النوبة القلبية... ضروريّة الفحوص

نشر في 09-10-2014 | 00:02
آخر تحديث 09-10-2014 | 00:02
تساهم الفحوصات غير الغازية (إمكانية الحصول على معلومات من دون إدخال الإبر أو الأنابيب في الجسم) في تقييم خطر الإصابة بنوبة قلبية. قد تتطلب النتائج الإيجابية فحوصات إضافية أو عملية غازية (قسطرة، جراحة...).
في حال ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب أو مواجهة عوارض مثل ضيق التنفس أو انزعاج في الصدر، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات القلب، لكن لا يقتصر الفحص على تأكيد الإصابة بمرض القلب أو نفيها. قد يرغب الطبيب في تحديد ما إذا كانت الصفائح الدهنية داخل الأوعية الدموية تطرح خطراً مرتفعاً أو متوسطاً أو متدنياً للإصابة بنوبة قلبية. يساعد هذا الجواب على تحديد مدى حاجتك إلى العلاج، وبالتالي اختيار نوع العلاج الأنسب لحالتك.

ما من اختبار أفضل من غيره وما من فحص مناسب للجميع. يقول د. رون بلانكستاين، خبير في تصوير القلب والأوعية الدموية في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: «أفضل اختبار بالنسبة إلى أي فرد هو الذي يوفر معلومات لازمة لتوجيه العلاج».

يكشف اختبار الإجهاد النووي المناطق التي تتلقى نسبة جيدة من تدفق الدم في عضلة القلب خلال أوقات الراحة وتفتقر إلى الدم خلال التمارين الرياضية بسبب تدفق كمية غير كافية منه.

التحقق من وجود انسداد

ثمة احتمال بأن يكون الفحص الأول غير غازي،  يقول د. مارسيلو دي كارلي، مدير برنامج تصوير القلب والأوعية الدموية في مستشفى بريغهام للنساء: «في العادة نبدأ بإجراء الاختبار الأقل تعقيداً والأقل كلفة ثم ننتقل إلى الإجراءات اللاحقة».

غالباً ما يكون تحمّل آلة المشي أول اختبار يتم اللجوء إليه. يُطلَب منك أن تمشي بوتيرة سريعة على آلة المشي التي تميل تدريجاً إلى زيادة مقاومتها، ما يجعل قلبك يضخ بقوة أكبر وبوتيرة أسرع. أثناء المشي، يقيس جهاز رسم القلب معدل نبضات القلب ونشاط القلب الكهربائي، ويتم تسجيل ضغط الدم بشكل منتظم. الشخص الذي لا يستطيع المشي على الآلة يُعطى دواءً لتقليد آثار التمرين.

عندما يطلب منك الطبيب فحص قلبك، من المفيد أن تسأله:

• لماذا أحتاج إلى هذا الفحص؟

• هل من خيارات بديلة؟

• كيف ستؤثر نتائج الفحص على علاجي؟

• هل يتطلب الفحص تحضيرات خاصة؟

• هل يجب أن أمتنع عن تناول  أي دواء أو طعام قبل إجراء الفحص؟

قد يترافق فحص الجهد مع تخطيط صدى القلب، أو دراسة الحقن النووي، أو تصوير بالرنين المغناطيسي لمعرفة ما إذا كان ثمة انسداد يعيق التدفق. تكشف هذه الفحوصات حجم تأثّر عضلة القلب بضعف تدفق الدم في أوقات الجهد. قد يُظهر مخطط صدى القلب أيضاً منطقة تكون شائبة في عضلة القلب ولا تنقبض بطريقة طبيعية بعد ممارسة التمارين. يمكن أن تكشف الدراسات النووية والتصوير بالرنين المغناطيسي أجزاء القلب التي تشهد تدفقاً ضعيفاً للدم، ما يشير إلى وجود شريان مسدود.

بما أن معظم المسنين لديهم مستوى معين من تضيّق الشرايين بسبب مرض الشريان التاجي (تصلب الشرايين)، تتعلق المسألة الأساسية بمعرفة ما إذا كان التضيّق يؤثر على تدفق الدم في عضلة القلب. في هذه الحالة، قد تبرز الحاجة إلى محاولة تخفيف التضيّق عبر تغيير أسلوب الحياة، أو إجراء جراحة تحوير، أو قسطرة، أو زرع دعامة. لكن لا يكون الوضع كذلك دوماً.

يقول د. دي كارلي: «قد يُصاب الشخص بمرض الشريان التاجي الحاد لكن تتابع عضلة قلبه تلقي كمية مناسبة من الدم خلال ممارسة التمارين. قد يساهم تحسين تدفق الدم عبر الشرايين التاجية في منع أي مشاكل مستقبلية».

تحديد موقع المرض

يعني فحص الجهد «الإيجابي» أنّ الشريان يشمل صفيحة أو صفائح دهنية تكون كبيرة بما يكفي لتؤثر على تدفق الدم. في المرحلة اللاحقة، يجب الخضوع لاختبار لتحديد موقع تلك الصفائح.

للقيام بذلك، يتعلق المعيار الذهبي بإجراء قسطرة طرفية تحصل خلال قسطرة القلب، وهي عملية غازية. ثمة خيار بديل لا يتطلب إحداث أي شق ويقضي بإجراء قسطرة طرفية عبر شكل متطور من الأشعة السينية: تصوير مقطعي محوسب. تُستعمل تقنية تصوير الأوعية الدموية الآن في أقسام عدة من الطوارئ لاستبعاد مرض الشريان التاجي عند المرضى الذين يدخلون المستشفى بسبب ألم في الصدر.

يوضح د. بلانكستاين: «تستبعد القسطرة الطرفية السلبية التي تحصل بالتصوير المقطعي وجود أي مرض خطير وتشير إلى تراجع خطر التعرض لنوبة قلبية مستقبلاً».

تحديد نسبة الخطر

يزداد قلق أطباء القلب عندما يكون جزء كبير من القلب معرّضاً للخطر. يشرح د. دي كارلي: «حين تحتاج نسبة معينة من عضلة القلب إلى تدفق الدم، يمكن أن نتوقّع متى تكون إعادة تكوين الأوعية قادرة على تخفيف العوارض وتحسين النتائج».

حتى بعد اختبار الجهد والقسطرة الطرفية، لا يتضح عموماً ما إذا كان انسداد الأوعية الدموية هو سبب المشكلة. قد تبرز الحاجة إلى إجراء فحوصات إضافية.

لكن بعض الصفائح الذي يضيّق الشريان يسبب نوبات قلبية بنسبة تتراوح بين 30% و40% فقط، ولا تترافق مع أي عوارض إلى أن تتمزق فجأةً، ما يسبب نوبة قلبية. يمكن إنقاذ حياة عدد لا يُحصى من المرضى عبر إيجاد طريقة لتحديد المواقع التي تميل إلى التمزق. تحاول شركات ومحققون إيجاد طرق لتوقع أخطر الإصابات، لكن لم يُثبت أحد بعد أن هذا الأمر سيسمح بمنع النوبات القلبية.

تفسير تصوير الجهد

• مخطط صدى القلب: قبل وبعد أن يسير الشخص على آلة المشي، يتم دس جهاز صغير في صدره، يبث موجات فوق صوتية تهز القلب وتصدر صورة متحركة للقلب النابض وصماماته.

• دراسات الحقن النووي: في أوقات الراحة وبعد ممارسة التمارين، يتم حقن مادة إشعاعية في الأوردة كي تصل إلى القلب. بفضل هذه المادة، تستطيع الصور التي تلتقطها الكاميرا إظهار المناطق التي يتدفق فيها الدم بشكل غير طبيعي إلى عضلة القلب بسبب تضيّق أو انسداد الشرايين، فضلاً عن تحديد مناطق الخلل نتيجة نوبة قلبية سابقة.

• التصوير بالرنين المغناطيسي: يتمدد الشخص داخل آلة التصوير بالرنين المغناطيسي. يتم أخذ صور في أوقات الراحة وبعد تناول الدواء لزيادة تدفق الدم إلى القلب. يمكن أن تكشف الصور مناطق الخلل ومدى صحة انقباض مختلف مناطق القلب.

back to top