المناصب لا تدوم

نشر في 30-05-2015
آخر تحديث 30-05-2015 | 00:01
 ماجد بورمية من أشد شهوات هذا العالم من حولنا منذ بداية الخلق إلى أن يرث الله الأرض وما عليها شهوة المنصب، والمناصب لها فوائد في بعض الأحيان من أهمها أنها تظهر معادن الرجال الذين لا يتبدلون ولا تتغير قناعاتهم إزاء المناصب الجديدة.  وكتب التاريخ مليئة بالرجال الذين رفضوا السلطة والجاه، حتى لا يتوقفوا عن مناداتهم بالحق، فهؤلاء رجال كالرواسي لأنهم لا يحيدون عن الحق مهما كانت الظروف، ومهما كانت إغراءات الدنيا لهم بالمناصب أو الأموال، لأنهم أيقنوا أن تلك الإغراءات أعراض زائلة، ولن يبقى من الإنسان سوى ثباته على مواقفه.

ولكن مع الأسف في هذا العصر تفاجئنا الحياة بسقوط رجال في بئر المناصب التي تلونهم بمياهها الراكدة، وفي الأسبوع الماضي جاء اختيار شخصية ما لمنصب قيادي كبير، وتلك الشخصية كانت لها صولات وجولات في الدفاع عن الحريات، وكانت من الشخصيات الداعمة لأي حراك يحقق مصالح البلاد والعباد، ولكن بقدرة قادر فوجئنا مع أول يوم لهذا المسؤول أنه مسح كل تغريداته السابقة التي كانت مع الإصلاحات المطلوبة، وأظهر مكانها كلاماً معسولاً عن الحكومة.

 نحن هنا لسنا بصدد تقييم أو نقد الحكومة، ولكن ما أوجع صدورنا تحول الرجال 180 درجة من مواقف الثبات إلى مواقف أخرى مغايرة تماما، ونكرر: نحن لسنا ضد أن يصل أي إنسان إلى أي منصب، ولكننا ضد التلون والتبدل السريعين من أجل المنصب الجديد، فكيف سنأمن على أحوالنا ومصالحنا وأنفسنا مع شخصيات تلونت فجأة دون أن تخجل من نفسها؟  وفي الأخير نقول لهذا الرجل: لا يغرنّك هذا المنصب، فالكويت دولتنا الحبيبة يطلق عليها دولة الوزراء السابقين، وهذا ليس عيباً، لكنه تذكرة بأن المناصب لا تدوم.

back to top