واشنطن تلعب على تناقضات شيعة العراق وتحرج الجميع

نشر في 06-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 06-05-2015 | 00:01
No Image Caption
«التحالف الوطني» يجدد وعوده للقوى السنية ويحيي مشروع «الحرس الوطني»
قال «التحالف الوطني» وهو الكتلة الشيعية الأكبر في برلمان العراق، إن جميع أطرافه اتفقت على دعم حكومة حيدر العبادي وخياراتها، كما دعا خلال اجتماع الهيئة القيادية مساء الاثنين الماضي، إلى تمرير التشريعات الضرورية المتلكئة مثل قانون «الحرس الوطني»، الذي كان جزءاً من المنهاج الوزاري للحكومة، لكن معارضة أحزاب شيعية لمنح السُّنة قوة دفاع ذاتي، أوقفت النقاش حوله.

ويعد هذا الموقف الشيعي تراجعا عما قاله قادة شيعة طوال أسابيع، حين قالوا إن كل الاتفاقات مع السُّنة، تأجلت الى ما بعد طرد «داعش»، وإن كل الجهود الآن تتركز على المعارك، بينما عادوا اليوم مع وعود جديدة للقوى السنية، وأيضا للمجتمع الدولي الذي انزعج من تعثر الاتفاقات السابقة، حيث حصلت بغداد على دعم عسكري دولي مقابل التزامها بإبرام تصالح داخلي.

والمتغير في الموقف الشيعي جاء بعد نجاح واشنطن في اللعب على التناقضات بين الساسة الشيعة، وقادة الميليشيات، والتناقضات بين طهران المتشددة والنجف المتمسكة بنهج معتدل، حيث استطاع الأميركيون أن يزيدوا من حدة الانقسام بين «شيعة المرجع السيستاني» و»الشيعة الموالين لطهران»، إلى درجة أن ميليشيات شيعية راحت تتحدث عن «ثورة» ضد العبادي (الإصلاحي المعتدل).

وفي الحقيقة فقد نجحت واشنطن في صناعة اعتراض دولي على الميليشيات، وأحرجت العبادي مطالبة إياه بتقييدها، ما أدى إلى سوء فهم شديد بين الطرفين. كما أن قرار الكونغرس الأميركي بإمكانية تسليح السُّنة دون إذن من بغداد، يمثل إحراجاً غير مسبوق لنهج طهران المتشدد ولمعتدلي الشيعة في آن واحد. لأنه يخبرهم بوضوح بأن واشنطن هي التي يجب أن تتحكم بالمشهد السني وفي وسعها تزويد أي طرف بالسلاح، لأن الحرب ضد الإرهاب مصلحة دولية تبرر كل شيء، وأن إيران لا حق لها بأن تحلم بالهيمنة على سنة العراق وحرب «داعش»!

وأدت الخطوة الأميركية الى إرباك حقيقي للقرار الشيعي، ففي إجراء لم يحظ بمشاورات كافية، ذهب الشيعة الى البرلمان العراقي لاستصدار قرار يرد على الكونغرس ويثبت وحدة العراق، لكن الأكراد والسُّنة رفضوا الصيغة المعدة وانسحبوا من الجلسة.

وقامت الكتلة الشيعية بالتصويت وحدها، في خطوة انتهت إلى تأييد عملي لكلام الكونغرس حول الانقسام العراقي. لكن أطرافاً شيعية عديدة نبهت طهران والنجف الى خطورة التمادي في الصدام العلني هذا.

ويقال إن ساسة بارزين أمضوا أياما في طهران لهذا الغرض، وفي هذا الإطار جاء اجتماع التحالف الوطني الاثنين، كمحاولة لترطيب الأجواء، خصوصاً بين أمين منظمة بدر هادي العامري، والعبادي، لأنهما تصادما كثيرا في الآونة الأخيرة، ويبدو أنه حصل توجيه إيراني لجناح قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني بالتهدئة.

كما انطوى البيان الصادر بعد الاجتماع على محاولة تجديد الوعد بإقرار قانون الحرس الوطني، لكن العارفين يقولون إن طهران لن توافق على أن يمتلك السُّنة قوة دفاع ترتبط بحكوماتهم المحلية في المحافظات، إلا إذا توافرت ضمانات بأن يتبع الحرس لأطراف موالية لطهران، التي لن تتخيل ظهور «بيشمركة سنية» تفصل بغداد عن دمشق!

back to top