق لا يشبه سخونة المعارك على امتداد مدن أهل السُّنة المحاذية لبغداد والنجف، صعوداً نحو خط التماس مع إقليم كردستان.

وعند معظم ممثلي اتحاد القوى، وهو الكتلة النيابية السنية، يعتبر هذا التوقف في الحوار إعلاناً واضحاً من التحالف الشيعي الحاكم باستحالة تنفيذ الاتفاقات الإصلاحية التي تقترب ذكرى إبرامها الأولى، سواء كان هذا العجز بسبب انقسام شيعي وقلق ميداني، أو بسبب تدخلات طهران المتعاظمة التي تريد تأجيل أي اتفاق مع سنة العراق إلى ما بعد اتفاقها النووي مع واشنطن.

وفي هذا الإطار، تحاول لجنة تحضيرية الإعداد لمؤتمر تحضره عشرات الشخصيات السُّنية، لبلورة مرجعية سياسية أوسع وأكثر تماسكاً تضم ممثلي الفصائل المسلحة، التي قاتلت سابقاً الحكومة والجيش الأميركي، وتريد قتال «داعش» اليوم، لكن بغداد تعلم أن هذا المؤتمر، الذي يعقد مبدئياً في باريس، لن يتوقف عند إعلان مرجعية سياسية يفترض أن تحاور الحكومة، بل سيطلب السُّنة تدخلاً دولياً عسكرياً وسياسياً، ودعماً لتشكيل إقليم مستقل نسبياً يشبه المنطقة الكردية في العراق، بوصف هذا صيغة ضامنة لتطويق أسباب التطرف الناجمة عن إدارة شيعية خاطئة لأهم المدن التي وقعت لاحقاً بيد «داعش».

والحديث عن «تدويل» هذه الملفات يمكن أن يلقى أصداء مشجعة لا في باريس فحسب بل في واشنطن، التي تحض بغداد دون جدوى على منح السُّنة حق امتلاك قوة دفاع ذاتي على غرار البيشمركة، ما تراه بغداد أمراً مقلقاً، وتراه طهران تمهيداً لسد الطريق السهل الواصل بينها وبين دمشق.

لذلك بذل وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، جهوداً مكثفة جعلت باريس تطلب من اللجنة التحضيرية للمؤتمر السُّني، تأجيل انعقاده، ريثما تجري الاتصالات المناسبة وتتوافر تطمينات لحكومة حيدر العبادي بهذا الشأن، ويتم إشراك الأميركيين بنحو واضح في الإعداد لهذه الفعالية.

ويتوقع مقربون من اللجنة التحضيرية أن تتكثف الاتصالات مع جهات شيعية نافذة في العراق، لتبديد مخاوفها بشأن هذا المؤتمر، وإمكانية أن يصلح ورقة ضغط على إيران نفسها، التي باتت تجعل معتدلي الشيعة في بغداد يشعرون بالتهديد، ويعانون قيوداً سياسية وعسكرية فرضها عليهم الحرس الثوري مقابل مساعداته لهم في حرب «داعش».

ويجري كل هذا وسط مخاوف من قلاقل أمنية في بغداد خلال رمضان، وحديث عن «مئات الخلايا النائمة» لـ«داعش» داخل العاصمة، ما اعتبره متحدثون أميركييون مناسبة مهمة لإحياء الحوار السياسي، والعودة إلى الإصلاحات المتوقفة، بهدف تهدئة الاحتقان الطائفي، وإلا فإن خيارات اتساع المعارك وتدويل الأزمة السنية، ستضع التحالف الحاكم أمام اختبار غير مسبوق ومحفوف بمخاطر شتى.

back to top