إعلامنا وتعزيز النظرة السلبية

نشر في 18-10-2014
آخر تحديث 18-10-2014 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي من أكثر الأمور الملحوظة في مجتمعنا الكويتي أننا كثيراً ما نتحدث عن السلبيات دون الإيجابيات حول أي موضوع نتناوله، ونظل نكرر هذا الحديث حتى أصبحنا أسرى للنظرة السلبية، وهو ما انعكس على حياتنا، فبات "التحلطم" على كل صغيرة وكبيرة هو الصفة السائدة عند غالبيتنا، بل إننا أصبحنا ننتقد المتميزين من أبناء وطننا، ولا نذكر إنجازاتهم لا لشيء سوى أننا تعودنا على أن ننظر إلى الأمور من جانبها السلبي فقط، ونغض الطرف نهائياً عن الجانب الإيجابي المشرق، ولا شك أن ذلك هو الباعث الأول على الإحباط المنتشر بين شبابنا وشاباتنا.  ولا شك أن وسائل الإعلام المختلفة لعبت دوراً أساسياً في نشر السلبية في حياتنا من خلال التركيز المستمر والمفرط على سلبيات الأمور وتضخيمها إعلامياً، والتسارع إلى نشر ما يحدث من جرائم في المجتمع الكويتي، حتى إن كانت بسيطة على صدر صفحاتها أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، حتى يخيل لمن يقرأ تلك الأخبار بشكل يومي أن الكويت أصبحت مكاناً غير قابل للمعيشة فيه.

 إنني أتساءل: ما المغزى من نشر محاضر وسجلات المخافر الكويتية، وما يسجل فيها من جرائم في صحفنا اليومية؟! وماذا سيستفيد المواطن الكويتي حين يقرأ خبراً في الجريدة يفيد بأن فلاناً بصق على فلان لأنه لم يفسح له الطريق، أو أن فلاناً تشاجر مع فلان لأنه أغلق عليه الموقف بسيارته؟!! إنها جرائم يومية تحدث في كل دول العالم وليست حكراً على الكويت فقط، كما أن مسلسلاتنا التلفزيونية لعبت دوراً مهماً في نشر الثقافة السلبية في مجتمعنا من خلال تركيزها على مشاهد الضرب والعنف بين الأشقاء والأبناء.

إنني أتمنى على وسائل إعلامنا المحلية عدم التركيز على صغار الجرائم وعدم نشرها نهائياً؛ لأنه لا فائدة من ذلك سوى تعزيز النظرة السلبية بين أفراد المجتمع، وما يتبع ذلك من سلوكيات عدوانية تظهر على تصرفاتنا وأقوالنا.

back to top