عشرات المهرجانات السينمائية... ظاهرة إيجابية أم مصدر رزق؟

نشر في 06-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 06-03-2015 | 00:01
كانت المهرجانات السينمائية في مصر حتى سنوات قريبة، تقتصر على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط ومهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، ولكن فجأة وفي غضون سنوات قليلة زاد عدد المهرجانات بشكل كبير، فهل تضيف هذه المهرجانات إلى الحركة السينمائية المصرية، أم إنها مجرد وسيلة يسترزق بها البعض دون الاهتمام الحقيقي بالسينما؟
كثرت المهرجانات السينمائية في مصر، التي تشهد بالإضافة إلى المهرجانات الثلاثة الرئيسة فيها مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، ومهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، وعشرات المهرجانات الصغيرة في القاهرة وغيرها من الأقاليم، مثل مهرجان فاتن حمامة، ومهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة،  ومهرجان كام وغيرها.  

في هذا السياق، يقول رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية السيناريست سيد فؤاد: «المهرجان مهم جداً لأسباب سينمائية وسياسية عدة، من بينها أن مصر منقطعة سينمائياً عن أفريقيا وهذا أمر غريب، فهي القارة التي ننتمي إليها، وقبل هذا المهرجان لم يشاهد الجمهور المصري أي أفلام أفريقية، كذلك الجمهور الإفريقي لا يشاهد الأفلام المصرية. لذا كان هذا المهرجان ضرورياً للتواصل السينمائي بين مصر وقاراتها، والتواصل السياسي أيضاً.

ويؤكد فؤاد أن «السينما جزء من القوى الناعمة التي تعمل على نشر الثقافة المصرية في المنطقة، خصوصاً مع أهمية دول الجنوب الإفريقي بالنسبة إلينا. وجاء اختيار الأقصر لأنها إحدى أهم المدن المصرية، ومع ذلك فأهلها محرومون من المهرجانات ومن العروض السينمائية. عموماً، وجود هذا المهرجان بشكل سنوي يقدم رسالة مهمة لعودة السياحة وتأكيد على انتشار الأمن والآمان».

أحد مؤسسي مهرجان الإسكندرية للسينما المستقلة المخرج موني محمود، أكد أن السبب الأساسي وراء إقامة مهرجان خاص بالفيلم المستقل يرجع إلى عدم الاهتمام به، وإذا كانت ثمة مسابقات خاصة به في عدد من المهرجانات فبعضها محترم والبعض الآخر «مصدر رزق» فحسب. بالتالي، كان لا بد، بحسب محمود، من مهرجان مستقل بهذه النوعية من الأفلام، «لا سيما أننا لا نحظى بتمويل سواء من وزارة الثقافة أو من الخارج، ونحن مؤمنون بأهمية توعية الجمهور، ونشر ثقافة الفيلم القصير».

ويشير إلى أن السبب وراء اختيار محافظة الإسكندرية كانت الرغبة في الخروج من الدائرة المركزية لمحافظة القاهرة، وانتشار المهرجانات في المحافظات كافة لتوسيع الثقافة السينمائية.‬

أما مؤسسة مهرجان فاتن حمامة السينمائي ماجي أنور فتنفي الربط بين كثرة عدد المهرجانات ووبين أنها «مصدر رزق»، مؤكدة أنها تنفق من أموالها الخاصة على المهرجان بعدما تخلت عنها أجهزة الدولة، فقد بدأ المهرجان منذ عامين وكان اسمه مهرجان المنصورة للأفلام القصيرة، إلا أن الدولة تخلت عنه فقررت نقله إلى القاهرة، وجاء اختيار اسم فاتن حمامة لأنها إحدى أهم الممثلات في السينما العربية.

كانت ماجي قد التقتها قبل وفاتها، وحصلت منها على موافقة بتسمية المهرجان باسمها كما سجلت معها كلمة إشادة بها وبالمهرجان ضمنتها ماجي في فيلم تسجيلي عنها.

بدوره يقول المخرج عمر عبد العزيز إنه سعيد بانتشار المهرجانات السينمائية في مصر، خصوصاً في الأقاليم، حيث يؤدي ذلك إلى اتساع رقعة الثقافة السينمائية، وتشجيع الجمهور على مشاهدة السينما، وبالتالي إنعاش الصناعة، مشيراً إلى أن في المغرب مئات المهرجانات، وقد يتزامن أكثر من مهرجان في وقت واحد. المهم برأيه هو التنظيم الجيد لهذه المهرجانات للاستفادة منها.

ويتفق مسعد فودة نقيب المهن السينمائية مع المخرج عمر عبد العزيز في أن انتشار المهرجانات السينمائية أمر إيجابي جداً، لا سيما المهرجانات الخاصة بالشباب، لأنها تساعد على انتشار أفلامهم التي لا يتمكنون من تسويقها في دور العرض السينمائية، لذلك فإن النقابة تدعم هذه المهرجانات وتسهم بجوائز فيها وكان آخرها مهرجان جمعية الفيلم الذي قدمت فيه النقابة شهادات تقدير للمخرجين الشباب الذين حصلت أعمالهم المستقلة على كثير من الجوائز العالمية خلال العام الماضي.

يختلف الناقد فوزي سليمان مع هذه الآراء، إذ يرى أن معظم هذه المهرجانات لا يهدف إلى خدمة السينما بل أصبحت مصدراً يسترزق منه أصحابها عبر دعم يحصلون عليه من الدولة، لذلك نجد أن مستوى الأفلام المعروضة في كثير منها ضعيف، ولا يشعر بها الجمهور ولا تؤثر بأي شكل على صناعة السينما في مصر. لذا فلا بد، برأيه، من التدقيق قبل الموافقة على إقامة أي مهرجان كي يكون مفيداً ويؤثر بشكل إيجابي.

back to top