افهم ذاتك

نشر في 13-12-2014
آخر تحديث 13-12-2014 | 00:01
 أماني الحزمي كثير منا يعيش في هذه الحياة، لكنه يجهل ذاته، فتراه منذ الصغر يتساءل ماذا أريد أن أكون عندما أكبر، دون أن يحدد لنفسه هدفاً أو مساراً، لتجد أشخاصاً كبروا وحصلوا على مراكز عالية ومرموقة، لكنك إذا تحدثت إليهم تراهم غير واعين بذاتهم، جاهلين ماذا يكونون وإلام يتجهون؟

وسؤالي: لماذا نرى كثيراً من هؤلاء، والجواب لأنه ليس لديهم بصيرة يمكنها أن توجد تفكيراً مبدعاً خلاقاً للوصول إلى أي هدف تريد تحقيقه، فإذا دخلت البصيرة في تناولك للمشكلات، فإنك تبدأ في ترتيب وتنظيم ما كان في ذهنك وفق أنماط جديدة تحمل أكثر من معنى في حل المشكلة حتى تحصل على نتائج مُرضية، وقد تأتي البصيرة بحل مفاجئ للمشكلة، وفي كلتا الحالتين ستشعر بالسعادة. وتلك البصيرة تختلف عن المعلومات، التي إذا أردت الحصول على بعضها بما يفيدك في الوصول إلى أمر ما، فإنك تستطيع قراءة كتب معينة مثل: "كيف تتعلم كذا وكذا"، أو ملاحظة غيرك والاستعانة به في حل مشاكلك.

والبصيرة إذا خذلت صاحبها فإنه يحس بخيبة أمل وتعاسة، أما إذا حالفته وأصبحت من بين سماته فإنه يتقدم في حياته إلى الأمام متوجاً كل ما يسعى إليه بالنجاح، غير أنه لن يحصل على ذلك إلا إذا فهم نفسه، لذا عليك أن تحاول إدراك وتحديد حاجاتك اللاشعورية بوصفها المحرك لأفعالك، لأنها إما أن تيسر حياتك وتبنيها وإما أن تهدمها، فهي مستترة تحت مستوى الوعي والإدراك، ومتى ما ظهرت في ضوء النهار فإنك ستستطيع عمل الكثير حيالها، وتفهم ذاتك.

غير أن ذلك ليس معناه أن تقضي حياتك في تحليلك لنفسك، فسلامة التقدير تعلمنا أن الشيء إذا "زاد عن حده انقلب إلى ضده"، وكل ما تحتاج إليه أننا إذا كنا نكرر سلوكاً معيناً يقودنا إلى أخطاء فعلينا فقط أن نسأل أنفسنا: لماذا نكرر هذا السلوك الخطأ، فإذا وُجِد الجواب فعلينا أن ننسى عندئذ محاولة فهمنا لأنفسنا، إذ لا لزوم في هذه الحال، لأن هناك مجالات أحق بنشاطنا وأجدى نفعاً.

back to top