المشاركون في الندوة الفكرية لمهرجان القرين الثقافي:

نشر في 20-01-2015 | 00:02
آخر تحديث 20-01-2015 | 00:02
No Image Caption
صورة العربي المتعصب لدى الغرب أسبابها تراكمية

تتواصل أعمال ندوة «المستقبل وصورة العربي في رواية الآخر» عبر جلسات صباحية وأخرى مسائية تتمحور حول عنوان الندوة.
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ٢١، اقيمت ندوة "المستقبل وصورة العربي في رواية الآخر"، اتفق عدد من الباحثين والاكاديميين المشاركين فيها على ان صورة الانسان العربي "العنيف" و"المتعصب" صورة تراكمية ترسخت في الوعي الغربي عبر قرون.

في الجلسه الثانية، من الندوة التي أدارتها د.ابتهال الخطيب، تحدثت أستاذة اللغة الفرنسية في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا د. منال حسني في بحث بعنوان "العربي في الرواية الفرنسية" ان بداية الظهور العربي في السرد الفرنسي كانت بظهور شخصية العربي الجزائري من خلال القصص والروايات الخاصة بالأطفال والشباب وهي قصص تشويق ومغامرات أبطالها من الفئة العمرية نفسها حيث تدور أحداثها في الجزائر وهي مؤلفات واسعة الانتشار اثرت بعمق في تشكيل وعي اجيال من الفرنسيين.

من جانبها، قالت أستاذة قسم التاريخ بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا د. ابريل نجاج  في بحثها "العربي في الرواية الاميركية" ان الأميركي ينظر غالبا إلى الشرق الأوسط من منظور مزدوج محمول من أيام الحرب الباردة حيث كان كل شيء في السياسة بعقلية الأبيض والأسود مع أو ضد، وهذه العقلية مازالت حاضرة في سياق السياسه الاميركية الى الآن.

الذاكرة الغربية

واضافت نجاج ان الذاكرة التاريخية الغربية تمثل المسلم الذي يحمل السيف صارخا كالرعد عبر مضيق جبل طارق أو يفرض الحصار على فيينا حيث ينسجه الادب كالرجل القديم القابع على قمم الجبال مع القتلة والمطاردين والقراصنة ممن يعيشون على المخدرات او ممن جندوا لقتل القادة السياسيين، وهذه الصورة تجسدت من جديد على هيئة قراصنة طائرات ومفجري سفارات، مشيرة الى تأثير احداث الحادي عشر من سبتمبر على القصص الشعبية حيث كان الارهابي بديلا عن الروسي في اختيارهم ضمن الرواية السياسية أو روايات الجاسوسية المشوقة وغالبا ما يكون هؤلاء القتلة عربا يأخذون ادوارا اهم واكبر كاشخاص سيئيين وهم في النهايه خاسرون.

وفي جلسة أخرى، قال استاذ الأدب المقارن بجامعتي القاهرة والطائف د. احمد عبدالعزيز في دراسة حول "صورة العربي في الرواية الاسبانية المعاصرة" ان الصورة في الأدب الاسباني امتدت لتشمل الأنواع الأدبية كلها شعرا ومسرحا وملحمة ورحلة ورواية، لكن الجانب الأسطوري ظل يطل برأسه بين الحين والآخر، مبينا ان ثمرة حركة المستعربين الاسبان الجدد ارتكزت على جانبين هما صورة فتح الأندلس وتصوير نهاية تلك الحقبة.

تضارب وخلط

من جهتها، قالت استاذة الادب بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا د. اكرام الشريف ان مفردات "عرب" و"مسلمون" و"شرق اوسطيون" تستخدم غالبا في وسائل الاعلام الدولية والثقافة الشعبية بشكل متبادل وكأنها تحمل المعنى نفسه مما يؤدي الى مشكلة تضارب وخلط بين مدلولاتها في أذهان الناس العاديين وخاصة في الغرب.

واوضحت الشريف في دراسة حول "المسلمون في الأدب الإنكليزي من القرن الـ16 إلى الـ19 ميلادي) ان حقيقة الامر تختلف عن ذلك فليس كل العرب مسلمين وليس كل الشرق أوسطيين عربا وليس كل المسلمين عربا الا ان وسائل الاعلام لا تكتفي بالجمع بين هذه المفردات فقط بغض النظر عن التاريخ والعلاقات الخاصة بالعرق أو القومية أو اللغة لكنها ايضا تضعها في غالب الاحيان في قالب سلبي.

شخصية نمطية

واكدت ان بعض الكتاب الغربيين يحللون صورة العرب والمسلمين في أفلام هوليوود بدءا من الأفلام الصامتة إلى الوقت الحالي اذ تمثل الرجل العربي في كثير من الافلام كقاتل متوحش او مغتصب او متعصب ديني كما تمثل المرأة العربية بصورة تحط من قدرها.

من جانبه، قال أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة د. خيري دومة في دراسة حول "صورة العربي في الرواية الغربية" ان هذه الشخصيات الثانوية تحتاج إلى دراسة موسعة في الروايات الغربية أما حين يتحول العربي الى بطل للرواية فيصعب تماما تحويله إلى شخصية نمطية من دون أن يضر ذلك ببناء الرواية وعمقها ذلك أن البطل هو العنصر البنائي الأساس في فن الرواية ولا إمكانية لرسم هذا البطل من دون تجسيد للطابع الإشكالي الملازم لصورته.

واشار دومة ان "صورة العربي والمسلم الكافر والشهواني والبدائي ترسخت حتى أحداث الحادي عشر من سبتمبر في بداية القرن الحادي والعشرين وما أعقبها من ظهور جماعات متطرفة ترسخت معها تلك الصورة اصوليا وارهابيا".

back to top