التسمم الغذائي... اتبع الخطوات الملائمة
يُصاب كثيرون بالتسمم الغذائي، بسبب الإهمال. إليكم نظرة عن كثب إلى هذا المرض المريع بغية معالجته بفاعلية وتحديد مخاطر التقاطه، والتعرَّف إلى أعراضه، ثم محاربتها والتخلّص منها.
في بلدان كثيرة، يصيب إسهال المسافر واحداً من كل شخصين في بعض المناطق الاستوائية. وفي فرنسا مثلاً، يعانيها 500 ألف شخص كل سنة. ومن الممكن أن يصيب مجموعة من الناس (60% من الحالات)، أو عدداً من أفراد العائلة الواحدة، أو المسافر خلال رحلته.
ما هي أعراضه؟ يوضح الأطباء: «وفق البكتيريا وسمومها، تكون الأعراض هضمية (غثيان، تقيؤ، أوجاع في البطن، ويرقان) أو عصبية (صداع، تشوش، وتعب قد يترافق مع حمى). وفي بعض حالات التسمم، قد تغطي الوجه والعنق بقع حمراء. كيف يلتقطه المريض؟ ينتقل هذا المرض عبر استهلاك طعام ملوث بهذه الميكروبات أو بسمومها. ومن أبرز الأطعمة التي قد تسببه اللحوم، خصوصاً الطيور، الأطعمة التي تحتوي على البيض، الأسماك أو القشريات النيئة، أو المربيات والمخللات المنزلية الصنع... وغالباً ما يكون السبب عدم احترام سلسلة التبريد أو المهلة البالغة الأهمية بين تحضير الطعام واستهلاكه. هل يعاني المريض تسمماً غذائياً؟ من المستحيل، بالعين المجردة، تحديد الاختلاف بين التسمم الغذائي والتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي. في كلتا الحالتين، يعاني المريض الإسهال والتقيؤ، اللذين يترافقان أحياناً مع الحمى. ولا يمكن الحصول على تشخيص دقيق إلا من خلال فحص البراز والبحث عن فيروسات. هل يظهر هذا المرض مباشرة بعد تناول الوجبة؟ يظهر التسمم الغذائي عادةً في الساعات التي تلي تناول أطعمة ملوثة. ويشير الأطباء إلى أن ذلك يعتمد على نوع البكتيريا أو السموم. وتتراوح فترة الحضانة بين ساعتين وأربع ساعات في حالة البكتيريا العنقودية الذهبية ويومين إلى ثلاثة أيام في حالة الشيغلة». هل التسمم الغذائي خطير؟ كلا، إلا في حالة الرضع والأطفال، النساء الحوامل، المسنين، أو المرضى الذين يجب أن يستشيروا الطبيب. يعتبر الأطباء هذه العدوى بسيطة ولا يتطلب أكثر من 10% منها دخول المستشفى. ولكن من الضروري توخي الحذر إن عجز المريض عن تناول الطعام أو الشراب أو عانى إشارات إلى إصابته بالجفاف: عطش، جفاف الشفتين، خسارة في الوزن، تعب كبير، فقدان القوى، والتشوش الذهني. هل يمكن أن تنتقل العدوى إلى المقربين منا؟ هذا نادر. ولكن من الضروري التشدد في عادات النظافة: تطهير المطبخ والحمام وغسل اليدين جيداً دوماً. ما السبيل إلى الشفاء؟ يكون الشفاء تلقائياً في معظم الحالات. يقول الأطباء: «يرتكز العلاج على إعادة ترطيب الجسم وضبط الأعراض (خصوصاً الألم والحمى)». وتُعتبر المضادات الحيوية غير ذي جدوى، إلا في الحالات الحادة. كيف يعود المريض إلى تناول الطعام؟ يجب أن يعاود المريض تناول الطعام بحذر وأن يبدأ بالأرز المملح، الجزر المطهو، الموز... في المقابل، من الضروري تفادي الخضروات الخضراء ومشتقات الحليب. كذلك يلزم الإكثار من الماء إنما على دفعات. يمد بعض المشروبات، مثل المشروبات الغازية وشراب الرمان، الجسم بكمية كبيرة من السكر. أدوية وعلاجات • محلول مطهر لإبقاء اليدين نظيفتين في كل الأحوال مثل Aniosgel. • دواء مضاد للمغص مثل Spasfon. • دواء ماص مثل Smecta. •دواء مضاد للجفاف مثل Tiorfan، الذي يحد من الإفرازات المعوية. توصف هذه الأدوية، المخصصة عموماً للبالغين، في حالة الإصابة بالحمى ووجود دم ومخاط في البراز. كذلك من الضروري تفادي استعمال Imodium في حالة الإصابة بإسهال ناجم عن عدوى بكتيرية. فبإبطاء عمل الأمعاء، يزيد خطر انتشار البكتيريا. في مطلق الأحوال، يجب استشارة الطبيب إن كانت الحالة حادة أو طالت. 10 نصائح لتفادي التسمم في المنزل وخارجه • غسل اليدين قبل تحضير الوجبات، تناول الطعام، وبعد دخول الحمام. • تنظيف السطح الذي تعمل عليه وأدوات المطبخ التي تستعملها بمنتج يحتوي على ماء جافيل. ومن الضروري غسلها بعد ذلك بالماء جيداً وتجفيفها. • غسل كل الفاكهة والخضروات قبل تناولها أو طهوها. • طهو الطعام لأطول فترة ممكنة. وعند السفر، تناول الطعام في مطعم بدل الطريق وتفادَ الفاكهة النيئة، أو على الأقل قشرها أنت بنفسك. • عدم ترك اللحوم ومشتقات الحليب خارج البراد وعدم محاولة إذابة الثلج عن منتج ما خارج البراد. • تنظيف البراد كل شهر (درجة حرارة لا تتعدى الأربع درجات فوق الصفر) والثلاجة كل ثلاثة أشهر (درجة حرارة أقل من 18 تحت الصفر). • شراء المنتجات المبردة أو المجلدة قبل التوجه إلى الصندوق مباشرة وتسديد ثمن المشتريات، والعودة في الحال إلى المنزل لحفظها في البراد. • رمي الأطعمة الفاسدة، المربى والمخللات التي تكون أغطيتها مقوسة نحو الأعلى، والمأكولات المطهوة منذ أكثر من 48 ساعة. • فصل اللحوم والسمك عن الأطعمة الأخرى: تغليفها وحدها بواسطة ورق بلاستيكي قبل وضعها في البراد. • عند السفر، شرب الماء والمشروبات المحفوظة في زجاجاتت مقفلة تفتحها أنت بنفسك، فضلاً عن تفادي المثلجات وغسل الأسنان بمياه معدنية.