العبادي يمحو «عبارات فارسية» ويصطدم بـ «نقص الحوار الشيعي»

نشر في 13-04-2015 | 00:12
آخر تحديث 13-04-2015 | 00:12
No Image Caption
قبيل سفره إلى واشنطن، أمضى رئيس وزراء العراق حيدر العبادي وقتاً طويلاً مع رجال الدين الأسبوع الماضي، وألقى خطاباً خلال تأبين الأب الروحي لحزب «الدعوة» محمد باقر الصدر (أعدم في 1980)، تحدث خلاله عن ضرورة أن تخضع فصائل «الحشد الشعبي» لقيادة مباشرة من الحكومة، وهي المرة العاشرة التي يعلن فيها العبادي ذلك دون جدوى، فالفصائل لاتزال تفضل العمل منفردة، وهو ما يثير مزيداً من المخاوف.

ولذلك اضطر رئيس الحكومة، في خطابه، أن يعيد التذكير بمواقف المرجع الديني علي السيستاني الذي سبق أن طلب انخراط كل التشكيلات المسلحة تحت العلم العراقي، وعدم رفع أي رايات أخرى، لكن العبادي راح يقول مستغرباً: «لم يلتزم أحد، بل وجدنا على جدران تكريت عبارات بالفارسية تتحدث عن انتصار إيراني في محافظة صلاح الدين»، وتساءل: «لمصلحة مَن كُتِبت؟ ومن يستفيد منها في النهاية؟!».

ولعل إشارة العبادي هذه واحدة من أقوى الرسائل العراقية للإيرانيين الذين قدموا مساعدة في الحرب ضد «داعش»، لكنهم راحوا يستعرضون دورهم بمبالغة كبيرة، ويخلقون تحسساً رهيباً مع القوى السنية والمحيط العربي فضلاً عن الإدارة الأميركية.

لكن «جناح الإصلاح» في التحالف الشيعي، الذي يمثله العبادي، ليس في أفضل أحواله هذه الأيام كي يتمكن من فرض اشتراطات على طهران، إذ أصدر حليفان للعبادي، هما عمار الحكيم ومقتدى الصدر، بيانات وتصريحات اعترضا خلالها على توزيع ثلاث هيئات عليا حساسة، على أعضاء في حزب العبادي، منها هيئة تكافح الفساد وتتحكم في فضائح سياسية من العيار الثقيل، وأخرى تنظم شؤون الحج والزيارات ولديها رصيد مالي كبير.

وتساءل رجلا الدين اللذان دعّما إطاحة نوري المالكي وقدّما غطاءً مهماً لرئيس الوزراء الحالي: «إذا كنت تحتكر هذه المناصب لحزبك، وتخرق الاتفاقات الإصلاحية التي جاءت بك إلى السلطة، فما الفرق بينك وبين المالكي الذي أطحناه؟». أما العبادي فهو يدافع عن نفسه بأنه مضطر إلى ملء المناصب، ولعدم حصول توافق بين الأحزاب على مرشحين، وسيظل بإمكان المعترض المطالبة بتصحيح الوضع عبر المشاورات النيابية.

لكن الأوساط المطلعة تفيد بأن المشكلة هي نقص في الحوار الداخلي بين الأحزاب الشيعية يظهر لأول مرة على هذا النحو، ويؤدي إلى وقوع العبادي تحت ضغط «الحرس القديم» في حزب «الدعوة».

ويقول هؤلاء إن نقص الحوار داخل التحالف الشيعي سيعني بالضرورة عجزاً شيعياً عن دفع الحوارات المتوقفة مع القوى السنية، في لحظة تشهد اشتداد المعارك غرباً وشمالاً، وتتطلب اتفاقات سريعة لإدارة مناطق الحرب مثل تكريت وديالى والأنبار، وخطة ناضجة بشأن الموصل، وتوحيداً للمواقف حيال الأزمات الإقليمية التي تتسع رقعتها بنحو يفاجئ الجميع.

back to top