الكويت و9 دول عربية تنضم إلى التحالف الدولي ضد «داعش»
• استراتيجية أوباما تشمل سورية والكونغرس يتردد• دمشق وموسكو تعتبران أي ضربة عدواناً
• أنقرة ولندن لن تشاركا في أي عمل عسكري... وطهران تتحفظ بحذردخلت الولايات المتحدة الأميركية عملياً في حرب مع تنظيم "داعش" بعد خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما فجر أمس، والذي اعتُبِر بمثابة أمر عمليات.وانضمت 10 دول عربية هي السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان ومصر والأردن ولبنان والعراق إلى هذه الحرب، وذلك بعد اجتماع، عُقِد في جدة أمس، جمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع وزراء خارجية الدول المذكورة، بالإضافة إلى تركيا التي لم توقع على البيان الختامي للاجتماع.وأكدت الدول العشر مع الولايات المتحدة أنها "تشارك في الالتزام بالوقوف متحدة ضد الخطر الذي يمثله الإرهاب على المنطقة والعالم، بما في ذلك ما يُعرَف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام".وشددت الدول الـ11 في بيانها المشترك على أنها "وافقت على أن تقوم كل منها بدورها في الحرب الشاملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية".واعتبرت هذه الدول أن ذلك يشمل "وقف تدفق المقاتلين الأجانب عبر الدول المجاورة، ومواجهة تمويل الدولة الإسلامية وباقي المتطرفين، ومكافحة أيديولوجيتها التي تتسم بالكراهية، ووضع حد للإفلات من العقاب، وجلب المرتكبين أمام العدالة، والمساهمة في عمليات الإغاثة الإنسانية، والمساعدة في إعادة بناء وتأهيل مناطق الجماعات التي تعرضت لبطش تنظيم الدولة الإسلامية، ودعم الدول التي تواجه الخطر الأكبر من التنظيم".وأشارت أيضاً إلى "المشاركة، إذ كان ذلك مناسباً، في الأوجه المتعددة للحملة العسكرية المنسقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية".وفي ما بدا أنه تردُّد من "الكونغرس" تجاه استراتيجية أوباما، قال رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري جون بينر إن الكونغرس لم يتخذ بعد قراراً لتفويض أوباما بتسليح المعارضين السوريين المعتدلين، مؤكداً أن المناقشات ستستمر في الأيام المقبلة.كما شكك بينر في نجاح استراتيجية الرئيس بتدمير "داعش".وكان أوباما قد طلب من "الكونغرس" الموافقة على صرف 500 مليون دولار لتمويل المعارضة السورية. ومن جانبه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري عقب الاجتماع: "خرجنا من اجتماعنا برؤية موحدة لمحاربة الإرهاب عسكرياً وفكرياً"، مضيفاً أن "دول المنطقة مصممة على مواجهة بلاء داعش".وأضاف الفيصل: "علينا الحرص على التعامل مع ظاهرة الإرهاب من منظور استراتيجي شامل"، مشدداً على أن "أي تحرك أمني ضد الإرهاب لابد أن يصاحبه تحرك جاد نحو محاربة الفكر التكفيري وقطع التمويل والسلاح عن الإرهابيين، ولابد من تجفيف منابع الإرهاب".وبعد أن أشار إلى أن تنظيم "داعش" ألغى الحدود بين سورية والعراق، شدد الفيصل على ضرورة احترام وحدة وسيادة الدول في أي تحرك عسكري.من ناحيته، قال كيري: "نعمل مع باقي الدول من أجل بناء أكبر ائتلاف ممكن لمواجهة تنظيم داعش الذي يمارس العنف ويضطهد الناس، ويقف في وجه أي سيادة للقانون"، لافتاً إلى أن "وقف التمويل هو أبرز وسائل المحاربة والقضاء على هذا التنظيم".وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في خطابه الذي تزامن مع الذكرى الـ13 لهجمات "11 سبتمبر" نيته إضعاف تنظيم "داعش" وتدميره، مشيراً إلى أن بلاده ستلاحق التنظيم أينما وُجِد بما في ذلك سورية.وتتضمن استراتيجية أوباما توسيع الغارات على العراق، وتدريب الجيش العراقي، وإرسال مستشارين عسكريين إضافيين إلى هناك. أما في سورية، فقد أشار الرئيس الأميركي إلى أنه لن يتردد في ضرب التنظيم على الأراضي السورية دون أن يوضح إذا ما كان سيشن غارات بطائرات حربية مقاتلة أم بطائرات من دون طيار، بالإضافة إلى تدريب ومساعدة المعارضة السورية المعتدلة، والعمل على حل سياسي للأزمة السورية.وفي ردود الفعل الدولية على خطاب أوباما، رحبت الحكومة العراقية بالخطة الأميركية لضرب "داعش"، كما رحبت بها المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني المعارض، مبدية استعدادها للتعاون مع الخطة على الأرض، وحثت أوباما على شن ضربات على الأسد الذي يعوق الحرب على الإرهاب، على حد قولها.في المقابل، رفض النظام السوري الخطة الأميركية مُحذِّراً من أن أي ضربة على الأراضي السورية دون موافقته ستعتبر عدواناً. وجاء الموقف الروسي مشابهاً، إذ اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن شن غارات من دون موافقة "الحكومة الشرعية"، ومن دون "تفويض أممي" من مجلس الأمن يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي وعدواناً ومساساً بسيادة الدول.أما طهران فقد تحفظت بحذر عن الخطة الأميركية، واكتفت بالإعراب عن شكوكها في "جدية وصدق" التحالف الدولي ضد "داعش" في "التصدي للأسباب الحقيقية للإرهاب"، واتهمت بعضَ دول الائتلاف، دون أن تسميها، بـ"تقديم الدعم المالي" لهذا التنظيم في العراق وسورية.وأعلنت أنقرة أمس أنها لن تشارك في العمليات العسكرية ضد "داعش"، وأنها ستركز على العمليات الإنسانية، لكنها قد تسمح للتحالف باستخدام قاعدة انغرليك في جنوب البلاد لأغراض لوجستية.ورفض وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند المشاركة في توجيه ضربات لسورية، مؤكداً في المقابل أن بلاده "تؤيد بشدة النهج الأميركي في تشكيل التحالف الدولي" ضد "داعش".(واشنطن، الرياض، موسكو، دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)