بلا سقف: عاد «الزعيم» فعادت الروح
بعد الهيمنة التامة لفريقي القادسية والكويت على لقب الدوري فترة امتدت زهاء عقد ونيف من الزمن، يشهد الموسم الجديد من "دوري فيفا" في جولاته الأولى تغيير جلد المسابقة، وتحولاً واضحاً في شكل المنافسة، خاصة بعد ما نراه الآن من بوادر عودة ميمونة لـ"الزعيم" العرباوي، تجلَّت في تقديمه لأفضل العروض خلال الجولات الماضية من عمر الدوري، ودخوله كمنافس قوي ومباشر على اللقب، مما أثرى المنافسة وأضفى روحاً جديدة على المسابقة التي يسلك مستواها وتيرة تنازلية مخيفة، نتيجة لإصرار اتحاد كرة القدم على الاستمرار في تطبيق نظام "دوري الدمج" الذي أثبت فشله فنياً وجماهيرياً.كان العربي خلال المواسم الماضية معرَّضاً دائماً لاستقبال الخسارة في أي مباراة، وكانت حالته الفنية بائسة، رغم جميع محاولات الترقيع التي هبَّت عليه، هكذا بدا حال "الزعيم" قبل قدوم مدربه الصربي بونياك، الذي أكمل النواقص الفنية في الفريق، ونجح خلال فترة قياسية بإعداد لاعبيه بطريقة مثالية قبل انطلاقة الموسم، ليقدم لنا فريقاً ثقيلاً يلعب كرة قدم ممتعة، ويتَّبع أسلوباً فنياً جذاباً، يوفر التغطية الدفاعية والأداء الهجومي الفعال في آن واحد، مما جعلنا نشتمُّ بعضاً من عبق الزمن الجميل للنادي العربي، ونستذكر هيبته في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، حين كان "الأخضر" فارساً، يعشق الانتصار ويكره الخسارة.وإذا أردنا أن نضرب مثلاً في وفاء الجماهير الرياضية لفرقها، فإننا لن نجد مثالاً أروع من الجماهير العرباوية الوفية التي ما فتئت تساند فريقها، حتى وهو في أسوأ حالاته، وأجزم لو أن أحد الأندية الجماهيرية مر بالظروف القاسية التي مر بها العربي، لتخلَّت عنه جماهيره عند أول عثرة، على عكس جماهير الأخضر التي ظلَّت صابرة، تدوس على أزبال المدرَّجات وتحضر بكثافة، رغم كل الهفوات وكل الحماقات الإدارية التي أضرَّت بـ"الأخضر" على مدى سنوات مضت، وهذا ما يجعلني أقرّ بأن المدرَّج العرباوي هو علامة فارقة في ملاعبنا، و"مدرسة" في التشجيع.وأعتقد أن الفرصة مواتية الآن للفريق العرباوي أكثر من أي وقت مضى للظفر بدرع الدوري، وإسعاد جماهيره وإطفاء عطشها نحو البطولة الأهم، لاسيما في ظل حالة التوهج الفني للاعبيه، وامتلاكه لعناصر التفوق في جميع الخطوط، فلا شيء ينقص "الزعيم" ليعود إلى تحقيق بطولته المفضلة، وتقديم ما يليق باسمه وتاريخه، سوى أن تعمل الإدارة على توفير بيئة مستقرة للاعبين وللجهاز الفني، ويتحقق ذلك من خلال عزل الفريق عن الصراعات الإدارية، أياً كان نوعها، إلى جانب الحرص الشديد على تحييده من أي أزمة قد تواجهها الإدارة العرباوية مستقبلاً، في حال تعمُّق الخلاف بينها وبين مجلس إدارة "الاتحاد". من المهم أن يستعيد "الزعيم" موقعه الطبيعي، وأن يواصل البقاء في صدارة الدوري، أو أن يبقى على مقربة منها على أقل تقدير، لأن ذلك سيسهم في كسر رتابة المنافسة المحلية، ويعجِّل في إنهاء حالة الارتخاء والخمول التي أصبح عليها فريقا القادسية والكويت مؤخراً، وما أدرانا، فربما تُنعش عودة "الأخضر" منتخبنا الميت "إكلينيكياً".قفّال:حقيقة وليست رأياً: جماهيرية أندية كرة القدم تقاس بمعدل حضور جماهيرها إلى الملاعب.