أوباما يبحث مع القادة الخليجيين التعاون الأمني وإيران

نشر في 15-05-2015 | 00:08
آخر تحديث 15-05-2015 | 00:08
● قمة «كامب ديفيد» تضمنت 3 جلسات وسبقتها محادثات غير رسمية في عشاء البيت الأبيض
● واشنطن تقترح تقديم ضمانات دفاعية وتسهيل بيع السلاح من دون توقيع معاهدة
بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، في «كامب ديفيد» العلاقات الخليجية ـ الأميركية مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً موضوع الالتزامات الأمنية وشؤون التسلح والدفاع، إلى جانب التدخلات الإيرانية في المنطقة، وتداعيات التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.

استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء أمس الأول، وفود دول مجلس التعاون الخليجي في البيت الأبيض بواشنطن، حيث أقام مأدبة عشاء على شرفهم، تخللتها محادثات تمهيدية استكملت أمس في منتجع كامب ديفيد الرئاسي.

وشهدت القمة الأميركية ـ الخليجية ثلاث جلسات من المباحثات، وانتهت ببيان مشترك تلاه الرئيس الأميركي.

وكان أوباما استقبل مساء أمس الأول سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ممثلا الإمارات، وولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، ورئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان فهد آل سعيد، إضافة الى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني.

مسودة البيان

وأكدت مصادر دبلوماسية أن العمل جار لتضمين المسودة النهائية لمحادثات كامب ديفيد لهجة أقوى حول سورية لجهة ربط التغيير السياسي هناك بالتصدي لدور إيران السلبي إقليمياً ومحاربة «داعش».

ولفتت المصادر إلى أن الإدارة الأميركية قالت للأفرقاء العرب إن ما سيتم تقديمه من ضمانات دفاعية هو الحد الأقصى لما يمكن عرضه، مشيرة إلى أنه سيتم تسهيل وتسريع تقديم المبيعات العسكرية الجديدة، عبر وضع آلية لتعاون أكبر بين الجانبين، وستلحقها متابعات ومؤتمرات أخرى.

ورغم أن الرئيس الأميركي لن يطرح معاهدة أمنية مثلما يرغب بعض زعماء الخليج، فإنه سيسعى الى تهدئة مخاوفهم، وتأكيد التزام الولايات المتحدة بتلبية احتياجاتهم الدفاعية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست مساء أمس الأول إن «محور المحادثات هو: ماذا سنفعل لتحديث وتعميق هذا التعاون الأمني؟» وأضاف: «جل ما يفكر فيه الرئيس هو مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي على استخدام المعدات التي لديها لتحسين تنسيق جهودها وتحسين ما تقدمه من أمن لمواطنيها».

وقال مسؤولو البيت الابيض يوم الاثنين الماضي إن القمة ستخرج بإعلانات تخص عمليات التكامل بين أنظمة الدفاع الصاروخي الخاصة بالصواريخ الباليستية وزيادة التعاون العسكري المشترك.

ويسعى أوباما لإقناع دول الخليج العربية المتحالفة مع واشنطن، بما فيها السعودية، بأن الولايات المتحدة ملتزمة بأمنها رغم المخاوف العميقة لدى الزعماء العرب من الجهود الأميركية للتوصل الى اتفاق نووي مع ايران.

ويشعر الزعماء العرب بالقلق من أن يؤدي قرار رفع العقوبات عن إيران في اطار اتفاق نووي الى تمكين طهران من العمل على زعزعة استقرار المنطقة.

وتجري الولايات المتحدة و5 قوى عالمية أخرى محادثات مع طهران للحد من انشطة برنامجها النووي. وتحتاج حكومة أوباما الى كسب تأييد مجلس التعاون الخليجي للاتفاق للمساعدة في إقناع الكونغرس المتشكك بأنه يحظى بدعم واسع النطاق في المنطقة.

«المحمدان»

وكان الرئيس الأميركي التقى أمس الأول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المكتب البيضاوي، وأكد أنه «ترتبط الولايات المتحدة والسعودية بأواصر صداقة وعلاقات يرجع تاريخها إلى (الرئيس) فرانكلين روزفلت»، وأضاف قائلا «نحن مستمرون في بناء تلك الروابط في هذا الوقت العصيب للغاية».

وقال أوباما إنه والزعيمين السعوديين سيناقشون سبل البناء على هدنة في اليمن والعمل من أجل «حكومة شرعية تمثل كل الأطياف» في اليمن الذي يتعرض فيه الحوثيون المدعومون من إيران لقصف جوي من تحالف تقوده السعودية.

ولم يذكر أوباما المحادثات النووية الإيرانية في تعليقاته الي وسائل الإعلام. لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض برناديت ميهان قالت إن الزعماء الثلاثة ناقشوا «أهمية اتفاق شامل» بين إيران والقوى العالمية «يضمن بشكل يمكن التحقق منه الطبيعة السلمية الحصرية لبرنامج إيران النووي»، في إشارة الي جهود الولايات المتحدة والقوى العالمية الخمس الأخرى للوصول الي اتفاق لكبح برنامج ايران النووي.

وأضافت ميهان انهم ناقشوا ايضا جهود التصدي لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية والتعاون لتسوية الصراعات في العراق وسورية واليمن.

وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الابيض إن العاهل السعودي الملك سلمان لم يعبّر عن أي مخاوف محددة بشأن جدول اعمال قمة كامب ديفيد عندما التقى وزير الخارجية جون كيري في الرياض الأسبوع الماضي. وأضاف ان حضور الزعيمين السعوديين القمة هو حدث لم يسبق له مثيل. وأبلغ ايرنست الصحافيين «بالتأكيد تلك اشارة الى أن السعوديين يأخذون كل هذا مأخذ الجدية».

ووصف أوباما السعودية بأنها شريك رئيس في جهود محاربة مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ونوه بتواصله مع ضيفيه اللذين حضرا بالإنابة عن الملك سلمان قائلا «على المستوى الشخصي كان عملي وأعمال الحكومة الأميركية مع هذين الفردين ... في قضايا مكافحة الإرهاب بالغة الأهمية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وأيضا لحماية الشعب الأميركي».

وقال الأمير محمد بن نايف إن بلاده تولي أهمية كبيرة «للعلاقات الاستراتيجية والتاريخية» مع الولايات المتحدة.

الدفاع

الى ذلك، بحث وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر مع الأمير محمد بن سلمان في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أوجه التعاون في المجالات الدفاعية وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة الى استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة.

وقالت «البنتاغون»، في بيان مساء أمس الأول، إن كارتر أكد أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية لضمان استقرار وأمن الشرق الأوسط ومواجهة التحديات الأمنية الأكثر إلحاحا في المنطقة. وبحث الجانبان كذلك عددا من القضايا الاقليمية، بما في ذلك الغارات الجوية على مواقع عسكرية تابعة للميليشيات الحوثية في اليمن والغارات التي تشنها قوات التحالف على تنظيم «داعش».

(واشنطن ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top