هل تعلن إيران الوصاية الكاملة على سورية؟
• دعم غير مباشر من الائتلاف لـ «النصرة» على حساب «داعش» قرب الحدود التركية
• معارك طاحنة على مداخل الحسكة الجنوبية... و«الوحدات الكردية» تشارك من دون تنسيق
• معارك طاحنة على مداخل الحسكة الجنوبية... و«الوحدات الكردية» تشارك من دون تنسيق
بعد إقرار النظام السوري بوصول 7 آلاف مقاتل إيراني وعراقي لمنع سقوط دمشق والدفاع عن اللاذقية، والحديث عن أن هذا الرقم سيصل إلى 10 آلاف مقاتل أو حتى 20 ألفاً، قالت تقارير صحافية غربية إن طهران تستعد لفرض وصاية كاملة على سورية.
نسبت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أمس الأول الى مصادر دبلوماسية غربية قولها إن إيران تستعد لإعلان الوصاية الكاملة على سورية وفرض الحماية على دمشق والرئيس بشار الأسد، مثلما كانت تفعل القوى الاستعمارية قديماً، وذلك من خلال تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين دمشق وطهران عام ٢٠٠٦، والتي تتيح لإيران التدخل عسكرياً في سورية في حال تعرضها لأي خطر عسكري خارجي.وبعد إقرار النظام السوري بوصول 7 آلاف مقاتل إيراني وعراقي لمنع سقوط دمشق والدفاع عن اللاذقية، والحديث عن أن هذا الرقم سيصل إلى 10 آلاف مقاتل أو حتى 20 ألفا، قالت تقارير صحافية غربية إن طهران تستعد لفرض وصاية كاملة على سورية.وقالت «وول ستريت جورنال» إن تلك الأنباء تأتي في ظل تقارير عن معاناة الجيش السوري وتفشي الفساد بين ضباطه. ووفقًا للصحيفة، فإن إيران أعدت وحدات عسكرية يقدر عددها بنحو ١٠٠ ألف جندي، دربتهم قوات النخبة في الحرس الثوري، مضيفة أن طهران ستقيم جسراً جوياً لنقل هؤلاء الجنود إلى دمشق مباشرة لحمايتها من السقوط.وبحسب «وول ستريت جورنال»، فإن الجيش السوري أقر تكتيكاً عسكرياً جديداً يرتكز حول التخلي عن المدن البعيدة والنائية والتي يوجد بها عدد قليل من السكان والانسحاب للتمركز في المدن الكبيرة مثل اللاذقية ودمشق.ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي يزور دمشق باستمرار ضمن جهود الوساطة الدولية لحل الأزمة السورية، تأكيده أن المسؤولين السوريين أكدوا عدم قدرة الجيش على تأمين جميع حدود البلاد والتواجد في جميع المناطق نظرا لضعف قدراته وتراجع أعداده، وسيكتفي بالعمل في المناطق الاستراتيجية المهمة وذات الكثافة السكانية العالية.ونقلت الصحيفة عن وزير المصالحة الوطنية في الحكومة الموالية للأسد علي حيدر تأكيده أن «الجيش انسحب من مدينة تدمر لتأمين مناطق استراتيجية أكثر أهمية، وأن الوضع يحكمه الآن الأهمية الاقتصادية والكثافة السكانية لنشر الجيش، أما المناطق التي لا تتوافر فيها هذه الشروط فتترك للمسلحين ليسيطروا عليها».ونقلت الصحيفة عن مصادر داخل سورية أن كل شاب يدفع نحو ٢٠٠٠ دولار لضباط بالجيش للمساعدة على الخروج من البلاد والهروب إلى لبنان لعدم الانخراط في الجيش، وأصبح تهريب الجنود والشباب وبيع الأسلحة مصدر دخل مهم لضباط الجيش السوري الساعين لتأمين أموال لأنفسهم للهروب أيضا من سورية، على حد قولها.غارات «الائتلاف» في غضون ذلك، شن الائتلاف الدولي ضد تنظيم «داعش» أربع ضربات جوية ليل السبت ـ الأحد ضد مواقع «داعش» في بلدة صوران قرب أعزاز على الحدود السورية التركية حيث تدور اشتباكات بين عناصر «داعش» من جهة، وحركة «احرار الشام» وفصائل إسلامية و»جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) من جهة اخرى.وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «انها المرة الاولى التي يدعم التحالف الدولي معارضة غير كردية في اشتباكات ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية».وسيطر «داعش» الاحد الماضي على بلدة صوران القريبة من مارع والواقعة على طريق امداد رئيسي للمعارضة من تركيا الى حلب، بعد اشتباكات عنيفة ضد فصائل اسلامية ابرزها حركة «احرار الشام» اضافة الى مقاتلي «جبهة النصرة». وتبعد صوران عن مدينة اعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا نحو عشرة كيلومترات. وقال عبدالرحمن ان الضربات تشير الى وجود «قرار اميركي بمنع تقدم التنظيم من صوران الى مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا». واعتبر ان الضربات الجوية تشكل «دعما غير مباشر لحركة احرار الشام وجبهة النصرة التي تصنفها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية».معركة الحسكةالى ذلك، تراجع تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) الى بعد كيلومترين عن مدينة الحسكة في شمال شرق سورية اثر اشتباكات عنيفة مع قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تزامناً مع مشاركة الاكراد في المعارك للمرة الاولى منذ بدء الهجوم، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.وقال مدير المرصد أمس إن «تنظيم الدولة الإسلامية تراجع إثر اشتباكات عنيفة ليل السبت ـ الأحد ضد قوات النظام الى محيط سجن الاحداث الواقع على بعد كيلومترين عن المدينة بعدما كان وصل الى مشارفها فجر الخميس».واشار المرصد في بريد الكتروني الى ان «قوات النظام تمكنت من التقدم في جنوب المدينة واجبرت التنظيم على التراجع» بعد «قصف كثيف على نقاط تمركز التنظيم في المنطقة».واوضح عبد الرحمن ان المعارك مستمرة في محيط سجن الاحداث الذي لايزال تحت سيطرة مقاتلي التنظيم بعدما تمكنوا الاربعاء من طرد قوات النظام منه ومن عدة مواقع مجاورة بينها شركة الكهرباء.وسجن الاحداث هو مبنى قيد الانشاء اتخذته قوات النظام مقرا لها قبل ان يسيطر عليه التنظيم المتطرف اثر بدئه هجوما عنيفا في 30 مايو باتجاه مدينة الحسكة، مركز محافظة الحسكة، والتي تتقاسم السيطرة عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية والقوات النظامية.وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تحكم سيطرتها على محطة تحويل الكهرباء الرئيسية ومعهد الاحداث وقرية الوطواطية والمشتل الزراعي بريف الحسكة».وتزامن تراجع التنظيم جنوب الحسكة مع مشاركة مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية للمرة الاولى منذ بدء الهجوم على المدينة، في القتال ضد الجهاديين على الجبهة الجنوبية الغربية، وفق المرصد. ويسيطر الاكراد على احياء المدينة الغربية والشمالية.وقال عبدالرحمن: «يتولى المقاتلون الاكراد الدفاع عن الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة حيث يتواجدون، لكنهم عمليا يقاتلون وقوات النظام ضد جهة واحدة هي تنظيم داعش».ولم يشارك الاكراد في القتال في الايام الماضية.وكانت «الجريدة» اكدت أمس الأول نقلا عن وكالة «روداو» الكردية أن «وحدات حماية الشعب» رفضت المشاركة في القتال الى جانب قوات النظام وتعهدت بالتدخل في المعركة في حال تصاعد احتمال سقوط مدينة الحسكة بيد «داعش».وقالت وكالة «روداو» أن «وحدات حماية الشعب» طالبت بالاحتفاظ بالاراضي التي تحررها الا أن النظام رفض هذا الأمر.