رأس طفلي مسطح

لا تُعتبر هذه الظاهرة مضحكة، حتى إنها صارت واسعة الانتشار في الآونة الأخيرة. فبين عامَي 1995 و2010، ارتفعت نسبة الأولاد الذين يعانون تسطح الجهة الخلفية من الرأس من 5% إلى 30%. ولا شك في أن هذه نسبة كبيرة، وخصوصاً عندما نعرف أن من الممكن تفادي الجزء الأكبر من هذه الحالات. يكون هذا التسطح أحياناً ناتجاً من وضعية الجنين الخاطئة في الرحم. إلا أنها تعود في معظم الحالات إلى وضعية النوم بعد الولادة.

أسباب

يعود هذا التسطح في الجهة الخلفية من الرأس إلى نوم الطفل على ظهره. صحيح أن هذه الوضعية تخفض إلى حد كبير خطر الموت الفجائي، إلا أنها تنعكس سلباً على رأس الطفل. يقول أحد الأطباء متحسراً: «ننسى أحياناً أن نوصي الأم أيضاً باتباع النصائح التي تقي من تسطح رأس الطفل، وخصوصاً الطلب من الأهل أن يبدلوا باستمرار جهة الضغط على جمجمة الطفل». ومن الممكن شرح هذه الظاهرة بسهولة: يكون رأس الطفل المولود حديثاً طيّعاً جداً. وعندما تضعه الأم باستمرار على جهة واحدة، يتسطح هذا الجانب من الرأس.

الوقاية بخطوات بسيطة

عليك تعلم العادات الجيدة منذ خروج طفلك المولود حديثاً من المستشفى، بإدارة رأس طفلك عندما ينام إلى اليمين وإلى اليسار (مرة على اليمين وأخرى على اليسار أو يوماً على اليمين أو الآخر على اليسار). ويمكنك أن تساعديه بإدارة رأسه أنت بنفسك من حين إلى آخر أو بتبديل اتجاه سريره أو بعكس وضعية نومه. كذلك ينصح الأطباء بوضع الطفل على بطنه مع مراقبته باستمرار طوال 10 إلى 15 دقيقة مرات عدة خلال النهار. كذلك قد يكون من الأفضل أن تحدي من استعمال كرسي الأطفال خلال التنقل وتحملي الطفل مع الاستعانة إن شئت بحمالة الطفل على البطن. تفادي أيضاً استعمال الوسادات التي تثبت الطفل على ظهره وتمنعه من تحريك رأسه. ولا بد من الإشارة في هذا الصدد، إلى أن هذا التشوه لا يختفي بسرعة بعد ظهوره.

ما الحل؟ من الضروري العمل على حل هذه المشكلة بل بلوغ الطفل شهره الثاني بتعديل مواضع الضغط. يكفي أن تحرصي على أن ينام طفلك على الجانب غير المسطح مستخدمة وسادة تجعله ينام على جنبه. بالإضافة إلى ذلك، مدديه على بطنه قدر المستطاع عندما يكون مستيقظاً. وقد يكون من الأفضل أن تستشيري طبيب أطفال أو طبيب عظم.

جهاز لتصحيح شكل الجمجمة

يؤكد الأطباء أن الشفاء يكون أسرع كلما بدأ العلاج باكراً. فبعد مرور 5 أشهر، تكون عملية تصلب الجمجمة قد قطعت شوطاً كبيراً، ما يصعب التصحيح. نتيجة لذلك يصبح الحل الوحيد ارتداء جهاز تقويم ليلاً ونهاراً طوال شهرين إلى ثلاثة أشهر، علماً أن هذا العلاج مكلف ومضنٍ للأم والطفل.

إذاً، لا تستخفي بهذه المسألة. لذلك احرصي على أن تبدلي وضعية نوم طفلك باستمرار كي تتخذ جمجمته الشكل الصحيح، متفادية بالتالي تسطحها. أما إذا لاحظت ظهور هذه المشكلة، فسارعي إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتصحيحها. ولا تترددي في استشارة الطبيب لأنك تستطيعين التعاون معه لتحديد الخطوات اللازمة وما إذا من داعٍ لاستشارة طبيب عظم متخصص، وخصوصاً إن كان الطفل يعاني مشاكل في العنق أو أصبح التسطح في مرحلة متقدمة.

مشكلة متفاقمة

لا تكون المشكلة أحياناً جمالية فحسب. تتطلب التشوهات في الجمجمة استشارة طبية. عليك أولاً استشارة الطبيب للتأكد من أن الطفل يعاني حقاً تسطح الرأس، ومن أن تأثير هذه المشكلة يقتصر على الجانب الجمالي وليس له أي تداعيات أخرى. ولا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن تسطح الرأس الحاد، إن لم يُعالج، قد يؤدي إلى اضطرابات في البصر، الأسنان، الأذنين (التوازن، التهاب الأذن الوسطى...)، الظهر (انحناء الظهر...). أضف إلى ذلك مشاكل في الحركة الدقيقة والتركيز، ما ينعكس سلباً على أداء الطفل خلال سنواته الأولى في المدرسة.