الاستقرار شرط الإنجاز

نشر في 12-10-2014 | 00:19
آخر تحديث 12-10-2014 | 00:19
No Image Caption
لا نقول جديداً، بل نذكّر بقاعدة ذهبية، وهي أن الإنجاز يحتاج إلى استقرار؛ فتجارب العالم دليل، وتجاربنا في الكويت أكبر مثال.

لن نفتح ملف النزاعات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية؛ فكل الكويتيين شهود على ما آلت إليه من حل للمجالس وانتخابات وإبطال، إلى تغيير للحكومات وتعديلات جعلت كثيرين يشككون في انتظام عمل المؤسسات.

الاستقرار هو المفتاح وباب الإنجاز. والحكومة الحالية في هذا الجو تعلن عن مشاريع تنمية وتنجز أخرى، أو تقوم بتطبيق القانون ومكافحة الفساد، فلماذا العبث بما هو مستقر ويسير على الطريق الصحيح؟

لا أحد ينزه الحكومة عن أخطاء أو تقصير هنا وهناك، لكن رؤية الصورة الكاملة لأعمالها بالتوازي مع تعقيدات الوضع السياسي الإقليمي، تدفع إلى الابتعاد عن المغامرات، فكيف إذا كان الانتظار مريحاً إلى حد معقول ولا عقبات رئيسية ومشاكل تفرض تعديلات وتبديلات؟

لابدّ من الاستقرار لتتمكن الوزارات والمؤسسات من متابعة أعمالها وتقييمها والتخطيط لمشاريع مستقبلية. وللمثال لا الحصر نورد تجربة الوزير عبدالعزيز الإبراهيم في الوزارات التي أسندت إليه، وكشف نتائج أعماله الإيجابي يوضع في خانة الإنجاز العائد إلى الاستمرار والاستقرار.

أكثر من مبدأ الاستقرار وشروطه، يفترض بالحكومة أن تثبت قدرتها وإصرارها على تنفيذ خططها ومشاريعها سواء لجهة إنجازها أو لجهة مكافحة الفساد. وهذان الأمران معيار التعديل من عدمه وأساس في أي خيار.

فليس التعديل هدفاً بذاته، إنما هو وسيلة لتحقيق أهداف، وما دامت الأسباب الجوهرية منعدمة، فلا مبرر للالتفات إلى بعض الأصوات النيابية المحدودة المطالبة بالتعديلات.

لا ننكر على النواب حقهم في النقد والمطالبة بالتغيير، فهما من صلب العمل البرلماني الديمقراطي، ورضا جميع النواب عن الحكومة ظاهرة سلبية بالتأكيد، لكننا لا نرى مبررات كافية في الوقت الحاضر للتعديل؛ فتعديلات المرحلة السابقة كانت تعلق على شماعة التأزيم، وهو ما ليس قائماً في الوقت الحالي.

ما تحتاج إليه الكويت اليوم هو استقرار يحافظ على وتيرة الإنجاز ويدفع به إلى الأمام. فهل تحافظ الحكومة على مسيرتها أم تنجرّ إلى اللعبة السياسية فتنحرف إلى التسويات والمساومات؟

آخر شيء تحتاج إليه الكويت هو الهزات غير الضرورية في زمن الاضطراب الإقليمي والقلق العام. لدينا استقرار فلنحافظ عليه. لدينا إنجاز فلنتابعه، ولدينا أدوات رقابة فلنفعِّلها، ولتقم كل سلطة بما ينبغي عليها.

back to top