كيف نتعامل مع التليف الرئوي؟

نشر في 09-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 09-05-2015 | 00:01
No Image Caption
يعني التليف الرئوي حدوث تغيير في وضع الرئتين: تصبح الأنسجة صلبة وتعجز عن نقل الأكسجين إلى الأعضاء عبر الدورة الدموية. إنه مرض خطير ويخفّض بنسبة كبيرة متوسط العمر المتوقع، وتحديداً إذا لم يتم رصده في مرحلة مبكرة. كذلك قد يؤدي إلى مضاعفات حادة مثل ارتفاع ضغط الرئتين أو انقطاع التنفس. لكنه يظهر بشكل تدريجي وقد يبقى ثابتاً على مر بضعة أشهر أو سنوات ثم يمكن أن يزداد سوءاً بشكل مفاجئ.
يجمع التليف الرئوي مجموعة من الإصابات الخطيرة في الرئتين وتظهر أعراضه بوتيرة تدريجية. كيف يمكن تشخيص هذا المرض ومعالجته؟

 التليف الرئوي مرض مزمن وله أسباب متنوعة (أكثر من 140 سبباً). يسبب التهاباً وتندباً في الحويصلات الهوائية والأنسجة المتداخلة في الرئتين. تتعدد الأمراض التي يمكن أن تسبب التليف الرئوي، لكن يبقى السبب مجهولاً في نصف الحالات. لذا نرصد نوعين أساسيين من المرض:

• التليف الرئوي المجهول السبب أو الواسع الانتشار إذا كان سبب المشكلة غير معروف.

• التهاب الحويصلات الليفي عند التمكن من رصد السبب.

يمكن رصد حالات التليف الرئوي في مهن متعددة. يلتقط العمال المرض من خلال تنشق جزيئات صغيرة من المعادن التي تؤذي الحويصلات الهوائية في الرئتين. في بعض الحالات، تتعلق المشكلة بعناصر عضوية مثل التبن المتعفن. يمكن أن تؤدي أمراض التليف والسحار والساركويد إلى الإصابة بالتليف الرئوي أيضاً.

ثمة أمراض أخرى قد تسبب التليف منها:

• السل والالتهابات الفيروسية.

• السكري.

• التهاب المفاصل الروماتويدي.

• داء الذئبة (حالة نادرة).

على صعيد آخر، يمكن أن تؤدي أدوية قوية عدة وبعض السموم والعلاج بالأشعة على مستوى الصدر والغازات الصناعية إلى تشكّل إصابات رئوية أيضاً. يصيب هذا المرض الرجال والنساء على حد سواء ويتم تشخيصه بشكل عام بين عمر الخمسين والسبعين.

أسباب معروفة ومجهولة

تتعدد العوامل التي تمهد لمرض التليف الرئوي:

• أحد أمراض المناعة الذاتية: تصلب الجلد، داء الذئبة، التهاب المفاصل.

• بيئة العمل: غاز، دخان، غبار عضوي.

• أدوية.

• التهابات فيروسية أو بكتيرية.

• عوامل وراثية.

 يبقى بعض أسباب المرض غير معروفة.

أعراض يجب أخذها بالاعتبار

يظهر هذا المرض عموماً في عمر الخمسين تقريباً من خلال مؤشرين يصعّبان تشخيص الحالة لأنهما جزء من أمراض رئوية متعددة:

• ضيق تنفس غير مألوف خلال ممارسة جهد جسدي وسرعان ما يصبح دائماً.

• سعال جاف.

يشير هذان المؤشران إلى بداية مرض التليف الرئوي لكن قد تبرز أعراض أخرى:

• تراجع قدرة التحمل.

• فقدان الشهية.

• تعب.

• فقدان الوزن.

• ألم متفشي على مستوى الصدر.

ثم يمكن أن تظهر أعراض أخرى في المرحلة اللاحقة:

• ضيق تنفس من دون بذل أي جهد،

• أثناء الأكل أو التكلم، أو خلال أوقات الراحة بكل بساطة.

• ازرقاق الشفاه والأظفار والبشرة أحياناً نظراً إلى عدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الأنسجة.

• تشوه الأصابع.

آلية المرض

تلتهب الرئتان لأسباب غير محددة. تملأ كريات الدم البيضاء وبلازما الدم الحويصلات الهوائية التي يُنقَل من خلالها الأكسجين إلى الدم. إذا بقيت فيها بلازما الدم لفترة طويلة، تزداد صفائح الدم صلابةً وتخلّف إصابات لا تسمح للحويصلات الهوائية بأداء وظيفتها. يؤدي التليف إلى تشويهها.

تكون الأوعية الدموية الموجودة في الرئتين منفصلة عن جيوب الهواء بجدران صلبة على شكل فجوات. تسمح تلك الفجوات بمرور الأكسجين إلى الدم ويمر ثاني أكسيد الكربون من الدم إلى الرئتين لتفريغه. يصيب التليف هذا الغشاء تحديداً، ما يؤدي إلى تراجع قدرة الرئتين على إغناء الدم بالأكسجين وتفريغ ثاني أكسيد الكربون.

التشخيص المناسب

يمكن أن تُظهِر صور الأشعة التي تستهدف الرئتين بقعاً مبهمة وصغيرة الحجم. خلال فحص الوظيفة التنفسية، يمكن رصد تراجع في القدرة الرئوية وتسمح تحليلات أخرى بإثبات تراجع الغازات التي تنتشر على جدران الحويصلات الهوائية بنسبة تتراوح بين 30 و50%. من خلال أخذ خزعة من الرئة عبر منظار ليفي وغسل القصبات والحويصلات الهوائية، يمكن نزع الخلايا الداخلية وتلك التي تقع حول الحويصلات وفحصها لأنها قد تكون سبب المشكلة.

كبح تطور المرض

ما من علاج فاعل حتى الآن للشفاء بالكامل من التليف الرئوي. لكن لا بد من استشارة اختصاصي رئة لكبح هذا المرض. تتعدد الحلول المحتملة:

• ستيرويدات قشرية.

• أجهزة تنفسية.

• إعادة تأهيل الرئتين.

• زراعة الرئة إذا كان انقطاع التنفس حاداً.

صحيح أن معالجة التليف الرئوي بالأدوية لا تضمن نتائج جيدة دوماً، لكن يمكن فعل الكثير لتحسين العلاجات التي تخفف صعوبة التنفس:

• الإقلاع عن التدخين في المقام الأول.

• التسجل في برامج لتأهيل التنفس من أجل تحسين عملية وصول الأكسجين إلى الأنسجة وزيادة فاعلية الأنسجة السليمة.

• في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى العلاج بالأكسجين.

• معالجة الالتهابات التنفسية سريعاً.

• يمكن اقتراح زراعة الرئة إذا كان وضع المريض خطيراً.

إيقاع المرض

في بعض الحالات، يكون المرض خفيفاً ولا يسبب أعراضاً كثيرة ويتطور بوتيرة بطيئة مع مرور الوقت. لكن في حالات أخرى، حين ينجم التليف الرئوي عن مرض كامن (مثل التهاب المفاصل الروماتويدي)، قد يتطور التليف بالإيقاع الذي يتبعه المرض الكامن.

في حالات نادرة جداً، يتطور التليف الرئوي خلال بضعة أسابيع ويتحول إلى انقطاع تنفس قد يؤدي إلى الوفاة. لكن يتمثل المسار الاعتيادي للتليف الرئوي بتندّب بطيء وتدريجي في الرئتين. تتفاوت مدة وسرعة هذه العملية. يواجه بعض المرضى الذين لا يتجاوبون مع العلاج تدهوراً في وضعهم الصحي خلال أشهر أو سنوات، ما يؤدي إلى الوفاة حين تتوقف الرئتان عن العمل. لكن لحسن الحظ، يتجاوب معظم المرضى جيداً مع العلاج.

باختصار، لا يجب الاستخفاف بمرض التليف الرئوي. وحدها الأبحاث المستمرة ستتمكن من إيجاد وسائل فاعلة لمكافحة هذا المرض وتحسين نوعية حياة المصابين به.

أدوية مسؤولة عن المشكلة

• نيتروفورانتوين: يُستعمل أحياناً لمعالجة الالتهابات البولية.

• أميودارون: يصفه الأطباء أحياناً لمعالجة عدم انتظام إيقاع القلب.

• بليوميسين وسيكلوفوسفاميد وميثوتريكسات: تُستعمل هذه الأدوية أحياناً لمكافحة السرطان.

back to top