فرنسا تستعين بالجيش لحماية «النقاط الحساسة»

غداة يوم تاريخي شهد مسيرات مليونية تجلى فيها موقف عالمي من الإرهاب، قررت فرنسا أمس نشر آلاف الجنود ورجال الشرطة لمواجهة خطر وقوع اعتداءات جديدة، خصوصاً في المدارس وأماكن العبادة اليهودية.

وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان-إيف لودريان، في ختام اجتماع حول الأمن الداخلي في قصر الإليزيه، نشر 10 آلاف عسكري اعتباراً من اليوم، لضمان أمن «النقاط الحساسة في البلاد»، بأمر من الرئيس فرانسوا هولاند، موضحاً أنه «المرة الأولى التي يتم فيها حشد مثل هذا العدد من القوات على أراضينا، نظراً لحجم التهديدات».

وسبق ذلك إعلان وزير الداخلية برنار كازنوف نشر نحو خمسة آلاف عنصر من قوات الأمن والشرطة اعتباراً من أمس، لحماية 717 مدرسة وأماكن عبادة يهودية في فرنسا.

بدوره، كشف رئيس الوزراء مانويل فالس أن المطاردات مستمرة بحثاً عن شريك أو أكثر لمنفذي اعتداءات الأسبوع الماضي الثلاثة في باريس التي أوقعت 17 قتيلاً، ونزل، أمس الأول، مد بشري فاق عدده 3.7 ملايين، يتقدمهم نحو 50 زعيماً لتأبينهم في باريس.

في المقابل، أعلن مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا، التابع للمجلس الفرنسي الإسلامي، رصده أكثر من 50 عملاً مناهضاً للمسلمين في فرنسا منذ الاعتداء على صحيفة «شارلي إيبدو»، داعياً السلطات الفرنسية إلى «تعزيز الرقابة على المساجد».

ونقل رئيس المرصد عبدالله ذكري أرقاماً صادرة عن وزارة الداخلية تضمنت تسجيل وقوع 21 اعتداء (إطلاق نار أو إلقاء قنابل)، و33 تهديداً عبر رسائل أو توجيه شتائم، موضحاً أن هذه الحصيلة «الصادمة وغير المسبوقة خلال أقل من أسبوع» لاتزال غير مكتملة.

وفي ألمانيا، حصدت حركة «بيغيدا» المناهضة للإسلام أمس مزيداً من المؤيدين في تظاهراتها المستمرة للأسبوع الثاني عشر على التوالي في مدينة دريسدن.

ومع توسع هذه الحركة وصولاً إلى أوروبا، حيث من المقرر أن تنظم فيينا أول مسيرة لها نهاية يناير، بينما تم إنشاء صفحات على «فيسبوك» لها في السويد والنرويج، دعت منظمات إسلامية عدة إلى مسيرة صامتة اليوم في برلين، بمشاركة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

إلى ذلك، كشف محامي صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة ريشار مالكا، أمس، أن عدد الصحيفة الذي أعده الناجون من «المجزرة» لهذا الأسبوع، سيتضمن بالتأكيد رسوماً كاريكاتورية للنبي (ص)، في حين أكد باتريك بيلو أحد كتاب «شارلي» أن العدد الخاص الذي سيصدر غداً الأربعاء، سيتوافر بـ16 لغة للقراء من جميع أنحاء العالم.

(باريس، برلين- أ ف ب، رويترز، د ب أ)