لماذا سينسى التاريخ وارين بافيت ويتذكره المستثمرون؟

نشر في 23-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 23-04-2015 | 00:01
No Image Caption
يعد وارين بافيت أحد أكثر الأميركيين تحقيقاً للإنجازات في الوقت الحاضر، فقد حول شركة متعثرة للغزل والنسيج إلى كيان ضخم له كثير من الفروع الناجحة والرابحة، وعلم ملايين الأشخاص كيفية الاستثمار.

لم يبتكر الملياردير الأميركي الشهير والمدير التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي" وارين بافيت منتجا أو اختراعا يعيش مع الزمن والأجيال مثل أسلافه، وانطلاقاً من ذلك كشف موقع "فورتشن" في تقريره عن بعض التساؤلات التي تدور في أذهان كثيرين مثل: كيف سيكتب المؤرخون عن بافيت؟ وماذا سيكون حجم دوره في كتب التاريخ؟

وعلى عكس كتب التاريخ، فإن بافيت سيترسخ في أذهان المستثمرين، ورسائله لحملة الأسهم تضمن دوره الفريد من نوعه في عالم المال الأميركي، وتم تحديد نقاط تجيب عن هذه تلك التساؤلات.

إسهامات بافيت

يعد وارين بافيت أحد أكثر الأميركيين تحقيقاً للإنجازات في الوقت الحاضر، فقد حول شركة متعثرة للغزل والنسيج إلى كيان ضخم له كثير من الفروع الناجحة والرابحة، وعلم ملايين الأشخاص كيفية الاستثمار، وكان منقذاً أيضاً للعديد من التكتلات عن طريق ضخ استثمارات بالمليارات خلال الأزمة المالية عامي 2008 و2009.

وعلى الرغم من ذلك، لم يستثمر بافيت في ابتكار منتج معين يعيش مع الزمن ويتذكره الناس به مثل فورد، وما ترتبط به في الأذهان من سيارات فاخرة، ولكن إسهامات بافيت لا يمكن أن تكون ملموسة حيث استخدم تعويم التأمين لتمويل الشركات، وكان ذلك في منتهى الذكاء.

منزل بافيت

قرر بافيت – 84 عاماً – منذ حوالي عشر سنوات التبرع بنصيب الأسد من ثروته البالغة الآن 71 مليار دولار للجمعيات الخيرية، ولطالما أوضح أنه وزوجته سوزان لا يرغبان في توريث أبنائهما هذه الثروة، وصرح بافيت في حوار لـ"فورتشن" أن أبناءه رائعون، ومن غير الجيد ترك ثروة من الأموال لهم.

وبالمقارنة مع كارنيجي الذي باع إمبراطوريته لبنك "جي بي مورغان" ومكث ما تبقى من عمره بعيداً عن ثروته، وتم التبرع بأجزاء كبيرة منها للجمعيات الخيرية لتمويل الفنون والتعليم والعلوم لمدة 50 عاماً بعد وفاته، أما بافيت فيمنح أغلب ثروته لمؤسسة "بيل غيتس" الخيرية التي تحمل اسمه هو وزوجته ميليندا.

وهناك سبب بسيط يجعل بافيت راسخاً في أذهان الكثيرين بإنجازاته، وهو منزله – الذي لايزال يعيش فيه حتى الآن - القابع في شارع "فارنام" بـ"أوماها" والذي اشتراه عام 1958 بقيمة 31.5 ألف دولار، ومن المتوقع أن يصبح مزاراً سياحياً للآلاف كل عام على غرار قصر ومكتبة "جي بي مورغان".

هدية بافيت للأجيال القادمة

تتمثل تركة بافيت الحقيقية في الرسائل التي يبعثها لحملة أسهم شركة "بيركشاير هاثواي" لما تحتويه من دروس قيمة ونصائح استثمارية ثمينة، كما أنها كتبت بطريقة ميسرة وسهلة الفهم حتى للمستثمر المبتدئ، ونصح بافيت من خلال رسائله أن يكون المستثمر طماعاً حينما يخاف الآخرون، وأن يكون حذراً حينما يطمع الآخرون.

وعلى الرغم من كل هذه الرسائل والنصائح التي لا تقدر بثمن، فإنها تصل لعدد محدود من المستثمرين يقتصر على حملة أسهم شركته.

ولم يتم تناول كل ما سبق للقول ان بافيت لا يستحق دورا أكبر في كتب التاريخ، ولكن للتنويه إلى أنه يجسد الحلم الأميركي، وحقق نجاحاً أشبه بالظاهرة وأصبح ثاني أغنى رجل في العالم، ومقارنةً ببيل غيتس فقد اختار بافيت لنفسه دوراً أقل ليترسخ في أذهان الأجيال القادمة.

(أرقام)

back to top