أوباما يعلن حرباً على «داعش» في العراق وسورية... و«اجتماع جدة» يناقش الهواجس الإقليمية

نشر في 12-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 12-09-2014 | 00:01
● الخطة تتضمن غارات على سورية وتسليح المعارضة
● أنقرة وبرلين ولندن لن تشارك في عمل عسكري
● بغداد ترحب... وطهران تشكك بمصداقية «التحالف»
● موسكو ترفض ضربة من دون موافقة دمشق
دخلت الولايات المتحدة الأميركية عملياً في حرب مع تنظيم "داعش" بعد إعلان الرئيس الأميركي نيته إضعافه وتدميره، من خلال استراتيجية شاملة تتضمن شن غارات في العراق وسورية. وفي إطار جهود تشكيل تحالف دولي لتنفيذها، عقد أمس في جدة اجتماع عربي ـ أميركي ـ تركي، تطرّق خصوصاً إلى التحفظات والهواجس لدى دول إقليمية من الخطة الأميركية.

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، فجر أمس، "حرباً بلا هوادة" على تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً بـ "داعش"، مؤكداً أن الاستراتيجية التي وضعتها إدارته لهذه الحرب تهدف الى إضعاف التنظيم المتشدد ومن تدميره في نهاية المطاف.

وقال أوباما في خطاب وجهه الى الشعب الأميركي من البيت الأبيض، قبيل الذكرى الثالثة عشرة لاعتداءات 11 سبتمبر: "هدفنا واضح، سنضعف تنظيم داعش وندمره في نهاية المطاف، من خلال استراتيجية شاملة ومتواصلة لمكافحة الإرهاب"، مشدداً على أنه سيلاحق متشددي التنظيم "أينما كانوا"، لأنه "إذا أنت هددت أميركا، فلن تجد مأوى آمنا".

لا تردد

وقال الرئيس الأميركي: "لن أتردد في التحرك ضد داعش في سورية كما في العراق"، كاشفاً أن القوات الأميركية ستوسع الغارات التي تشنها في العراق منذ شهر ضد المتطرفين. وأضاف: "بالتعاون مع الحكومة العراقية، سوف نوسع عملنا الى أبعد من حماية مواطنينا وبعثاتنا الإنسانية، وسوف نستهدف داعش من أجل دعم القوات العراقية في هجومها".

مساعدات للعراق وللمعارضة

وأعلن أوباما عن إرسال 475 مستشارا عسكرياً إضافيا من أجل مساعدة القوات العراقية، دون أن تكون لهؤلاء مهام قتالية، مؤكداً: "لن يتم استدراجنا الى حرب أخرى على الأرض في العراق".

وفي سياق متصل، كشف الرئيس الأميركي عن زيادة المساعدة العسكرية المخصصة للمعارضة السورية. وقال أوباما: "في سورية نقدم مساعدات عسكرية الى المعارضة السورية. وقد دعوت الكونغرس الليلة الى إعطائي سلطات إضافية ومصادر من أجل تدريب وتسليح أولئك المقاتلين.

وأضاف: ففي محاربة "داعش" لا يمكننا الاعتماد على نظام الأسد الذي يرهب شعبه، فذلك النظام لن يستعيد الشرعية التي فقدها، بدل ذلك يجب أن نقوي المعارضة لمجابهة المتطرفين مثل "داعش"، مع الاستمرار بالحلول الدبلوماسية الضرورية من أجل حل الأزمة السورية".

التحالف الدولي

وأشار الى التحركات والجهود المبذولة من أجل خلق تحالف دولي عسكري، والتي تضمنت إرسال مقاتلات جوية وأسلحة الى العراق وإلى المعارضة السورية، إضافة الى تبادل المعلومات الاستخباراتية اللازمة وتقديم مليارات الدولارات للمساعدات الإنسانية للمنكوبين في كلا البلدين.

وناشد أوباما الدول العربية الانضمام الى هذا التحالف حتى يمكنه "المساعدة في تحريك المجتمعات السنية في العراق وسورية من أجل إخراج هؤلاء الارهابيين من أرضهم"، مبينا أن "القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية يتطلب وقتا طويلا".

وأوضح أن هذه الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ستكون شبيهة بعمليات مكافحة الإرهاب في الصومال واليمن، وستكون "مختلفة" عن حربي أفغانستان والعراق اللتين شنهما سلفه جورج بوش.

وكان أوباما أجرى قبل ذلك اتصالا هاتفيا مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أكدا خلاله أن تعزيز المعارضة السورية المعتدلة أمر "أساسي" للتصدي للجهاديين كما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي "فقد أي شرعية".

أمر عمليات

وأكد مسؤول أميركي كبير أن خطاب أوباما يشكل أمرا بشن عمليات عسكرية في سورية، بالرغم من تمنعه لفترة طويلة عن التدخل في النزاع الجاري في هذا البلد. وقال المسؤول "سيكون هناك تحرك في سورية"، لكنه رفض أن يوضح متى ستجري أولى الضربات، مكتفيا بالقول "لن نعلن عن ضرباتنا مسبقا". من جهته، قال مسؤول كبير في الدفاع أن "الجيش الأميركي مستعد للقيام بتحرك مباشر ضد أهداف للدولة الإسلامية في سورية".

تحفظّات داخل الكونغرس

رغم أن مجلس الكونغرس أبديا دعمهما للرئيس الأميركي، إلا أن الأمر لم يخل من تحفظات. فقد أثنى الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون بينر على خطاب أوباما، لكنه أبدى مخاوفه حيال الوضع الطارئ. ورأى أنه من الضروري تدريب القوات العراقية

والمعارضة السورية وتجهيزهما، لكنه لفت الى أن التدابير المعلن عنها "قد تستغرق سنوات".

من جهته، قال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب كيفين ماكارثي إنه "ينبغي القيام بالمزيد".

من ناحيته، أبدى رئيس لجنة المخصصات في مجلس النواب هال روجرز بعض التحفظات عن تقديم السلاح الذي يمكن أن يقع في أيدي الأعداء.

من جانبه، قال السناتور الجمهوري راند بول، وهو عادة ما يقود جناحا منعزلا عن الحزب، إنه سيؤيد العملية العسكرية، لكنه يريد من الرئيس أن "يلتزم بالدستور" ويطلب موافقة الكونغرس.

 وكان أوباما التقى قادة الكونغرس قبل يوم، وأبلغهم انه يملك الشرعية لإجراء عملية عسكرية دون تصويت في الكونغرس.

وقبل عام تراجع المشرعون الأميركيون عن فكرة توجيه ضربات عسكرية لنظام الأسد، بعد مزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية. ومني أوباما بهزيمة سياسية محرجة حين انضم الديمقراطيون الى الجناح المنعزل من الجمهوريين في تصويت وحّد بين الحزبين، ورفض طلب الرئيس بشن غارات جوية.

 وهذه المرة وحّد الديمقراطيون صفوفهم أيضا مع الجمهوريين، وأيدوا بقوة مهاجمة "داعش" وإن كانت غالبية الاعضاء من الحزبين تعارض فكرة إرسال أي قوات أميركية على الأرض.

ويبذل الرئيس الديمقراطي جهودا منسقة لحشد تأييد المشرعين، وسيوفد البيت الأبيض كبار مسؤولي الإدارة لتقديم إفادات خلال اجتماعات مغلقة لكل من مجلسي الشيوخ والنواب بكامل أعضائهما.

روسيا

وفي ردود الفعل الدولية على خطاب أوياما، اعتبرت موسكو ان أي ضربات أميركية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية من دون موافقة نظام الرئيس السوري بشار الأسد والأمم المتحدة ستشكل "انتهاكا فاضحا" للقانون الدولي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيتش، أن "الرئيس الأميركي أعلن احتمال توجيه ضربات لمواقع الدولة الإسلامية في سورية من دون موافقة الحكومة الشرعية (نظام الرئيس بشار الأسد)"، وأضاف أن "مثل هذه المبادرة في غياب قرار من مجلس الأمن الدولي ستشكل عملا عدائيا وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي".

كما انتقد نية إرادة الولايات المتحدة زيادة المساعدة للمعارضين السوريين المعتدلين، معتبرا أن هؤلاء المعارضين "لا يختلفون كثيرا عن متشددي الدولة الإسلامية".

إيران

بدروها، أبدت إيران، أمس، شكوكا في "جدية وصدق" التحالف الدولي الذي تريد الولايات المتحدة تشكيله لمكافحة "داعش" وتجاهلت خطاب أوباما.

 وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم قولها "هناك علامات استفهام بشأن الائتلاف الدولي المزعوم ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن بعد قمة حلف شمال الأطلسي" في ويلز.

وأضافت "يمكن أن نتساءل بشأن جديته وصدقه في التصدي للأسباب الحقيقية للإرهاب"، واتهمت بعض دول الائتلاف، دون أن تسميها، بـ"تقديم الدعم المالي" لهذا التنظيم في العراق وسورية في حين "يرغب آخرون في أحداث تغييرات سياسية في العراق وسورية لخدمة مصالحهم الخاصة".

 وكانت شخصيات عراقية شيعية طالبت، أمس الأول، بإشراك طهران في التحالف الدولي ضد "داعش".  

الصين

وفي بكين، علقت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ علة خطة أوباما بالقول: "تعارض الصين كل أشكال الإرهاب وتوافق على أن المجتمع الدولي يجب أن يتعاون لضرب الإرهاب بما في ذلك دعم جهود الدول المعنية للحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي".

 وتابعت: "وفي نفس الوقت نرى أنه وفي ظل المحاربة الدولية للإرهاب يجب احترام القانون الدولي وسيادة واستقلال وسلامة أراضي الدول المعنية أيضا"، مضيفة: "ترغب الصين في استمرار المداولات والتعاون في محاربة الإرهاب مع المجتمع الدولي على أساس من الاحترام والتعاون المتبادل".

العراق

في المقابل، رحب ناطق باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، بخطة الرئيس الأميركي. وأكد الناطق أن "العراق يرحب باستراتيجية أوباما في ما يخص الوقوف معه بحربه ضد داعش والجماعات الارهابية، إذ إن المتضرر الأول والأخير من خطورة هذا التنظيم هم العراقيون بكافة طوائفهم وأديانهم وأعراقهم"، وأضاف أن "دحر هذا التنظيم الإرهابي على الأراضي العراقية هو واجب العراقيين أنفسهم، رغم الحاجة الى وجود دعم ومساندة المجتمع الدولي لمواجهته".

ورحب الناطق باسم رئيس الحكومة بـ "الخطوات المتخذة لتحشيد تحالف دولي ضد التنظيم لإنهاء وجوده في المنطقة، كما رحب بأي تعاون إقليمي فاعل وإيجابي لمحاربة هذه العصابات الاجرامية بما يضع مصالح الشعوب فوق المصالح الطائفية وغيرها"، وقال إن "تنظيم داعش خطير، وتمدده سيمثل انتكاسة كبيرة للسلم والأمن في المنطقة والعالم"، مبينا أن "حكومة العراق ملتزمة امام شعبها في محاربة التنظيم ومحو آثاره المدمرة على المجتمع، من خلال العمل على بناء موقف وطني موحد ضده"، ودعا جميع

الدول الى "محاربة الفكر والأيديولوجيا التي تتبناها هذه التنظيمات، وإشاعة روح التسامح وأهمية احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

تركيا

وفي أنقرة، التي عبّّرت عن تحفظات عن استراتيجية أوباما، أكد مصدر حكومي تركي، أمس، أن تركيا لن تشارك في العمليات المسلحة في اطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف في العراق وسورية المجاورتين. وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه إن "تركيا لن تشارك في أي عملية عسكرية، وستركز كليا على العمليات الإنسانية". لكن المسؤول أكد أن تركيا قد تسمح للتحالف باستخدام قاعدة انغرليك في جنوب البلاد لأغراض لوجستية.

لندن وبرلين

الى ذلك، قال وزيرا خارجية ألمانيا وبريطانيا، أمس، إن البلدين لن يشاركا في أي ضربات جوية في سورية تستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية".

 وقال وزير الخارجية الألمانية فرانك شتاينماير في مؤتمر صحافي ببرلين إن ألمانيا لم يطلب منها المشاركة في ضربات جوية ولن تشارك. وأضاف "بوضوح شديد... لم يطلب منا ذلك، ولن نفعل ذلك."

وقال نظيره البريطاني فيليب هاموند إن بريطانيا "تؤيد بشدة النهج الأميركي في تشكيل التحالف الدولي" ضد "داعش"، وأشار إلى أنه في ما يتعلق بكيفية مساعدة هذا التحالف، "فنحن لم نستبعد شيئا".

ولكن عقب اجتماعه مع شتاينماير قال ردا على سؤال لرويترز بشأن اقتراح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشن ضربات في سورية: "لأكن واضحا في هذا الأمر: بريطانيا لن تشارك في أي ضربات جوية في سورية. لقد خضنا هذا النقاش بالفعل في برلماننا العام الماضي، ولن نعود لمناقشة ذلك الموقف".

 وتابع أن البيئة القانونية و"القابلية العسكرية" في سورية والعراق مختلفتان للغاية.

اجتماع جدة

الى ذلك، عقد وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان ومصر والأردن ولبنان والعراق، أمس، اجتماعا في مدينة جدة في السعودية خصص لمناقشة الاستراتيجية الأميركية ضد "داعش"، وتشكيل تحالف دولي لتنفيذ هذه الخطة.

 وتطرق الاجتماع وفق مصادر الى الهواجس الموجودة لدى دول المنطقة في ما يتعلق بالحرب على "داعش"، خصوصا الهواجس التركية والسعودية المتعلقة بنتائج هذه الحملة على نظام الأسد في سورية، وإذا ما كانت ستضعف النظام أم تمنحه جرعة من الحياة. وأعلنت تركيا، أمس، أنها لن تشارك في عمل عسكري. وكان الأردن أعلن الاسبوع الماضي أيضا انه لن "يخوض حروب الآخرين".

وعقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أمس، اجتماعاً مع نظيره الأميركي جون كيري قبيل هذا اللقاء الاميركي ـ العربي ـ التركي. كما عقد الفيصل اجتماعات ثنائية مع عدد من وزراء العرب الذين وصلوا إلى جدة للمشاركة في القمة، من أبرزهم وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، الذي دعي في اللحظات الأخيرة الى الاجتماع. وسيتطرق اجتماع جدة إلى الإسراع في تكوين المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي اقترحت السعودية تأسيسه عام 2005 ودعمته بنحو 100 مليون دولار في أغسطس الماضي.

النقاط الرئيسية في خطاب الرئيس الأميركي

في ما يلي النقاط الرئيسية لخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما:

● القضاء على «داعش»

«هدفنا واضح؛ سنضعف تنظيم الدولة الإسلامية وصولا الى القضاء عليه من خلال استراتيجية شاملة ومستديمة للتصدي للارهاب».

● التحرك في سورية

«سنلاحق الارهابيين الذين يهددون بلادنا اينما كان. وهذا يعني انني لن اتردد في التحرك ضد الدولة الإسلامية في سورية كما في العراق».

● توسيع التحرك في العراق

«بالتعاون مع الحكومة العراقية، سنوسع نطاق تحركاتنا لتتجاوز مسألة حماية مواطنينا والبعثات الانسانية، وسنستهدف الدولة الإسلامية لدعم القوات العراقية في هجومها».

● لا حرب برية

«سنرسل 475 مستشارا اضافيا الى العراق. هذه القوات الاميركية لن تكون مهمتها قتالية. لن نسمح بأن ننجر الى حرب برية اخرى في العراق».

● مساعدة المعارضة السورية

«سنزيد مساعدتنا العسكرية للمعارضة السورية. هذا المساء ادعو مجددا الكونغرس الى اعطائنا الصلاحية والموارد الاضافية لتدريب وتجهيز هؤلاء المقاتلين».

● لا للاسد

«في معركتنا ضد الدولة الاسلامية، لا يمكننا ان نعتمد على نظام الاسد الذي يروع شعبه، نظام لن يحظى بعد الان باي بشرعية».

● لا ملاذا امنا

هذا مبدأ جوهري في رئاستي؛ ان هددتم اميركا، فلن تجدوا ملاذا امنا».

● فريدون في وحشيتهم

«هؤلاء الارهابيون فريدون في وحشيتهم. انهم يعدمون سجناء ويقتلون اطفالا ويمارسون الاستعباد ويغتصبون نساء ويرغمونهن على الزواج. انهم يهددون الاقليات الدينية بالابادة».

● تهديد متزايد

«هؤلاء الارهابيون يمكنهم ان يشكلوا تهديدا يتجاوز حدود المنطقة بما يشمل الولايات المتحدة. حتى وان لم نرصد مؤامرة محددة ضد بلادنا، فان مسؤولي الدولة الاسلامية هددوا اميركا وحلفاءنا».

● كما في اليمن والصومال

«هذه الاستراتيجية التي تقوم على القضاء على الارهابيين الذين يهددونا، مع دعم شركائنا على الجبهة هي تلك التي اعتمدناها بنجاح في اليمن والصومال منذ سنوات».

● أميركا القائدة

«ان افضل ما في دور اميركا القيادي؛ نحن نقف الى جانب شعوب تقاتل من اجل حريتها، ونجمع دولا اخرى تحت شعار امننا وانسانيتنا المشتركة».

ليس دولة ولا إسلامياً

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه فجر أمس أن تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ»داعش» ليس دولة وليس إسلامياً.

وقال في هذا السياق: «تنظيم الدولة الإسلامية ليس إسلامياً، ليس هناك دين يقر بقتل الأبرياء، كما أن غالبية ضحايا داعش هم من المسلمين. وهذا التنظيم ليس دولة بالتأكيد، لقد كان التنظيم عبارة عن فرع للقاعدة في العراق وقد استغل النزاع الطائفي بالعراق والحرب الأهلية السورية للسيطرة على أراض بجانبي الحدود، ولم تعترف به أي حكومة، كما لم يعترف به الناس الذين يقطنون بالمناطق الخاضعة لسيطرته».

وأضاف: «داعش بكل بساطة منظمة إرهابية، ليس لديها أي رؤية سوى ذبح كل من يعترض طريقها».

هل فات الأوان لدعم المعتدلين؟

بعد أكثر من ثلاثة أعوام من موقفه المتحفظ تجاههم، أصبح مقاتلو المعارضة السورية المعتدلة الحلقة الرئيسية في استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما للتغلب على تنظيم "داعش".

وعلى عكس دعمه الذي اقتصر على التأييد اللفظي والمساعدة المحدودة، بدأ أوباما يأخذ اتجاهاً آخر وهو يحدد استراتيجيته لهزيمة التنظيم المتطرف، أساسها تقديم دعم أكبر وتدريب قوات المعارضة في إطار خطة تشمل أيضاً توجيه ضربات جوية في سورية.

ويؤكد قرار توسيع نطاق الدعم الأميركي عدم وجود خيارات جيدة لدى أوباما في سورية بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب الأهلية التي قتلت قرابة 200 ألف شخص.

ومن غير الواضح ما إذا كان يمكن للسلاح الأميركي والتدريب تغيير ميزان القوى في ساحة القتال لمصلحة قوى أقل عدة وعتاداً من تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" ومن قوات الأسد أيضاً.

وسلم أوباما بذلك، لكنه أشار إلى إمكانية أن تصبح المعارضة عناصر فعالة على الأرض إذا ساندتها القوة العسكرية الأميركية وحصلت على دعم أكبر وتدريب.

وأعلنت إدارة أوباما دعم المعارضة مرتين من قبل ولم تحقق سوى نتائج متواضعة. ففي يونيو 2013 أعلن مستشار البيت الابيض بن رودز أن الولايات المتحدة ستوسع نطاق مساعداتها. وأخر الكونغرس ذلك البرنامج الذي كانت المخابرات المركزية تشرف عليه.

وفي إطار هذا البرنامج تم تدريب مئات من مقاتلي المعارضة لكن الولايات المتحدة رفضت تزويدهم بأحدث الأسلحة مثل صواريخ أرض- جو خشية أن تسقط في أيدي جماعات معادية للغرب.

وفي 26 يونيو 2014، اقترح أوباما تقديم مساعدات بقيمة 500 مليون دولار. وما زال الكونغرس منقسما بشأن الموافقة على تخصيص هذا المبلغ، ويقول أعضاء إن البيت الابيض لم يقدم خطة محددة حول كيفية إنفاقه.

(واشنطن - رويترز)

(واشنطن، جدة، بغداد، موسكو، طهران، أنقرة ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top