خطوات مهمة تخلصك من القرحة نهائياً!
لا تزال مشكلة القرحة تفسد حياة كثيرين مع أن العلاجات باتت أكثر تطوراً. ما الذي يمنع إذاً اللجوء إليها في مرحلة أبكر بما أن العلاج يسمح بتجنب المضاعفات التي يمكن أن تكون حادة؟
قرحة المعدة داء شائع. ينجم عن التهاب يتعلق بالضغط النفسي والعصبية وإيقاع الحياة السريع، ما يدفعنا إلى الأكل العشوائي. تكون هذه العناصر كفيلة بظهور بعض المشاكل الهضمية والتسبب بانزعاج عام، لكن لا يرتبط سبب القرحة الطبي بهذه الظروف حصراً.
وظيفة المعدةتتولى المعدة بشكل أساسي تحويل المأكولات من خلال إفراز العصارات الهضمية تزامناً مع دفعها نحو العفج. العصارات الهضمية عناصر عدائية وقد تسبب الأضرار إذا تغير دورها الأصلي الذي يرتبط بالتركيز حصراً على المأكولات التي تصل إلى المعدة. تكون الأخيرة مزودة بغشاء واقي لحمايتها من العصارات الحمضية. يتجدد الغشاء بشكل دائم لحماية الجسم باستمرار. لكن قد يختلّ هذا التجدد، فتهاجم العصارات جدار المعدة مباشرةً وتُحدث ثقباً فيه. تبقى هذه الحالة نادرة لأن المريض يستشير الطبيب مسبقاً في معظم الحالات.يُشار إلى أن جميع أنواع القرحة لا يسبب المعاناة في المراحل الأولى. في ثلثَي الحالات، لا تظهر أي مشكلة وهذا الأمر يعقد الوضع. يشعر الفرد عموماً بتشنجات وحموضة، لكن يسهل أن ينسب هذه الأعراض إلى مشكلة عابرة أو وجبة طعام دسمة.أنواع مختلفةقرحة العفج هي الأكثر شيوعاً. كما يشير اسمها، تقع في منطقة العفج، أي بين المعدة والأمعاء الدقيقة. أما قرحة المعدة، فتبقى أقل شيوعاً منها.أصل المشكلةلا علاقة للرأس بهذه المشكلة حتى لو سببت القرحة أحياناً أوجاعاً إضافية بسبب الضغط النفسي. لكن تبقى الأسباب فيزيولوجية ويصعب أن تظهر القرحة لأسباب نفسية بكل بساطة. وجد باحثون جرثومة مسؤولة عن القرحة ويتم رصدها في معظم حالات القرحة بعد الفحص. لا تُعتبر الجرثومة الملوية البوابية خطيرة بحد ذاتها لأنها تكون موجودة في الجسم أحياناً منذ الولادة. قد تبقى خامدة طوال الحياة لكن يمكن أن تستيقظ. لم ينجح الباحثون في اكتشاف أصل هذه الجرثومة لكنهم لاحظوا أن سلوكها يتغير أحياناً عند بعض الأفراد. نعلم أن قنوات نقل العدوى تتركز في اليدين والبراز. لذا يشدد الخبراء على ضرورة غسل اليدين جيداً في جميع المناسبات.على صعيد آخر، قد يؤدي أخذ مضادات الالتهاب بشكل مفرط إلى ظهور القرحة. لكن في هذه الحالة، من الواضح أن العلاج الأصلي هو سبب المشكلة ولا بد من تعديله. إذا أوصاك الطبيب بهذا النوع من الأدوية لسبب مختلف، لا بد من التناقش معه لتغييره في أسرع وقت ممكن. لكن لا يكون جميع مضادات الالتهاب ضارة بل يجب أن يتأكد الطبيب أولاً من قدرتك على تحملها بالشكل المناسب ومن عدم ظهور مضاعفات بسببها.يذكر بعض المراجع مسؤولية التدخين في هذا المجال، فضلاً عن القهوة. كذلك يرتفع احتمال ظهور القرحة إذا كان أحد أفراد عائلتك مصاباً بالقرحة سابقاً، لكن لا تكون الحالة مميتة غالباً. في مطلق الأحوال، يطلب الطبيب من المريض أن يقلع عن التدخين وأن يقلص استهلاك المشروبات المنشِّطة لتجنب إبطاء مداواة الجرح.علاجاتأصبحت العلاجات أكثر فاعلية منذ اكتشاف الجرثومة المسؤولة عن المشكلة. هكذا بات العلاج يركز على سبب الاضطراب. إذا طُلب منك الخضوع لفحص تنفسي، فلا داعي للقلق لأنه فحص سهل جداً. يقضي بابتلاع سائل يسمح بعد الشهيق بمعرفة ما إذا كانت الجرثومة مسؤولة عن جميع المشاكل التي تواجهها. إذا لم تكن الجرثومة هي السبب، يجب الانتقال إلى اختبارات أدق، من بينها فحوص الدم والبراز. في حال ترافق التقيؤ مع نزيف أو أصبح البراز داكن اللون أكثر من العادة، يجب استشارة الطبيب لأنها عوارض محتملة للمشكلة.يتألف العلاج في العادة من مضادات حيوية ومضادات حموضة. تكون مدته قصيرة جداً وتتراوح بين شهر وشهرين (لكنّ الفترة هي أقصر بكثير عند استعمال المضادات الحيوية وقد تقتصر على ثمانية أيام). إذا قرر الطبيب تجديد العلاج، لا داعي للقلق. يعني ذلك بكل بساطة أن التئام الجرح يحصل بوتيرة بطيئة، ما يستلزم إطالة مدة العلاج. كما يحصل مع جميع العلاجات، يجب الالتزام بالمدة التي يوصي بها الطبيب وعدم قطع العلاج، حتى لو شعرت بالتحسن. في العادة، تكون ستة أسابيع كافية لالتئام جرح المعدة بشكل شبه كامل. بما أن الشفاء من القرحة قد يحصل من تلقاء نفسه، قد يرصد الفحص أجساماً مضادة تشير إلى الشفاء من قرحة سابقة. لذا يجب التحدث بدقة مع الاختصاصي أو الطبيب العام عند زيارته أو عند إجراء بعض الفحوصات البسيطة.يمكن التفكير بالجراحة عند الحاجة. تصبح الجراحة حتمية إذا ظهرت مضاعفات مثل النزيف. يتم اللجوء إلى الجراحة أيضاً عند الإصابة بقرحة المعدة وإذا لم يعط العلاج العادي نتيجة جيدة. في هذه الحالة، من الأفضل الخضوع لجراحة فاعلة للتخلص من أي آثار ضارة في المعدة بدل تجاهلها. قد تبرز الحاجة أحياناً إلى اجتثاث جزئي. وإذا سببت القرحة ثقباً في المعدة، لا بد من الخضوع للجراحة بشكل عاجل.أسلوب ضروري بعد العلاج بالأدوية أو الجراحة، لا بد من تبني أسلوب حياة منطقي يسمح للمعدة باستعادة وضعها الطبيعي وتجنب المعاناة. لا تعني الانتكاسة بالضرورة أن الحالة خطيرة. لسوء الحظ، من الشائع أن تتجدد مشكلة القرحة. لهذا السبب، قد يوصيك الطبيب في بعض الحالات بمتابعة أخذ حبوب صغيرة خلال سنة أو سنتين لتجنب هذه الظاهرة. يصعب الشفاء من هذه الجرثومة الصغيرة لذا يجب متابعة النضال لفترة طويلة للتمكن من هزمها.التعاطي مع القرحةعدا آثار التبغ والمواد المنشطة، تشكل التوابل جزءاً من الأنواع التي يجب تقليص استهلاكها. صحيح أن الأمعاء تتأثر بها أكثر من المعدة، لكن من الأفضل اتخاذ بعض التدابير الوقائية. يمكنك أن تتناول مختلف أنواع المأكولات وأن تتبنى أسلوب حياة طبيعياً إذا أمكن، مع التركيز على استهلاك الفاكهة والخضراوات المطبوخة بدل النيئة. أخيراً، يجب الاتكال على شعورك الذاتي. إذا شعرت بالانزعاج من طعام معين، توقف عن استهلاكه.من المعروف أن المواد الدهنية والتوابل والخضراوات التي يصعب هضمها مثل الملفوف تتطلب جهداً أكبر من عصارات المعدة. لكن كلما نشطت تلك العصارات الهضمية، تزداد حساسية جدار المعدة. إذا كنت تحب الفاكهة الحمراء، اعلم أن التوت البري يُعتبر مضاداً للجراثيم.مسببات أخرىيمكن نسب أسباب القرحة أحياناً إلى مرض آخر يؤثر على الدورة الدموية. في هذه الحالة، يُفترض ألا تظهر مشكلة القرحة إذا تعالج سبب المرض. تشمل مسببات المرض ارتفاع ضغط الدم والسكري. قد تؤدي الدوالي أيضاً إلى القرحة لذا يجب مراقبة مسار تطورها. تكون العلاجات على نوعين:• تنظيف الجرح بطريقة مكثفة ومنتظمة.• الضغط لتقليص الوذمة.ماذا عن قرحة الساق؟لا يتحدث كثيرون عن قرحة الساق لأنها أقل شيوعاً من غيرها. في المقام الأول، ترتبط الحالة بمشكلة في الدورة الدموية، وتحديداً في وريد أو شريان معين، أو في الاثنين معاً. هذه المشكلة تطاول النساء بشكل أساسي. إذا لم يتم اللجوء إلى علاج محدد مع الحرص على متابعته طوال الفترة اللازمة، قد تسبب القرحة مضاعفات حادة مثل الوذمة أو التخثر. القرحة أشبه بجرح يهاجم الأنسجة وقد يصل إلى مستوى العظام. ثمة أمر واحد مؤكد منذ البداية: قرحة الساق لا تُشفى من تلقاء نفسها.بسبب اختلال نظام الشرايين أو الأوعية الذي يتوقف عن تغذية الأنسجة، تختنق الأخيرة وتنحرم من المغذيات الضرورية التي تضمن تجددها. في هذه المرحلة، لا يمكن تفريغ السموم من الجسم وهكذا يتشكل الجرح وفق إيقاع مختلف بحسب وضع كل فرد.مشكلة يجب عدم تجاهلهاأسلوب الحياة بالغ الأهمية في هذا المجال. يجب رفع الساق عند الإمكان والاعتياد على المشي بانتظام والتنبه إلى أي إصابات محتملة في الجرح. يجب القيام بمراجعة عامة للحالة والتأكد من عدم الإصابة بأي مشاكل في القلب والأوعية الدموية. لا يجب الاستخفاف بقرحة الساق. من المتوقع أن يرتفع متوسط العمر وأن تنتشر ظاهرة العجز عن ممارسة النشاطات الجسدية يومياً في السنوات المقبلة. لذا من الأفضل اتخاذ تدابير وقائية مسبقة نظراً إلى ارتفاع عدد النساء اللواتي يواجهن مشاكل في الدورة الدموية بعد عمر الخمسين. من المفيد اللجوء إلى العلاج بالضغط أو التدليك أو التصريف اللمفاوي لمكافحة احتباس الماء وحماية الدورة الدموية بشكل عام. تُعتبر الحرارة أيضاً من أعداء القرحة، فضلاً عن جميع الملابس الضيقة. كذلك، لا بد من معالجة البشرة والحرص على ترطيبها واتباع حمية غذائية سليمة كجزء من العلاج.ما من علاقة بين قرحة المعدة وقرحة الساق عدا الاسم المشترك. يمكن تحديد نقاط مشتركة لمعالجة الحالتين مثل عدم الانتظار طويلاً قبل استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض التي تسبق المشكلة. في الحالتين، يُعتبر أسلوب الحياة مهماً على مستوى الروح والجسد، لا سيما الغذاء وممارسة الرياضة. في مطلق الأحوال، يجب التحلي بالصبر لأن الشفاء يتطلب بضعة أسابيع أو أشهر. ويجب التأكد من أن الأنسجة تستعيد صحة مقبولة، سواء على مستوى جدار المعدة أو الساق.