مصر تغرق في الظلام... والسيسي يأمر بالتحقيق
3 مليارات جنيه حصيلة بيع شهادات «القنال» في الساعات الأولى... ووزير الدفاع يتفقد العمل ميدانياً
انقطع التيار الكهربائي عن المحافظات المصرية فجأة صباح أمس، بسبب عطل في محطة توليد القاهرة، مما فجر موجة من الاستياء بين المصريين، وخصوصا مع تكدس حركة المرور بسبب تعطل حركة مترو الأنفاق عدة ساعات.
سيطرت حالة من الاستياء على المصريين أمس بسبب انقطاع غير مسبوق للتيار الكهربائي عن عدة أحياء في العاصمة المصرية القاهرة والمحافظات.وتسبب انقطاع التيار منذ اللحظات الأولى لصباح أمس في توقف حركة مترو الأنفاق، وتوقف محطات مياه الشرب عن العمل في بعض الأماكن، مما أدى إلى حالة من التذمر هيمنت على وسائل التواصل الاجتماعي.وزاد حدة الأزمة ارتفاع درجة الحرارة، وتسبب توقف حركة قطارات مترو الأنفاق في ساعات الصباح التي تتزامن مع خروج الموظفين والعاملين إلى أشغالهم في القاهرة الكبرى في شلل مروري، ولم يقلل حدة الزحام إلا انتظام حركة المترو في منتصف نهار أمس. وبينما أجرى رئيس الحكومة إبراهيم محلب اتصالاً هاتفياً بوزير الكهرباء لمتابعة الأعطال المفاجئة، أكد مصدر رفيع المستوى لـ»الجريدة» أن «الرئيس عبدالفتاح السيسي تواصل مع محلب هاتفياً، وطالب بفتح تحقيق فوري في انقطاع التيار الكهربائي صباح أمس، لمعرفة المتسببين فيه»، في حين قال محلب إن رئاسة الوزراء شكلت غرفة عمليات برئاسته وعضوية وزير الكهرباء والطاقة وقيادات وزارة البترول لحل الأزمة فوراً والعمل على عدم تكرارها.من جهتها، قالت وزارة الكهرباء إن سبب الانقطاع الذي تعرضت له عدة محافظات من ضمنها القاهرة، نتيجة عطل فني في محطة محولات القاهرة «500 كيلوفولت»، أدى إلى خروج بعض دوائر 500/220 كيلو فولت عن العمل، وأشار المتحدث باسم وزارة الكهرباء، محمد اليماني، في تصريحات لـ»الجريدة»، إلى أن العطل امتد إلى المحافظات المختلفة، لأن الدوائر المعطلة أثرت على مستوى الشبكة القومية المصرية كلها لأنها شبكة موحدة.ولاحقاً، تبارى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في التعبير عن غضبهم من انقطاع التيار الكهربائي، وحملوا حكومة محلب مسؤولية انقطاع الكهرباء عن المحافظات منذ أشهر، انتهاء بأزمة أمس، وطالب بعضهم بضرورة إقالة وزير الكهرباء لعدم قدرته على مواجهة الانقطاعات المستمرة.إقبال على السندات على صعيد آخر، ورغم التذمر من انقطاع الكهرباء، شهد اليوم الأول من طرح شهادات استثمار قناة السويس أمس، إقبالاً كبيرا من المصريين، حيث شهدت البنوك ازدحاماً مع توافد الراغبين في شراء الشهادات، التي تسعى الحكومة من خلالها إلى جمع نحو 60 مليار جنيه لمواصلة أعمال الحفر وإنشاء عدة طرق وأنفاق، لتعظيم عائدات القناة من العملة الصعبة.وقال محافظ البنك المركزي، هشام رامز، في تصريحات إعلامية، إن «حصيلة بيع شهادات استثمار قناة السويس حتى ظهر أمس، بلغت 3 مليارات جنيه»، مؤكداً أن «الإقبال على شراء الشهادات كبير»، كاشفاً عن إصدار البنك المركزي 7 ملايين شهادة استثمارية من أصل 60 مليون شهادة. في السياق، أكد وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، أن مشروع تنمية قناة السويس يمثل حلماً مصرياً عظيماً ومشروعا تنمويا ضخما يهدف إلى تعظيم دور منطقة قناة السويس كمركز لوجستي وصناعي عالمي متكامل اقتصادياً وعمرانيا لتمثل تلك المنطقة مركزاً عالمياً متميزاً، معتبراً المشروع «هدية مصر للعالم».وشدد صبحي، خلال تفقده أمس آخر تطورات أعمال حفر القناة الجديدة، على أن «التزام القوات المسلحة بالمهام المكلفة بها ما هو إلا وفاء لمصر وشعبها العظيم»، مطالباً القائمين على المشروع بمواصلة الليل بالنهار لضمان الانتهاء من إنجاز عمليات الحفر.تظاهرات إخوانيةفي غضون ذلك، دعا تحالف دعم الشرعية، الموالي لجماعة «الإخوان» أنصاره إلى تظاهرات اليوم، تدشيناً لأسبوع جديد من الفعاليات المناهضة للنظام المصري الحاكم تحت شعار «ثورة حتى النصر»، على أن يشهد يوم الثلاثاء المقبل، ما سماه «التحالف» بـ»انتفاضة الغلابة»، بالتزامن مع عيد الفلاح المصري، وقال القيادي بالتحالف محمد أبو سمرة لـ»الجريدة» إن «التحالف يتبنى حالياً مطالب فئات الشعب المصري المختلفة لضمان مشاركة واسعة في التظاهرات».وركز «التحالف» على المشاكل الحياتية بحثاً عن دعم شعبي مفقود، حيث قال في بيانه الأخير: «الشعب ينزف يومياً سواء في السجون ومقرات الاحتجاز إهمالاً وتعذيباً، أو في الشوارع والميادين انتقاماً وإرهاباً، أو في المستشفيات من انقطاع الكهرباء أو في الطرق من الإهمال وغياب الرقابة، أو على الحدود من غياب تأمين الجنود وقمع أهالي سيناء»، داعياً المصريين للنزول والمشاركة في فعاليات التحالف.