جسم الأحلام... يستحق العناء
طوال النهار، سواء كنا في العمل أو المنزل، نتجاهل جسمنا: بما أنه {يحمل} رأسنا، يُعتبر ثانوياً، لا كعنصر قائم بذاته. لكن تجاهل هذا البعد الجسماني يشكل موقفاً سيئاً يؤدي إلى خلل في التوازن الشخصي. ولا شك في أن التمتع بجسم الأحلام مع الحفاظ على صحة جيدة يستحق العناء. إليك بعض النصائح التي تساعدك على الاعتناء بنفسك على الصعد كافة طوال السنة.
من الممكن أن نتعلم يوماً بعد يوم تناول غذاء أفضل، والتخفيف من الأوجاع اليومية، والاسترخاء بغية الحفاظ على صحتنا وجمالنا. وباجتماع كل هذه الخطوات الصغيرة وأنماط السلوك الإيجابية، يصبح الجسم قادراً على تقديم أقصى طاقته. ولكن لنتمكن من تحقيق ذلك، من الضروري أن نبدأ بمعرفة جسمنا بشكل أفضل ومحبته، رغم الهفوات والعيوب الصغيرة التي يعاني منها.
الجسم مركز الصحةيتجلى، أكثر فأكثر اليوم، أن الأمراض (باستثناء الوراثي منها والطفولي والوبائي) تعود إلى الإجهاد، سوء الاعتناء بصحتنا (خصوصاً الغذائية)، الأفكار السلبية، أو أنماط السلوك الضارة. لكن اعتماد نمط حياة صحي يُعتبر كافياً لتفادي معظم الأمراض. تذكري أننا نتعلم فن التمتع بصحة جيدة. لا تشمل عملية التعلم هذه وصفات سحرية، بل تقوم على اتباع طرق ومبادئ بسيطة تنبع من تعلم تقاليد علاجية تسمح لنا بالحفاظ، بفاعلية، على توازننا الطبيعي. كذلك يستطيع كل منا أن يصبح عاملاً مسؤولاً عن صحته.تعتمد هذه المسألة برمتها على التوازن. ولهذا السبب قسمنا نتائجنا إلى ثلاث فئات:• توازننا الجسماني.• توازننا الغذائي.• توازننا الجسدي. التوازن الجسمانييجب ألا ننسى مطلقاً أن المثالية لا تشكل جزءاً من عالمنا هذا. كفي عن تصديق أقاويل مجلات نسائية تريد أن تطبعنا بقالب جمال معياري، بعرضها صوراً لعارضات أزياء شديدات النحول يعانين غالباً مرض القهم العصبي.نهاية خرافة الجسم المثاليلا وجود للجسم المثالي لأن تعريفه يختلف باختلاف الأشخاص. فما يُعتبر مميزاً في قارة ما تتبع مقاييس جمالية خاصة بها، يبدو بشعاً جداً في قارة أخرى. حتى الصديقة الحميمة لا تملك النظرة عينها إلى معايير الجمال. فما تعتبرينه أنت جميلاً، قد لا يراه الآخرون كذلك.نتيجة لذلك، يُعتبر الأهم أن يتوافق شكل جسمك مع نظرتك الخاصة، وأن تشعري بأنك جميلة وأن تتقبلي جسمك بميزاته كما عيوبه. بات من المثبت اليوم أن النساء الأكثر جمالاً في العالم هن مَن يحببن أنفسهن لأنهن يشعرن بالراحة في جسمهن وفي عقلهن. لا يُعتبر الوزن الفعلي مهماً بقدر الوزن الشكلي الذي يسمح لك بالقيام بكل نشاطاتك بإتقان من دون تعب أو إجهاد. وهنا من الممكن للنحافة أو الوزن الزائدين أن يسيئا إلى صحتك العامة.أحبي جسمك وأصغي إليهيقوم التصالح مع جسمنا على تعلم الإصغاء جيداً لنسمع ما يقوله لنا بشكل أفضل. حددي تلك الكلمات التي سممت جسمك، واجههيها، وتخطيها. وهكذا تنجحين في تخطي نظرة الآخرين التي تكون مجحفة وقاسية أحياناً. ادفعي جسمك نحو الحركة، فمن خلال النشاط الجسدي، نكتشفه عبر التنفس، الطاقة، والتصور الداخلي. لنعتبر جسمنا حليفاً وصديقاً يمكنك التحاور معه، احترامه، والإصغاء إليه.انطلقي من فكرة أنك لا تحتاجين إلى امتلاك جسم، بل أن تكوني أنت هذا الجسم. تعلمي أن تحبيه لتحبي نفسك والآخرين. كذلك قدمي إلى هذا الجسم طرقاً للتعبير عن العواطف، الرقص مع الحياة، التنقل بحرية، والتمتع بطاقة قوية توحده بالكون... إذاً، كوني جسمك لتكوني بكل بساطة.التنفس غذاء الجسميفتح إتقان التنفس أمامك باب التمتع بصحة جيدة. اكتسبي طاقة كبيرة، عززي قدرتك على التحمّل، تحرري من التوتر، وحسني تركيزك بالتنفس. تنبهي لتنفسك ولتأثيرات التلوث والإجهاد المضرة. احرصي على أن تغذي جسمك بكمية أكبر من الأكسجين، إليك بعض النصائح المهمة في هذا المجال.نتنفس عموماً من دون أن نفكر في هذه العملية. لكن التنفس يشكل جوهر حياتنا. بما أنه يوحد الجسم والعقل، يجمع بين وظائف جسمنا ومشاعرنا. لذلك تعلمي، في المقام الأول، أن تتنفسي جيداً، ومن ثم أن تتأملي، علماً أن هاتين الخطوتين تشكلان قاعدة أساسية للتمتع بصحة جيدة. فعندما نتنفس بشكل سيئ يتأثر كامل الجسم سلباً، ما يشعرنا بالتعب ويساهم في تراجع معنوياتنا.التنبه للتنفس قد ترتبط اضطرابات التنفس أو ضيق النفس بمشاكل عدة، منها مشاكل القلب أو الرئتين والحساسية، فضلاً عن القلق. وإذا كنت تواجهين صعوبة في عملية الشهيق والزفير، فمن الضروري أن تستشيري خبيراً في هذا المجال يوضح لك سبب هذه المشكلة. وإن اتضح أن هذا الاضطراب التنفسي يعود إلى أسباب نفسية، مثل القلق أو الإجهاد، فيعود ذلك إلى متلازمة فرط التنفس على الأرجح أو سرعة التشنج، ما يشير إلى أن هذا العارض حميد.التنبه لتنفسنا من الممكن أن يؤثر في معدل إجهادنا، فضلا عن أن التنفس قد يؤدي إلى تأثيرات فيزيولوجية ملموسة، مثل انخفاض ضغط الدم الشرياني. رغم ذلك، عندما نقرر تحسين حياتنا، نفكر عادةً في التغييرات الغذائية وفي التمرن، إلا أن قلة منا تأخذ عملية التنفس في الاعتبار.لكي تنجحي في تقييم عملية تنفسك، عليك القيام بالتمارين التالية:• تمددي، خذي وضعية مريحة جداً، وأغمضي عينيك. ركزي بكل بساطة على تنفسك. كرري في ذهنك: «لا داعي لبذل مجهود، اتركي الأمور تسير من تلقاء ذاتها».• عندما تشعرين بأنك مسترخية تماماً، ركزي على عملية تنفسك. اتركيها تتواصل بشكل طبيعي. وتتبعي في ذهنك مسار الهواء من الأنف إلى الرئتين والعكس. تنبهي لدرجة حرارة الهواء المختلفة ولحركة جسمك خلال التنفس: تمدد الأنف، انتفاخ القفص الصدري، ارتفاع الضلوع، وتأرجح البطن. تشكل هذه أفضل طريقة لتنمي انتباهك لجسمك.التنفس الجيد فنمن الضروري أن يكون التنفس من البطن (تمدد البطن يسمح للحجاب الحاجز بالانخفاض)، ومن ثم من أسفل الصدر وأخيراً من أعلاه. يجب أن تتنفسي كما يلي: البطن، الصدر، والكتفان. إليك تمريناً يساعدك على التنفس بفاعلية:• قفي منتصبة وقدماك متباعدتان قليلاً. ضعي يديك حول وركيك (الإبهام إلى الخلف وسائر الأصابع إلى الأمام). حاولي أن تدفعي بها خلال عملية التنفس. يجب أن ينتفخ بطنك وأن يرتفع صدرك من دون أن تعلو كتفاك.من التنفس إلى التأمليسمح لنا التأمل بلمس نفسنا النقية الأصلية المتوافرة داخل كل منا، إلا أنها مخبأة وراء عيوبنا وهفواتنا. ولكن إن لم يسبق لنا أن تعلمنا أسس التأمل الرئيسة، يصعب علينا التأمل وحدنا. لذلك لا تترددي في المشاركة بادئ الأمر في صف للتأمل، كما يمكنك أن تستعيني ببعض الكتب والأقراص المدمجة عن التأمل.أسس التأمل الجيدتعتبر المدارس المختلفة، وهي كثيرة، أن التأمل يقوم على التمرن بدأب، سواء كنت تمارسينه واقفة، أو جالسة، وعيناك مغمضتان أو مفتوحتان، بصمت أو خلال ترداد عبارة ما... بالإضافة إلى ذلك من الضروري التمرن للحفاظ على التركيز ومنع الأفكار الخارجية من الاستحواذ على تفكيرنا.أدوات التأمل الجيد• الأصوات: «أمممم» مثلاً أو أي عبارة أخرى قد تكون شخصية أو معتمدة يمكنك تكرارها من دون تكلم أو إصدار أصوات عالية. ولا بد من الإشارة، في هذا الإطار، إلى أن اهتزازات الأوتار الصوتية تحول الجسم والفكر إلى حالات جيدة.• غرض: ركزي نظرك على لهب الشمعة، مثلاً، أو على صور عزيزة على قلبك أو على رسم هندسي مميز.• صورة ذهنية: شجرة، البحر، أو كل ما نفرح بتخيله.• التنفس: تقوم التقنية الأكثر رواجاً اليوم على التركيز على الهواء الذي يدخل الرئتين، يخرج منهما ليُعاود الدخول ثانية... وبما أن التنفس عملية مستمرة لا تختل، فهي تشكل مرساة تثبت عملية التأمل.هوس النساء بالوزنيُعتبر الضغط الاجتماعي كبيراً جداً، حتى إن النساء يشعرن أنهن مرغمات على الحفاظ على جسم مثالي خالٍ من الشوائب. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الإحصاءات أن بين 60% و80% من النساء مقتنعات بأن عليهن خسارة الوزن. وفي جو مراقبة الجسم المستمرة والمشددة هذه، يبدو أن نساء كثيرات يعانين هذه المتلازمة المنحفة. وتتجلى هذه الظاهرة، عادةً، بشكل واضح بعد الأعياد، مع اعتبار نحو 86% من النساء أن عليهن الانتباه لوزنهن بعد هذه الفترة. لكن 86% منهن يعتبرن أن الهدف من الحفاظ على الرشاقة، التمتع بصحة جسدية وعقلية جيدة. إلا أن 72% منهن يعتقدن أيضاً أن النحافة تسمح لهن بالانضمام إلى فئة الجميلات اللواتي يحظين باستحسان الجميع.