المعارضة كما ينبغي أن تكون

نشر في 02-05-2015
آخر تحديث 02-05-2015 | 00:01
 ماجد بورمية معروف في كل ديمقراطيات العالم أن قوة المعارضة تصنع الإنجازات، وتقضي على الفساد، وتطور المجتمعات، وتحقق العدل بين أفراد الشعب الواحد، وعندما تكون المعارضة هشة "تطبطب" وتبرر أخطاء الحكومات فهذا معناه أنها تعمل لهدم كل مقومات الدولة وخيراتها وثرواتها.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام: هل مجلس الأمة الحالي يتمتع بمعارضة هشة أم معارضة قوية تستطيع أن تقف في وجه الحكومة؟ الإجابة عن ذلك تختلف باختلاف التوجهات الشخصية، فنجد المصفقين دائماً للحكومة والسائرين في ركبها يرون أن هذا المجلس فيه معارضة لا بأس بها، ولكن إذا سألت المواطن العادي: هل توجد معارضة قوية في المجلس الحالي فسيرد عليك تلقائياً: وهل توجد أصلاً معارضة في هذا المجلس حتى نعرف قوتها من ضعفها؟

 ونقولها بكل صراحة إن ما نراه ادعاء بالمعارضة أو أقل ما يوصف به أنه "معارضة ديكورية" لشغل الشارع بالمهاترات المصطنعة، وهنا نسأل الذين يتشدقون بأن هذا المجلس فيه معارضة لا بأس بها: أين المعارضة التي تزعمونها من نقص الخدمات في الكثير من المناطق الكويتية؟ ولا أدل على ذلك في منطقة صباح الناصر التي لا توجد فيها مدارس كافية، حتى لجأ الكثير من مواطنيها ليعلموا أولادهم في مدارس منطقة الفردوس التي هي أساساً تضج بازدحام الطلبة؟!

 وأين المعارضة والبلد يعاني نقصاً في المستشفيات والمستوصفات، ناهيك عن تدني الخدمات الصحية في خدمات وزارة الصحة؟ وأين المعارضة وهناك شركات لا تزيد على أصابع اليد الواحدة تتحكم في اقتصاد الكويت، وتشرع وتنفذ القوانين من أجلها حتى "طفشت" رؤوس الأموال الكويتية من ديرتها؟ وأين المعارضة وهناك متنفذون ومتمصلحون لا يحاسبهم أحد، وهناك من يهبطون بالبراشوت ويقتنصون المناصب القيادية، ولا عزاء لأصحاب الكفاءات؟ وأين المعارضة من هدر المال العام ونهبه؟ وأين المعارضة من تراجع الكويت في كل المجالات دون حصر؟ وبعد كل هذا أتصدقون أن هناك معارضة داخل هذا المجلس الحالي؟ "لا حول ولا قوة إلا بالله".

back to top