رحلة البزول وأيام النزول إمارة المنتفق (1546 – 1913م) (الحلقة الأولى)

نشر في 16-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 16-03-2015 | 00:01
كانت المنطقة الواقعة بين بغداد والشاطئ الشمالي للخليج العربي تعجّ بالفوضى بعد هجمة المغول، وفي خضم هذه الفوضى ظهرت إلى الوجود إمارة عربية استطاعت أن تؤدي أدواراً كبيرة على الساحتين المحلية والإقليمية منذ نشأتها منتصف القرن السادس عشر حتى بداية القرن العشرين.

وكان بإمكان الإمارة في بعض فترات قوتها أن تكوِّن دولة مستقلة في مناطق نفوذها، لكن شيئاً من هذا لم يحدث لأن عقلية أمرائها وفكرهم الإداري لم يكن يتجاوز عقلية المشيخة ومنطقها القبلي، وطموحهم لم يكن يتجاوز أيضاً الرضا بالتبعية والمصالح الضيقة، وتوسيع النفوذ والصراعات الداخلية والخارجية كانت جميعها تسير في حدود الفوضى والعقل والأفق المحدود.

ولعل الظروف المحلية كانت مواتية مرات عديدة، كما أن العديد من الفرص التي وفرتها بعض القوى العظمى لاستقلال الإمارة عن الإقليم العراقي كانت مواتية، لكن كل تلك الظروف والفرص لم تستغل أبداً، أو لم تجد من يستغلها على وجه الدقة، ولذا فإن المرور على تاريخ هذه الإمارة يكون مهماً لسببين منطقيين: أولهما مساحتها والمجاميع القبلية التي انضوت تحتها ومدة بقائها الطويلة، وثانيهما علاقتها بالقوى المجاورة، ما يجعل التتبع لأحوال الإمارة وأحداثها ومحاولة تدوينها تدويناً للمنطقة كلها.

وللنشأة حكاية تستحق أن تروى، لكن ندرة المصادر التي تناولتها تجعلنا نختصر الفترات الزمنية، على أننا حاولنا أن ننقل ما رجحنا صحته وسط تعدد الروايات وتناقض بعضها.

نشأة الحلف

كان الحلف المسمى المنتفق، قد سبق إمارة المنتفق في النشأة بفترة طويلة، إذ قام بين حلفين قبليين متجاورين دائمي الخلافات والحروب في عام 1530 هما حلفا بني مالك والأجود، ويضم كلا الحلفين مجموعة قبائل، منها المرتبطة بأواصر القربى ومنها التي لا تربطها أي رابطة سوى التحالف، وإن كان بنو مالك أكثر ترابطاً من حلف الأجود الذي ضم قبائل متباعدة في النسب وجمعتها المصالح المشتركة فقط.

ولنشأة الحلف الجديد حكاية تستحق الذكر، فقد هاجر الشريف حسن بن مانع الهاشمي الجد الأعلى للسعدون أمراء المنتفق من الحجاز بعد خلافه مع أخيه عوف بسبب رفض حسن تزويج ابنته نورة لابن عوف وهو ابن أمة سوداء على عادة العرب، وقد توجه حسن في بداية هجرته ناحية القصيم فأسس هجرة أسماها الشبيبية، وأقام فيها ردحاً من الزمن، ثم لم يلبث أن تشاءم منها وتطيّر بعد وفاة ابنه شبيب وابنته نورة، والقحط الذي ضرب نجد في تلك الفترة، ولذلك قرر أن يهاجر ناحية الفرات باتجاه حلف بني مالك الذين كانت قد نشأت بينه وبين زعيمهم شيحان بن خصيفة صداقة أثناء ذهاب الأخير إلى الحجاز في رحلة الحج، ومروره في قرية الشبيبية وإكرام الشريف حسن وفادة زعيم بني مالك ذهاباً واياباً، ودعوة ابن خصيفة للشريف حسن إلى زيارته في دياره متى ما أراد أو اضطرته الحاجة.

الهجرة من الشبيبية

انطلقت ركاب الشريف حسن مهاجرة ناحية الفرات في عام 1500 فنزل في حال وصوله بجوار شيحان، ثم ما لبث أن توفي شيحان، فجاور عبدالله بن خالد شيخ بني مالك الجديد الذي خلف شيحان بالزعامة، وقد وجد الشريف حسن كل ود وتقدير من الزعيم الجديد حتى زوجه ابنته، فأنجب منها أربعة أبناء، وبدأ نجم حسن يصعد بمساعدة عبدالله بن خالد وتقدير بني مالك وتعظيمهم له خصوصاً ما عرف عن أهل العراق من احترامهم الكبير للنسب الهاشمي، ويبدو أن الرجل كان فطناً وذكياً في اقتناص الفرص كما يجب، ما ساعد في حيازته شهرة واسعة، ولا غرابة في أن للرجل طموحاً كبيراً، فهو ذو جذور أميرية، وكان قد فقد إمارة المدينة المنورة فرفض الإقامة فيها كفرد عادي يدين بإمرة الآخرين، لذا غادرها وأسس الشبيبية التي يبدو أن أحد الأسباب التي جعلته يغادرها ويتجه إلى العراق أنها لم تكن بحجم طموحه، وبالتالي فلا يغيب عن الباحث الانتباه إلى طموح الرجل وميوله إلى الإمارة التي تسري في دمه دون أدنى شك، ولهذا السبب فلا يمكن إنكار أن أحد أهم الأسباب التي عجلت بصعود نجم الشريف مانع شخصيته القيادية وبحثه الدائم عن الرئاسة ورفضه أن يكون فرداً عادياً يقبع في الظل.

ولا يمكن للباحث أن يقف على الكثير من الأخبار الموضوعية حول حياة الشريف حسن، التي يمكن اعتمادها كمادة تاريخية، حيث أن معظم ما كتب عنه يدخل ضمن المبالغات أو المجاملات التي كتبت لإرضاء أمراء المنتفق اللاحقين، ولا ريب أن عبدالله بن خالد استغل طموح الرجل وإقدامه فزوجه ابنته واستفاد من فروسيته لتوسيع نفوذه والدفاع عن أراضي بني مالك وأملاكهم، ما وجد فيه الشريف ابن مانع ضالته، لكن تضارب الأخبار يجعل الباحث يتردد قليلا في نقل كل خبر، خصوصاً ما يخالف المنطق والإمكان، فقد أورد صاحب التحفة النبهانية أن الشريف حسن استوطن الشامية، وهي المنطقة الواقعة على امتداد الجانب الغربي من الفرات، وهي رواية مقبولة خصوصاً وقد أوردها العديد من المؤرخين لتلك الفترة وتلك البقعة، لكن غير المقبول ما ذكره ذات المؤرخ من أن الشريف حسن استطاع أن يوسع نفوذ بني مالك حتى سيطر على البصرة، ولولا خلافه مع الخزاعل وزبيد لسيطر على أرض العراق كلها، وهي معلومة موغلة في الخطأ دون شك، حيث لم تستطع إمارة المنتفق في أوج مجدها أن تسيطر على أكثر من جنوب العراق إلا في فترة لاحقة ومدة قصيرة، فما بالك بتحالف قبلي صغير، علاوة على استحالة سيطرته على البصرة لتبعيتها لوالي بغداد، وأهميتها لدى الدولة العثمانية التي لن تتركها لتحالف قبلي بدائي، بالإضافة إلى نزول الشريف حسن بمنطقة الشامية التي تمتد إلى الصحراء، ووقوع البصرة في ما يعرف بالجزيرة الواقعة بين النهرين، وتمتد في المناطق الحضرية، وهي منطقة لا يمكن لرجل غريب وحلف صحراوي أن يتجرؤوا على احتلالها.

معركة الدلهمية

أما الصعود الحقيقي لنجم الشريف حسن فكان في معركة الدلهمية التي وقعت عام 1530 بين بني مالك وتحالف الأجود التي كشفت عن فروسية حسن الحقيقية وشجاعته ودرايته بقيادة المعارك، وقد قتل في تلك المعركة ابن الشريف حسن واسمه عبدالله، وحين أراد الأجود الصلح بعد أن الهزيمة في المعركة المذكورة رفض بنو مالك ذلك إلا بعد أن يقبل الشريف حسن ديّة ولده المقتول الذي قضى دفاعاً عن بني مالك، وعندما زاره وفد الأجود رفض الشريف حسن قبول الديّة، حيث أن شرع أشراف المدينة العين بالعين، ولأن ابنه عبدالله قتل في المعركة ولم يعرف له قاتل فقد تنازل الشريف حسن عن الديّة إكراماً لحضور الأجود، وهو موقف كرس زعامة حسن وهيبته واحترامه واعتبره الطرفان الأجود وبني مالك تقديراً عظيماً يستحق الوفاء، وقد ذكر بعض المؤرخين روايات أخرى مخالفة لهذه الرواية لكن الرواية السابقة هي الأرجح.

أما مسألة اشتراطه على الحلفين تقبيل يده عند السلام عليه، وعدم قيامه عند استقبال من يزوره منهم وإنفاذ جراية سنوية له ولذريته من بعده فهي كلها أمور لم تصح عندي، ولم يذكرها إلا بعض المؤرخين كمرسلات، لكن المؤكد أن الشريف حسن بعد الدلهمية، أصبح صاحب مكانة عظيمة عند الطرفين.

انضمام الأجود إلى الحلف

وقد تميز الشريف حسن بالكرم والسخاء والمعرفة بحوادث وأخبار العرب والدراية بأنسابها، والمميزات السابقة كفيلة بإنزال صاحبها منزلة رفيعة عند القبائل والتجمعات العربية، ولكل ما سبق فقد اجتمعت حوله معظم قبائل حلفي الأجود وبني مالك، وقد سعى إلى إيجاد التفاهم والوئام بين الحلفين من خلال التزاوج بينهم وفصل مناطق سكناهم، وحل خلافاتهم ما قرب بين الحلفين كثيرا، وهو ما استغله الشريف مانع ليقترح اندماج الحلفين بحلف واحد، وتم ذلك واختير الشريف حسن أميراً للحلف الجديد باقتراح ودعم من شيوخ قبائل الحلفين المقربين منه الذين نادوا بـ«السيد» زعيماً للحلف، ووافق السيد على الإمارة دون تردد، واقترح ضم الحلف القبلي الثالث المقيم في المنطقة والذي كان يعيش العزلة بعيداً عن مشاكل المنطقة، وهو حلف بني سعيد ذو الواجهة الفلاحية المرتبطة بالأرض، وذو الانتماء العشائري المتقارب والروابط الأسرية القوية، وهو الأمر الذي تمَّ بعد فترة ليكتمل الحلف الجديد بأضلاعه الثلاثة: بنو مالك والأجود وبنو سعيد وباسمه الجديد «حلف المنتفق».

بداية المشيخة

لا يمكن القول، إن الشريف حسن بن مانع قد تزعم التجمع الجديد أو آلت إليه المشيخة، فلا دليل على مثل هذا الأمر، وكل الأخبار التي أشارت إلى ذلك من قبيل المرسلات، ما يشير إلى أن الشريف حسن كان إحدى واجهات الحلف الجديد ورجالاته لا أكثر، أما المشيخة فلم تتوحد أبداً، فقد استمرت مشيختا بني مالك في عبدالله الخالد والأجود في آل وثال، وهما مشيختان عريقتان متجذرتان لا يمكن استئصالهما بسهولة من طرف رجل غريب على القبيلتين، وإن وجد من القبيلتين كل تقدير وتبجيل، لكن يبدو أن الشريف حسن كان صاحب نشاط اجتماعي وسيرة عطرة زادت في اتساع نفوذه وجاهه في الحلف الجديد، خصوصاً أنه عمر فوق الثمانين عاماً.

أمير البصرة وبنو مالك

توفي الشريف حسن عام 1535 فخلفه ابنه في كل الشؤون التي كان والده يمارسها، وسار على سيرته نفسها فوجد كل حفاوة وتقدير من قبل أخواله آل خالد وعموم بني مالك، حتى سمي الوسيط لقيامه بالوساطة بين أمير البصرة مانع آل فضل من جهة، وأخواله بني مالك الذين تمردوا على سلطة آل فضل وامتنعوا عن دفع الجباية من جهة أخرى، فما كان من أمير البصرة إلا أن جهز جيشاً لتأديب بني مالك، وقد بادر الشريف محمد فوراً بإقناع أخواله بدفع الجباية حيث لا قبل لهم بمواجهة جيش البصرة، وبعدما وافقوا على دفع الجباية ذهب إلى والي البصرة وتعهَّد بتحصيل الأموال كما كانت ودون تغيير أو تأخير، والالتزام الكامل بكل الحقوق التي التزمت فيها القبيلة لولاية البصرة، ويبدو أن شخصية الشريف محمد كانت جذابة فحظيت باحترام أمير البصرة، فما كان منه إلا أن كلَّفه جمع الجبايات والحقوق من طرفي حلف المنتفق، وهما بنو مالك والأجود مقابل جزء منها، في وظيفة ذات هيبة ونفوذ كبيرين.

وكانت هذه الحادثة وما آلت إليه نهاياتها فاتحة خير على الشريف محمد من جوانب ثلاثة: أولها أنها كانت، بقصد من أمير البصرة أو دون قصد، قد وحدت طرفي الحلف وكرست تماسك الحلف الجديد، وثانيها أنها أسست لزعامة جديدة لحلف المنتفق، وهي وإن كانت زعامة فخرية إلا أنها كانت سببا لسيادة أبناء الشريف حسن المانع للحلف الجديد فيما بعد، وثالثها أن الحادثة قد حفظت للشريف محمد الفضل على بني مالك من خلال دفع الضرر الذي كاد يحيق بهم.

ويبدو أن الفترة القصيرة التي تلت الحادثة كانت تجريبية للشريف محمد في قضية جباية الأموال، حيث ثبتت وظيفته بعد ذلك بموجب عقد التزام بين إمارة آل فضل والشريف محمد في عام 1540، واستمر حتى بعد سقوط إمارة آل فضل واستيلاء العثمانيين على البصرة عام 1546، حيث أقروا بعض العقود التي كانت قائمة بين إمارة آل فضل وبعض الأطراف ومنها العقد المبرم بينها وبين الشريف محمد.

معركة تحرير البصرة

أصبح الشريف شبيب بن حسن أميراً لإمارة المنتفق بعد مقتل أخيه في عام 1560م، وقد دشن إمارته بطلب ثأر أخيه الشريف محمد، فقاد بنفسه معركة تحرير البصرة من الاحتلال الفارسي، فانتزعها منهم بعد معارك استمرت شهرين كاملين، قتل فيها كثير من محاربي الطرفين، ويبدو أن الشريف شبيب كان على عكس أخيه يجنح إلى الهدوء والسكينة، وكان شيخا قبليا أكثر منه أميرا، فلم تشهد فترة إمارته التي امتدت حتى عام 1586م أي حدث يذكر باستثناء دعمه لثورة آل عليان في أطراف البصرة الذين رفضوا الزيادات المتوالية للضرائب من الاحتلال العثماني، ويبدو أن الشريف شبيب كان أيضا ممتعضا من هذه الزيادات المطردة، لكنه كان صابرا ومحافظا على هدوئه حتى تغيرت حاله بثورة آل عليان التي استفحلت، إلى أن اضطر والي بغداد إسكندر باشا الشركسي شخصيا إلى سحقها.

العثمانيون يبيعون البصرة

انتقلت إمارة المنتفق لمانع بن محمد الوسيط بعد وفاة عمه شبيب في عام 1586م، وقد تعرضت إمارة البصرة في بداية إمارة مانع إلى هجوم قوات الاحتلال العثماني، فأخرجت مقاتلي المنتفق منها في عام 1589م، ثم لم يلبث المحتل العثماني أن قام ببيع المدينة بطريقة لم يحدثنا التاريخ عن شبيه لها من قبل، إذ باعوها إلى أمير أعجمي يدعى أفراسياب الديري من أسرة تجارية معروفة في زمنه مقابل جراية سنوية قدرها أربعين ألف رشادية، من دون أن يتدخلوا في أمر إدارتها أو التصرف في أي من أمورها من قريب أو بعيد، سوى استمرار الخطبة فيها باسم السلطان العثماني وإعلان الولاء للباب العالي، وعلى ضوء ذلك قامت الإمارة الأفرسيابية منذ عام 1595م وطوال السبعين سنة التالية، وبموجب اتفاق البيع هذا بالحصول على حق الانتفاع من اتفاق الجراية السابق بين المنتفق ووالي البصرة، فقد آلت واجبات القبائل وارتباطاتها المالية القديمة إلى الإمارة الجديدة، وهو الأمر الذي التزمت معه إمارة المنتفق، واستمر مانع أميرا على المنتفق حتى وفاته في عام 1605م.

حسن بن مانع

ورث حسن بن مانع الإمارة عن والده الشريف مانع، ويبدو أن حسن هذا كان خامل الذكر واهن الهمة، لم يحدثنا المؤرخون عنه كثيرا، سوى أنه كان ملتزما بكل العهود والمواثيق التي ورثها عن أبيه من دون تغيير، لكن بعض الوثائق أشارت إلى عبدالله بن مانع على أنه أمير المنتفق في عام 1625م أي في حياة أخيه حسن، ولا ندري هل كانت الإمارة قد خرجت من حسن إلى أخيه، أم أن كتاب أمير الأحواز ابن رحمة الحويزي كان عشوائي السند، ولا ينم عن دراية بأمر الإمارة، على أن الشريف حسن توفي في عام 1630م لتنتقل الإمارة إلى أخيه عبدالله.

إمارة المنتفق

حين استولى العثمانيون على البصرة والمنطقة الصحراوية التابعة لها في عام 1546م غيروا شكل العلاقة بينهم وبين حلف المنتفق الذي انضمت إليه قبائل بني سعيد، إذ حولوا الحلف إلى إمارة بديلة لإمارة آل فضل، وعيّن الشريف محمد أميراً للمنتفق، واتسعت سلطة جباية الأموال لتمتد إلى بني سعيد بموجب عقد جباية جديد بين الشريف محمد ووالي البصرة إياس باشا، وقد منحت السلطة العثمانية الشريف محمد جراية سنوية ونفوذاً واسعاً في المنطقة، ثم كلف بعد ذلك قيادة المحاربين العرب المدافعين عن البصرة بوجه الغزو الفارسي.

ووقعت المعركة الكبرى في عام 1560م بين القوات الفارسية والقوات العثمانية والقبائل المشاركة معها، وكانت نتيجة المعركة قاسية على العثمانيين وحلف المنتفق، إذ هزموا هزيمة نكراء وقتل كثير من أبناء المنتفق، وعلى رأسهم الشريف محمد نفسه، في حين نجا أخوه شبيب من القتل بأعجوبة، حيث فر من الأسر مع عدد من أبناء المنتفق.

* كاتب وباحث كويتي

back to top